بركان الدم في العراق يحصد 200 عراقي في خمسة انفجارات متزامنة
قتل قرابة 200 شخص في بغداد في انفجار سيارات ملغومة يوم الاربعاء في أشد الهجمات دموية بالمدينة منذ بدأت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية تهدف الى منع البلاد من الانزلاق الى الحرب الاهلية.
وقالت الشرطة ان انفجار سيارة ملغومة واحدة في حي الصدرية الذي تسكنه أغلبية شيعية أسفر عن مقتل 140 شخصا واصابة 150 ليكون أسوأ هجوم منفرد للمسلحين ببغداد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003.
وأدان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجناة ووصفهم بأنهم مصاصو دماء و"جند الشيطان" كما أمر بالقبض على القائد بالجيش العراقي المسؤول عن الامن في الصدرية لفشله في تأمينها.
وتحدث وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في تل أبيب خلال زيارة يقوم بها الى المنطقة ووصف التفجيرات بأنها "مروعة" واتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها.
ويبدو ان الهجمات كانت منسقة حيث وقعت خمسة انفجارات خلال فترة زمنية قصيرة بعد ساعات من اعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن العراق سيتولي زمام السيطرة الامنية على جميع محافظاته من القوات الاجنبية بحلول نهاية العام الحالي.
وقالت الشرطة ان التفجيرات أسفرت إجمالا عن مقتل 191 شخصا واصابة 250. ووقعت أسوأ مجموعة هجمات منسقة في بغداد منذ بدأت الحرب في نوفمبر تشرين الثاني عندما قتل 202 شخص في انفجار ست سيارات ملغومة.
وقال أحمد حميد وهو صاحب أحد المتاجر قرب الموقع لرويترز "تحول الشارع الى حمام سباحة مليء بالدماء."
ووصف شاهد من رويترز في الصدرية مشاهد الفوضى عند مفترق طرق حيث وقع الانفجار قرب أحد الاسواق قائلا "رأيت عشرات الجثث. احترق بعض الناس أحياء داخل حافلات صغيرة. لم يتمكن أحد من الوصول اليهم عقب الانفجار."
واضاف الشاهد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "غطت الاشلاء أنحاء المكان. كانت النساء يصرخن وينتحبن من أجل أحبائهم الذين قتلوا." وأضاف أن أغلب القتلى من النساء والاطفال.
ولوح رجل بذراعيه في الهواء وصرخ في حالة هستيرية قائلا "أين المالكي؟ فليأت ليرى ما يحدث هنا."
ويتعرض المالكي لضغوط متزايدة ليحدد موعدا لانسحاب القوات الاجنبية لكن الهجمات التي وقعت بمناطق تسكنها أغلبية شيعية في العاصمة تؤكد حجم التحديات الامنية التي تواجهها قوات الامن العراقية لتولي المسؤولية بجميع أنحاء البلاد من أكثر من 150 ألف جندي أمريكي وبريطاني.
وبدأت القوات الامريكية والعراقية نشر الاف القوات الاضافية بشوارع بغداد في فبراير شباط.ويقول مسؤولون عسكريون أمريكيون ان أعمال القتل التي تقوم بها فرق الاعدام الطائفية تراجعت غير أنه من الصعب وقف التفجيرات التي تستخدم لتنفيذها السيارات الملغومة.
وقد تلهب هذه الهجمات المشاعر الطائفية في بغداد وخاصة في أوساط ميليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي المناهض لامريكا مقتدى الصدر. وتوارت الميليشيا التي يقدر عددها بعشرات الالاف عن الانظار الى حد كبير منذ بدأت الحملة الامنية في بغداد.
ويلقى باللوم على تنظيم القاعدة في أغلب التفجيرات الكبرى التي تستهدف الشيعة بالعراق وهناك مخاوف من أن جيش المهدي قد ينزل إلى الشوارع من أجل الانتقام.
ووقعت الانفجارات بعد عدة ساعات من توجيه المالكي مرة أخرى مناشدة من أجل المصالحة بين السنة والشيعة.وقال في خطاب ألقي بالنيابة عنه قبل وقوع الهجمات إنه لا يوجد حل سحري لاخماد نار الفتنة الطائفية التي يحاول البعض وخاصة تنظيم القاعدة إشعالها.
وفي أحد التفجيرات الأخرى قالت الشرطة إن انتحاريا فجر سيارة ملغومة مما أدى إلى مقتل 35 شخصا عند نقطة تفتيش في حي مدينة الصدر معقل أنصار الصدر في بغداد.
وأظهرت لقطات تلفزيونية من الصدرية تصاعد عمود من الدخان الأسود الكثيف بموقع التفجير. وهرع عمال الإطفاء إلى الموقع لإخماد النيران في حين حاول عمال الانقاذ انتشال جثث من داخل سيارات محترقة.
وجاءت هجمات اليوم عقب تفجير انتحاري داخل مبنى البرلمان الأسبوع الماضي قتل خلاله أحد النواب كما جاءت بعد تفجير شاحنة ملغومة أدى إلى تدمير أحد أشهر الجسور ببغداد.
وفي خطاب بمناسبة تسليم السيطرة على محافظة ميسان إلى العراق من القوات البريطانية قال المالكي إن المحافظات الثلاث في إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي ستكون التالية وسيعقب ذلك تسلم محافظتي كربلاء وواسط.
واضاف في الكلمة التي تلاها موفق الربيعي مستشار الامن القومي نيابة عنه إن العراق يعتزم تولي زمام السيطرة الأمنية على محافظة تلو الاخرى الى ان تكتمل السيطرة قبل نهاية العام الحالي.وميسان هي المحافظة الرابعة من بين 18 محافظة عراقية تسلم للسيطرة الامنية العراقية لتنضم إلى محافظات المثنى والنجف وذي قار وهي جميعا محافظات تسكنها أغلبية شيعية وتتمتع بهدوء نسبي بجنوب البلاد.
وقال المالكي ان قوات الأمن العراقية لن تتولى السيطرة الأمنية من القوات الأجنبية إلا عندما تصبح مستعدة لذلك .
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد