تقرير البرادعي:ايران رفضت الالتزام بتعهداتها النووية
قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي إن إيران رفضت تعليق تخصيب اليورانيوم وفقاً لمتطلبات مجلس الأمن الدولي.وقال البرادعي في تقريره الذي قدمه لمجلس حكماء الوكالة إن "إيران لم تعلق عمليات التخصيب المتعلق بأنشطتها" وواصلت أنشطتها النووية، ويأتي تقرير الوكالة، التي يرأسها محمد البرادعي، حول ملف إيران النووي بعد انقضاء المهلة المعطاة لها لتعليق تخصيب اليورانيوم.
وفي رد إيراني أولي على التقرير، قال محمد سعيدي، مساعد رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية للشؤون الدولية، إن طهران "تعتبر تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم يتنافى مع حقوقها ومعاهدة (أن بي تي) والقرارات الدولية."
وأضاف سعيدي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية مساء الخميس، أنه انطلاقا من هذا المبدأ فإن إيران "لا تتمكن من الرد إيجاباً على قرار مجلس الأمن رقم "1737 الداعي إلى تعليق أنشطتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.
وكان دبلوماسيون بالأمم المتحدة قد أكدوا أن البرادعي سيقدم الخميس تقريراً إلى مجلس الأمن بشأن البرنامج النووي الإيراني، في ضوء إصرار طهران على الاستمرار في أنشطة تخصيب اليورانيوم، رغم انتهاء مهلة دولية لوقف هذه الأنشطة.
وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إنه سيتم توزيع نسخ من تقرير الوكالة على مندوبي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، تمهيداً للبدء في مناقشة الخطوات المستقبلية التي سيتخذها المجلس ضد طهران.وكانت إيران قد أعلنت الأربعاء، تمسكها بالمضي قدماً في برنامجها النووي، بعد قليل من انتهاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لتجميد تخصيب اليورانيوم، ولكن طهران عرضت تقديم ما وصفته بـ"ضمانات بعدم محاولة تطوير أسلحة نووية."
وانتهت الأربعاء المهلة التي حددتها الأمم المتحدة لإيران، في 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لتجميد أنشطة تجميد اليورانيوم، خلال 60 يوماً، وإلا واجهت "عقوبات أكثر صرامة."
من جهة ثانية، قالت الولايات المتحدة الخميس إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الملف النووي الإيراني، أكد أن إيران لم تلتزم بتعهداتها النووية.وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، غوردون جوندرو، الخميس إن الحكومة الأمريكية تلقت نسخة من تقرير وكالة الطاقة الذرية وأن نظرة سريعة عليه تشير إلى أن "إيران لم تلتزم تعهداتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1737، وهو أمر مخيب للآمال"، نقلاً عن رويترز.
قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، إنها خصصت مباحثاتها في العاصمة الألمانية برلين، لإيجاد السبيل الأمثل لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات لمناقشة ملفها النووي، وذلك قبل ساعات قليلة من صدور تقرير الأمم المتحدة المرتقب حول هذا الملف.
وأكدت رايس أنها تناولت خلال لقاءاتها مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف، والألماني فرانك والتر شتانماير، والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا "الهدف المشترك" بإحياء المفاوضات مع إيران "بمجرد قيامها بتعليق تخصيب اليورانيوم."
غير أن وزيرة الخارجية الأمريكية شددت على أن القضية غير مرتبطة فقط بالتخصيب، بل تطال أيضاً "تعاون طهران مع الوكالة الدولية" بشكل عام.وتأتي مواقف رايس الأخيرة هذه بعد لقاء خاص عقدته مع شبكة CNN الأربعاء، عرضت خلاله على طهران قبول حزمة العروض الدولية التي قدمت لها الصيف الماضي، لقاء إيقاف برامجها النووية، واعتبار ذلك ممراً "لفك العزلة المفروضة حولها منذ 27 عاماً."
وأكدت رايس "استعدادها لمقابلة نظيرها الإيراني في أي وقت أو مكان لتسوية القضايا العالقة كاشفة، أن واشنطن "تتفهم" رغبة طهران" بالحصول على طاقة نووية لأغراض سلمية ملمحة إلى عدم معارضة الولايات المتحدة لهذه الخطوة.
من جهة أخرى، وعلى الصعيد ذاته، عبر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علاء الدين بروجردي، عن اقتناعه أن الولايات المتحدة "لا تعتزم توجيه ضربه عسكرية لبلاده، لأنها تعرف جيداً قدرات طهران" ومدى الأذى الذي يمكن أن يلحق بمنطقة الخليج.بروجردي الذي كان يتحدث للصحفيين في العاصمة الإسبانية مدريد قال: "نحن لا نريد بدء الحرب، والولايات المتحدة تعرف جيداً قدرات إيران، لهذا السبب فهي لن تلعب بالنار في منطقة شديدة الحساسية مثل الخليج."
وحذر المسؤول الإيراني من ارتكاب أي خطأ تجاه طهران التي "سترد بشكل قوي وشامل" رافضاً إعطاء أي توضيح حول طبيعة هذا الرد مكتفياً بالقول إن "الأمريكيين سيفهمون ما أعنيه."
المصدر: cnn
إضافة تعليق جديد