“الموز ليس لنا “.. أسعاره تحلّق والكيلو بربع الراتب في الأسواق
تعد كلمة “موز” أولى الكلمات التي يتعلمها الطفل، في مرحلته الدراسية الاولى، فهي كلمة سهلة التهجئة والنطق، ناهيكَ عن دروس مادة العلوم التي تتحدث عن الفوائد الصحية لفاكهة الموز، والتي تعطى على مدار العام للطفل.
بينما فاكهة الموز، تعد فاكهةَ صعبة المنال، للكثير من الأسر السورية، فدائماَ يكون سعر الكيلو الواحد منه يعادل ربع الدخل الشهري للفرد، ومن المحتمل في أغلب الأحيان أن يحوي كيلو الموز فقط “قرنين أو ثلاثة”، حسب الوزن.
يقول أحد الأهالي: اضطررت لإدخال طفلي إلى مستشفى الأطفال في اللاذقية، بسبب التهاب جرثومي في المعدة، إلى جانب تأمين الأدوية غير الموجودة في المشفى، بدأت برحلة البحث عن الموز، كون الطبيب طلب أن يكون ضمن لائحة الطعام المسموح بها لطفلي.
وأضاف: لم أترك محل خضروات، إلا ودخلته، لكن الموز مقطوع، وبعد المرور على عدة بسطات، توجهت إلى محل عصائر وكوكتيلات، وطلبت من البائع، شراء موزة واحدة، وبعد “رد وصد”، قبل ببيعي الموزة، سعرّها عبر الميزان، ووضعها ضمن كيس أسود، مرفقة بعبارة 3800 ليرة بعد إذنك، صدمت وأعطيته 4000 ليرة، و”كلو بيهون فدا عيون هادي” .
بينما تشتكي أم طفلة،عدم السماح لطفلتها بتناول الموز في الروضة، بحجة أن الموز حلم للكثير من الأطفال، ممن لاتسمح حالة أسرتهم المادية بالحصول عليه.
ومن خلال جولة في سوق الخضرة، تبين أن سعر كيلو الموز وصل لـ 18000 ليرة ” ثمانية عشر ألف ليرة” كونه من الممكن أن يلغي الدماغ صفراَ من السعر، فأغلب الباعة أصبح السعر عندهم مكتوب على قطعة كرتون رقماَ وكتابة، ” الكيلو بـ 18 ألف”.
وعن ارتفاع سعر الموز في الأسواق، قال أحمد زاهر مدير دائرة الأسعار في اللاذقية: “نحن في المديرية، لا نصدر تسعيرة رسمية للموز، فسعره مرتبط باستيراده، حسب قيمة الاستيراد المتعلقة ببيان الكلفة، وبذلك بيان الكلفة يحدد نسبة ربح مسموح بها تصل لـ 30٪.”وأضاف زاهر: “تحدد نسبة الربح بهذه القيمة التي تعتبر عالية، كون الموز مادة سريعة التلف، فمثلاَ من الممكن أن يتلف 200 كيلو موز ضمن طن مستورد.”
وينتظر أهل الساحل كما كل عام، موسم الحمضيات، ليستطيعوا أن يأكلوا الموز دون الاهتمام بسعره، ففيه يهبط سعر كيلو الموز لأكثر من النصف في أقل الأحوال، ما يؤثر سلبا على سعر الحمضيات في الأسواق، دون توضيح رسمي حول العلاقة بين المحصولين، حتى الأن، كون الحمضيات للمائدة، بحسب وزير الصناعة، والموز “ليس لنا، نحن أصحاب الدخل المحدود”.
الخبر
إضافة تعليق جديد