سجناء على مقاعد الجامعة ..دورات لتعليمهم حرفاً ومهناً تساعدهم على العمل
أن يصبح السجين صاحب مهنة أو صنعة يستطيع من خلالها تلبية احتياجاته كافة داخل السجن أو أن يقوم السجين بإكمال دراسته الإعدادية والثانوية وصولاً إلى حجز مقعد جامعي تجربة مميزة لها خصوصيتها في السجن المدني في السويداء.
في مدرسة السجن كان اللقاء مع الحدث خلدون 16 سنة الذي خضع لدورة محو أمية وبدأ التحضير لشهادة التعليم الأساسي التي ينوي الحصول عليها قبل انتهاء فترة محكوميته.
ومدرس الصف النزيل عبد الحميد الخليل أستاذ لغة عربية يدرس النزلاء بكافة المستويات التعليمية الذي يؤكد رغبة الكثيرين من السجناء بتلقي العلم وصولاً إلى حجز مقعد لنيل الشهادة الجامعية، ولفت أمين سجل المدرسة إلى أن الطالب خالد كلثوم قدم إلى امتحان الشهادة الثانوية وكان الأول وتابع تسجيله في جامعة حلب كلية الحقوق.
بدوره أشار مندوب مديرية تربية السويداء إلى السجن سامي ثابت إلى أنه يقوم هو وزملاؤه مندوبو التربية الثلاثة بتدريس طلاب التعليم الأساسي بجميع الاختصاصات مع دورات للكمبيوتر من النزلاء، لافتاً إلى تكريم 18 ناجحاً بالشهادتين الإعدادية والثانوية.
من جانبه بيّن مدير السجن المدني العميد مروان حميدي أن ما يتم العمل عليه في إعادة تأهيل السجناء من النواحي النفسية والاجتماعية والتربوية والصحية ليخرجوا إلى الحياة الاجتماعية قادرين على العمل والإنتاج وليتمكنوا من الانخراط في المجتمع بشكل طبيعي.
ولفت إلى الدور الإيجابي لجمعية رعاية المساجين وأسرهم بالتنسيق مع إدارة فرع السجن ومن خلفها قيادة شرطة المحافظة التي قامت بإحداث ورش عمل حرفية للخياطة والحلاقة والحدادة والنجارة لتوفير فرص عمل للمساجين يقدم ضمنها رواتب شهرية للملتحقين بتلك الورش.
وروى السجين عبد المجيد مبارك تجربته في ورشة الخياطة المنقول من سجن عدرا أن تجربته ضمن الورشة أدخلت الراحة النفسية له لتعلمه مهنة يمكن الاعتماد عليها حين قضاء مدة محكوميته وخروجه إلى المجتمع الأهلي من جديد فضلاً عن الأجور الشهرية من جمعية رعاية المساجين التي على الرغم من رمزيتها إلا أنها أمنت له دخلاً يلبي الكثير من حاجياته داخل السجن مشيراً إلى أمله برفع تلك الأجور بعد مخاطبة إدارة السجن وزارة الداخلية لتخصيص رواتب إضافية وخاصة أن رواتب الجمعية تتراوح بين 4 و6 آلاف ليرة شهرياً.
وكانت ورشة الحلويات كخلية نحل وأوضح النزيل حسام كردي أنه يعمل ضمن الورشة منذ أكثر من عامين مؤكداً أن التجربة كانت أكثر من رائعة وساعدته على كسب مهنة يستطيع مزاولتها بعد الخروج من السجن.
ومن ورشة النجارة بيّن النزيل هاني عبار أنه في الورشة منذ عامين تقريباً يقوم هو وزملاؤه في الورشة بتلبية طلبات النزلاء من أسرة وخزائن إضافة إلى الطلبات الخارجية عند وجودها ويعود ريع العمل لهم على أن يتم إعطاء نسبة من الاستثمار لجمعية رعاية المساجين التي تقوم بتأمين المواد شأنه شأن النزلاء العاملين في ورشة الميكانيك ومنهم النزيل علاء الدين البيطار الذي أوضح حصوله على الشهادة الإعدادية والثانوية في السجن كما قام بحجز مقعد له في قسم علم النفس في جامعة دمشق التي ينوي إكمال دراسته ضمنها بعد الانتهاء من فترة محكوميته.
كما لفت النزيل أحمد حنان المتابع والمشرف على جميع الورش الحرفية في السجن الذي يعتبر صلة الوصل بين عاملي الورش وجمعية رعاية المساجين التي تقوم بتأمين الجزء الأكبر من مستلزمات الورش لفت إلى أن تصريف منتجات الورش في معظمها داخل السجن للنزلاء.
وأشار رئيس قسم الحراسة في السجن المدني المقدم طارق صقر إلى وجود خدمات أخرى يتم تقديمها للسجناء إضافة إلى الورش الحرفية والمدرسة وهي الطبابة العامة والدواء المجاني حيث يتم تأمين زيارات مستمرة لأطباء من الاختصاصات كافة إضافة إلى الأطباء المقيمين داخل السجن من النزلاء.
وأكد مدير قسم الطبابة الرائد باسل الشوفي متابعة حالة المرضى الباردة بشكل يومي التي يتم علاجها داخل السجن والتي تحتاج إلى مشفى يتم تحويلها بعد إجراء الترتيبات لنقل المريض أما الطارئة فيتم تحويلها إلى المشفى الوطني مباشرة إضافة إلى تحويل المرضى ممن يحتاجون إلى تحاليل وصور أشعة مع متابعة حالتهم المرضية، منوهاً بإجراء اتفاقية تعاون بين وزارة الداخلية ومديرية الصحة بتزويد طبابة السجن بأخصائيين على مدار الأسبوع (جراحة عامة وجراحة بولية وأخصائي قلبية وعظمية وهضمية) لتخفيف تكاليف نقل السجناء إلى المشفى حيث يتم تقييم حالة المريض في السجن ومن يحتج إلى عمل جراحي يتم تحويله إلى المشفى والطبابة مجانية إضافة إلى الأدوية التي تقوم وزارة الداخلية بتأمينها وتوزع على النزلاء بشكل مجاني وغير المتوافر يتم تأمينه عن طريق جمعية رعاية المساجين وفي حال التأخير يقوم المريض بشرائها على نفقته الخاصة على أن تقوم الجمعية بتعويضه عن ثمنها بإعانة مالية.
عبير صيموعة
إضافة تعليق جديد