أخطار التداوي بالأعشاب

21-01-2007

أخطار التداوي بالأعشاب

كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن التداوي بالأعشاب في جميع وسائل الاعلام والاعلان بادعاءات غير صحيحة علمياً مما نتج عنها العديد من الاصابات الخطرة جداً كالجلطات بجميع أنواعها وتدهور الحالة الصحية للتداوي والأمثلة أكثر من أن تحصى في المشافي والعيادات الطبية‏

وليس ذلك ناتج عن التداوي بالأعشاب الذي هو علم له أصول وقواعد علمية وطبية يجب أن تتبع من قبل المختص . بل الاصابات الخطرة ناتجة عن دجل المروجين لتلك الخلطات العشبية التي ليس لها أية صحة علمية فمثلاً هناك تركيبة تشفي العديد من الأمراض فهي تقضي على السكر خلال 3 شهور وتنهي الكولسترول والشحوم من الدم خلال 4 شهور وتصلح ارتفاع ضغط الدم في 5 شهور وهناك صرعة أخرى تستغل الدين في الترويج لمنتجها عن طريق أسلمته أي توظيف الآيات والأحاديث الشريفة للدعاية فمثلاً مايذكر عن العسل الجبلي الذي يشفي من 25 مرضاً من أخطر الأمراض كل ذلك غير صحيح بالدليل العلمي التالي :‏

إن مرض السكر ناتج عن عجز بالجسم لإفراز الأنسولين من البنكرياس الذي يحرق السكر في الدم وان على مريضه استخدام الدواء باستمرار للمحافظة على المستوى الطبيعي للسكر في الدم وان استخدام الغذاء المناسب بما فيها الأعشاب يضبط السعرات ويساعد في تفعيل الدواء أو تخفيض السكر بالدم بنسبة بسيطة وكذلك هو فعل الحركة أي عملها مساعد فقط في تخفيض الجرعة أو المحافظة عليها ولايمكن استعمالهما بدلاً من الدواء لان العجز أو الخلل الذي حصل ليس له إصلاح أو شفاء بالدواء الذي هو الأساس فكيف يتم الشفاء بالعنصر المساعد .‏

ان ماقيل عن مرض السكر ينطبق على مرض الكولسترول وشحوم الدم فعند ارتفاعها بدم المريض يكون ذلك بسبب خلل حدث بجسم المريض أي أن جسم المريض بدأ ينتج 70% من كولستروله فلابد من الدواء لتخفيض نسبته في الدم لأن أهمية الغذاء والحركة لاتتعدى 30% فهل نسبة 30% تستطيع أن تتغلب على نسبة 70% .‏

والأمر نفسه ينطبق على ارتفاع ضغط الدم الذي لايعرف بالتحديد سببه لذلك يجب مع حدوثه استعمال الدواء المخفض له وان أبحاث الغذاء والحركة أظهرت أن تأثيرهما مساعد في العلاج ولايمكن أن يستخدما بدلاً عنه .‏

نصل الآن إلى العسل الذي أسلمه مروجو علاجه واستخدموا الدين بالتجارة حتى لايطعن بقولهم أحد ولكي يستغلوا الناحية الدينية عند البعض والقول الذي يوجه لهم أن عملكم تجاري بسبب ارتفاع سعر منتجكم لماذا لاتسجلوا منتجكم تحت براءة اختراع وتستفيدوا منه تجارياً بشكل أكبر ؟ طبعاً لاتستطيعون .‏

لأن لبراءة الاختراع شروط غير متوفرة في منتجاتكم . ثم أريد ان اذكرهم بالحادثة التي حدثت زمن النبي ( ص ) حيث جاء رجل إلى النبي ( ص ) فقال ان أخي استطلق بطنه فقال اسقه عسلاً فسقاه فقال اني سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً فقال صدق الله وكذب بطن أخيك وفي رواية أخرى كررها النبي ( ص ) ثلاث مرات .‏

وفي هذا المقال اطلب من تجار التداوي بالأعشاب عدم المتاجرة باستخدام الدين ومن وسائل الاعلام والاعلان والعاملين بهما ألا يسمحوا بالترويج لأي منتج إلا بموافقة وزارة الصحة التي تمنع الترويج للأدوية فمن باب أولى أن تمنع ذلك لأن الاعلان عنها ينشر كدواء كما اطلب من الكتاب عدم الترويج للغذاء بدل الدواء بعناوين براقة مثل دع الدواء إلى الغذاء أو اجعل دواءك غذاءك أو اجعل صيدليتك مطبخك .. لأن كل ضرر يلحق بأي انسان مما سبق ذكره سوف يحاسب عليه رب العباد يوم القيامة إن لم يحاسب عليه بالدنيا بحكم عادل . فاتقوا الله ياناس ولاتقفوا ماليس لكم به علم لأنه مسؤولية عند العبد والرب .‏

وختاماً أعود وأكرر بأن العلاج بالأعشاب اليوم يكون للوقاية أو لمساعدة الدواء وليس بدل الدواء كي نتجنب الكوارث الحاصلة . وان من يريد أن يتعالج بالأعشاب عليه أن يلجأ إلى العالم المتخصص بالأعشاب والعارف بموادها الفعالة ومقدار جرعاتها وطريقة استخدامها مع مراعاة حالته المرضية ان كان يعاني أكثر من مرض وان تكون الأعشاب متحصل عليها من بيئة نقية ومن تربة نفس البلد ولها تجارب طيبة معتمدة وعلى مسؤوليته الخاصة .‏

 

محمد نهى شيط

المصدر: الجماهير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...