سوريون يكتشفون بلدهم: لم نرَ البحر منذ خمس سنوات
يبقى موسم الصيف موسم سياحة في سوريا، بالرغم من الحرب التي أبعدت السياح القادمين من الخارج، والوضع الاقتصادي الصعب، خصوصًا مع نشوء مشاريع بديلة اجتذبت شريحة الشباب لاكتشاف بلدهم. وفي الوقت الذي طرحت فيه وزارة السياحة السورية إعلانا ترويجياً ضخماً، فضّل الكثيرون قضاء آخر أيام الصيف في منازلهم. فالأسعار الخيالية للغرف والشاليهات في الساحل السوري وريفه دفعت غالبيّة ذوي الدخل المحدود أو الجامعيين لإلغاء مشاريع العطلة الصيفية أو أي رحلة خارج محافظاتهم. ما فتح الباب أمام مشاريع سياحية بديلة عن منتجعات الخمس نجوم تلائم السوريين لا سيما شريحة الشباب.
في هذا الإطار، نجحت «الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق» بتنظيم عشرات المشاريع لاكتشاف مواقع جديدة ضمن مناطق طبيعية سورية. استطاعت هذه الأنشطة إعادة إحياء مواقع أثرية كانت مهملة، كما حصل في محيط سهل الغاب في محافظة حماه أو المغارات في كل من السويداء وطرطوس بالإضافة إلى تنظيم مسير جبلي بشكل متكرر أو معسكرات تخييمية إلى مناطق في محيط اللاذقية.
يقول عبد الرحمن، وهو طبيب دمشقي شارك في رحلة مسير جبلي مؤخراً، إن فكرة السياحة التقليدية لم تعد مقنعة على الإطلاق، فالكلفة تصل إلى خمسين ألف ليرة في أقل الاحتمالات. «سمعت الكثير عن غلاء المنتجعات وسوء الخدمة مع رغبتي برؤية مناطق جديدة لم اعرف أو اقرأ عنها من قبل». من جهته، يؤكد كرم أن الشباب لا تهمهم زيارة مرافق الخمس نجوم بقدر تجربة الإنزال الجبلي أو التخييم.
في المقابل، تنشط مشاريع سياحية من نوع آخر على غرار ما قام به فريق «بكرا أحلا» لتنظيم رحلات قصيرة وقليلة التكاليف إلى الشاطئ أو مناطق في ريف اللاذقية وطرطوس.
يشير المهندس أيوب مليكة إلى أن الفكرة انطلقت من حق الفقراء بالسياحة وترسيخ فكرة أن المنتجعات والمرافق هي للفقير قبل الغني. «نجهد لتأمين رحلات بسعر منطقي يناسب قدرة الطالب أو المواطن البسيط؛ فمن حقهم، كغيرهم، التنعم ببلدهم». يستشهد ابن اللاذقية بما قاله القادمون من دمشق وحمص في أول رحلة إلى وادي قنديل في الساحل حين أخبروه انهم لم يروا البحر منذ خمس سنوات.
اللافت أن النشاطات الأخيرة في الساحل قد جذبت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية التي نشرت صورة لحفل في ختام رحلة في البحر قالت إنها على بعد مسافات قصيرة من الحرب الدائرة في البلاد، وهو ما فعلته أيضًا شبكة «سي أن أن» الأميركية .
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد