كيف خسر تيك توك معركته في واشنطن؟

03-05-2024

كيف خسر تيك توك معركته في واشنطن؟

كانت الشركة المالكة لتطبيق “تيك توك” تحاول منذ سنوات تجنب الحظر في الولايات المتحدة، لكنها واجهت سلسلة من الأخطاء الاستراتيجية، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقد تم إقرار قانون جديد، وقعه الرئيس جو بايدن، يلزم إما بيع التطبيق أو حظره، نتيجة للتوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين، ونتيجة لحملة مناهضة للتطبيق قادها منتقدوه في الكونغرس وفقاً لموقع الحرة.

الآن يواجه “تيك توك” معركة قانونية في المحاكم الأمريكية، فيما تبدو الخيارات ضيقة وقد تشمل بيع عمليات الشركة في الولايات المتحدة، وهو أمر قد يواجه مقاومة من الصين، كما أن مدى اهتمام المشترين الأمريكيين لا يزال غير مؤكد.

هناك احتمال أن يؤدي الفشل في إيجاد حل إلى إنهاء نشاط “تيك توك” في الولايات المتحدة، والذي يشكل جزءاً مهماً من عملياته العالمية، مما قد يمثل نكسة كبيرة للتطبيق الشهير.

من جانبه، بدا أن الرئيس التنفيذي لـ “تيك توك”، شو زي تشيو، لم يتمكن من تعزيز علاقات قوية في الكونغرس، وركز بدلاً من ذلك على محادثات مع المسؤولين الأمنيين الأمريكيين حول هيكلية الشركة، ولكن دون جدوى.

وقد نجح معارضو التطبيق في استغلال المخاوف بشأن الأمن القومي الأمريكي، مما أدى إلى دفع التشريعات التي تسعى لحظره.

ومع عدم اليقين الذي يحيط بمصير “تيك توك”، فقد كانت الشركة الأم “بايت دانس” تفكر في خيار إغلاق التطبيق في الولايات المتحدة بدلاً من بيعه، وفقاً لما ذكرته بعض المصادر لرويترز.

ويرجع هذا جزئياً إلى أهمية الخوارزميات التي يستخدمها “تيك توك”، والتي تعد جزءاً من عمليات “بايت دانس” الأكبر.

حاول “تيك توك” التقليل من مخاوف الأمن القومي عبر اقتراح ما يسمى بـ “مشروع تكساس”، الذي يهدف إلى حماية بيانات المستخدمين الأمريكيين، ولكن هذا لم يكن كافياً لتبديد الشكوك. وفي النهاية، أنفق “تيك توك” و”بايت دانس” ملايين الدولارات لمحاولة التأثير في واشنطن، لكنهم لم يتمكنوا من التغلب على المشاعر المعادية للتطبيق التي نمت على مر السنين.

على الرغم من جهود الضغط الكبيرة، يبقى السؤال الذي يلاحق “تيك توك” دون إجابة مرضية: “هل يمكن لبكين أن تسيطر على بيانات المستخدمين الأمريكيين؟”.

وقد ساهم هذا الشك في دفع الولايات المتحدة نحو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، تاركاً مستقبل “تيك توك” في الولايات المتحدة في مهب الريح.

وفقًا لتقرير “وول ستريت جورنال”، تلقى الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك” شو زي تشيو آراءً متناقضة حول كيفية التعامل مع مطالب السلطات الأمريكية.

اقترح بعض المديرين التنفيذيين في “تيك توك” على شو ألا يجتمع مع المشرعين لأن محادثات لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (Cfius) كانت تتم بسرية.

من جهة أخرى، قال آخرون إن التحديات التي يواجهها “تيك توك” كانت ذات طبيعة سياسية في المقام الأول، وإنه يمكنه الانخراط في مناقشات مع المشرعين دون الحاجة لكشف تفاصيل المفاوضات.

في بداية عام 2022، أبلغ شو الموظفين في مكالمات متعددة أن الاتفاق مع الحكومة الأمريكية كان وشيكًا. ولكن بعد مرور عدة أشهر، أصبح من الواضح أن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا، وفقًا للصحيفة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...