البرك الأثرية تتحول إلى مكبات للقمامة في السويداء
تحت مسوغ قيمتها الأثرية والتاريخية جاء قرار منع ردم البرك والمناهل المائية المنتشرة في معظم قرى السويداء محولا إياها إلى مصبات لمياه الصرف الصحي والمياه الراشحة الآسنة للجور الفنية في تلك القرى فضلا عن تحولها إلى مكب للقمامة والأوساخ ومرتع لعبث العابثين ورغم القرار القاضي بترميمها واستثمارها وعدم ردم سوى البرك غير الأثرية منها إلا أنها ما زالت تلك القرارات حبراً على ورق ولم تأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ.
والبداية من قرية سليم التي لم يخف أهلها تذمرهم من واقع البرك ضمن القرية التي تحولت إلى تجمع لمياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي لعدم وجود شبكة للصرف الصحي ضمن القرية فضلا عن تحولها إلى مكب للقمامة ومصدر خطر كبير نتيجة افتقارها إلى سياج يحمي أهالي القرية والأطفال منهم على وجه الخصوص من السقوط داخلها علما أنه وفي سنوات سابقة شهدت البركة عدداً من حوادث السقوط والغرق.
وفي كتاب مديرية البيئة بالمحافظة جاء مقترح تشكيل لجنة لدراسة إمكانية ردم هذه البركة (المناهل) وتحويلها إلى حديقة عامة مع دراسة واقع الصرف الصحي بالمنازل المحيطة بها كي يجري العمل على رفع الضرر عن الأهالي وفي حال تعذر الردم يجب العمل على تفريغ هذه البرك من المياه الملوثة لتخفيف ضرر التلوث مع ضرورة إقامة سياج حديدي على كامل محيط البركة للحد من خطر السقوط.
وما يعاني منه أهالي قرية سليم يندرج ضمن معاناة أهالي قرية عتيل من تجمع المياه الآسنة الراشحة من الجور الفنية واختلاطها بمياه البركة المتجمعة وتحولها إلى بؤرة تلوث وأمراض وروائح مزعجة إضافة إلى افتقارها إلى أعمال الترميم والأهم وجود السياج لحمايتها من العبث والحؤول دون السقوط ضمنها حيث أكد رئيس بلدية عتيل عدنان فلحوط أن البركة تحتاج إلى ترميم وتسييج وصيانة مع عجز البلدية في ظل الإمكانات أو الايرادات المالية من شفط المياه ضمنها أو تسييجها أو حتى ردمها وتحويلها إلى حديقة عامة بحسب مقترح سابق لمديرية الآثار في المحافظة.
هذا وأمام الشكاوى المتعددة وتاكيد مديرية البيئة فإن هناك العديد من القرى التي تضم بركا مائية ملوثة مثل برك قرى (رامي -المنيذرة -المشنف -سميع -بوسان.) والتي تحولت جميعها إلى مستنقعات للمياه الملوثة ومكبات للقمامة ومصدر للتلوث وهي تحتاج إلى تحرك الجهات المعنية وفي مقدمتها الوحدات الإدارية والموارد المائية.
بدوره مدير دائرة الآثار في السويداء الدكتور نشأت كيوان أكد أن شح الاعتمادات المالية للدائرة لا يسمح للدائرة حالياً بالقيام بترميم وتأهيل تلك البرك جميعاً مشيراً إلى دور الوحدات الإدارية في ضرورة تفريغ هذه البرك من المياه الملوثة وتنظيفها من بقايا الأوساخ والعمل على وضع حاويات قمامة حولها تفاديا لرمي القمامة ضمنها إضافة إلى ضرورة بناء سياج حول تلك البرك لحماية المواطنين من السقوط وإن كانت الموارد المالية للوحدات الإدارية لا تسمح يمكن تضافر جهود المجتمع الأهلي ضمن كل بلدة لدعم تلك الوحدات لما له من منعكس ايجابي على الجميع.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد