رب الأسرة بين البخل والتبذير

21-01-2007

رب الأسرة بين البخل والتبذير

يتهم الزوج الزوجة بسوء التصرف في ميزانية الأسرة من غير مبرر كما أن الزوجة قد تتهم الزوج بالبخل والتقتير أو بتمسكه بالإشراف

على شؤون البيت المالية,لكن المعاناة الحقيقية أن تبتلى المرأة بزوج بخيل على بيته مسرف خارجه,‏

(سهام عبد المجيد) ربة منزل تقول:‏

إن زوجي أبعد ما يكون عن البيت الذي لولا ستر الله لما بقي بابه مفتوحاً, معاناتي مع بخل زوجي بدأت مع أول يوم دخلت بيته, زوجي لديه محل بقالة ودخله يكفي لإعالة بيتي لكنه حدد مسؤولياته بإحضار القليل القليل من الخضار والفواكه التالفة في محله وما يحتاجه هو وبعض لوازم الأولاد وكلما طلبت أو طالبت يقول (انتظري أن تمطر السماء ذهباً), خمسة عشر عاماً وأنا أعيش على ما يقدمه لي والدي وعلى جمعيات اشتركت بها مع الجيران, لم يبق عندي قطعة ذهب إلا وبعتها, تصوري أننا ننام في الثامنة لكي لا نستعمل الكهرباء كثيراً.‏

(هدى عون الله) مدرسة نقول:‏

لو عرفت ضريبة المساواة التي ناديت بها منذ أن كنت طالبة في الجامعة لفضلت ألف مرة أن أعود لعصر الحريم بدل من أن أسمع من زوجي عبارة (مثلك مثلي) زوجي من المثقفين والذين ينادون بحقوق المرأة وهذا الجانب هو أكثر ماشدني إليه, لم اعتقد في بداية الزواج وأنا أشتري للبيت لوازمه أن يعتاد زوجي على هذا المشهد الذي صار عادة يومي,أسأله (ألست رجل البيت؟) يجيب (وهل هناك فرق بين الرجل والمرأة), يصرف الكثير لكن خارج إطار البيت, مع أصدقائه وعلى هندامه وسهراته, وكثيرا من الأحيان يستدين مني ليكمل الشهر, والذي يستدينه لا يعود أبداً.‏

(وليد عابدين) طبيب يقول:‏

زوجتي تعاني من أعراض الحمى الشرائية لهذا لا أترك معها إلا القليل من المال جربتها كثيراً واستنتجت أخيراً أنها ليست امرأة مدبرة لأنها طالما تخرج للتسوق فهي لا تعود ومعها قرش واحد .‏

ونظريتها في الحياة أن الرجل الذي يملك المال يتزوج ثانية لذلك هي تنصح كل امرأة أن تبدد ما في جيب زوجها لأن كثرة المال قد تدفع بالزوج إلى التفكير بالزواج ثانية أو ربما التعرف إلى فتيات والإنفاق عليهن والسهر وتقديم الهدايا لهن, هي تتهمني بالبخل وأنا أتهمها بالإسراف, مشاكلنا لن تنتهي طالما أنها تؤمن بمظاهر الاستهلاك الآخذة في الزيادة.‏

الأختصاصية الاجتماعية (هدى عجاج) تقول:‏

الحياة الزوجية متكاملة في جوانبها النفسية والاجتماعية والوجدانية, وكلما كان هناك توازن بين تلك الجوانب سارت الحياة الزوجية بصورة طبيعية وسليمة من ناحية التماسك والاستقرار الأسري.‏

إن مسؤولية الأب تجعل منه الوصي والقائم على البيت اقتصادياً وتربوياً, وإن أي تقصير في أداء واجبه من الناحية المادية يؤدي إلى خلل كبير في دوره كأب وزوج.‏

أما عن الأثر السلبي الذي يخلفه تقصير الأزواج في بيوتهم فهو كبير خاصة إن كان الزوج قادراً على الانفاق ولا ينفق, وهذا التأثير السلبي لابد وأن يضرب في أعماق الأسرة اجتماعياً ونفسياً ما يضر بوضعية ومكانة الزوجة والأبناء في المجتمع حيث يظهرون بمظهر غير لائق أمام الآخرين كونهم لا يستطيعون تلبية حاجاتهم الضرورية مادياً واجتماعياً, وقد يتطور ذلك إلى نوع من الحرج الاجتماعي وتجنب الظهور في اللقاءات والمناسبات كالأعياد والأفراح كما يمكن أن ينتج عنه شعور بالنقص والدونية أمام الآخرين.‏

ومن غير الممكن أن يحافظ الزوج والأب المقصر على سلطته في البيت فيتراجع الاحترام وتتآكل هيبته ونفوذه, وقد يشق البعض عصا الطاعة بشكل صريح ومعلن ما يؤدي إلى خلافات ونزاعات عائلية مستمرة, ينتج عنها بالتالي اختلال كبير في استقرار البيت والعلاقات الأسرية.‏

وأنصح الزوجات بأن يوازن حياتهن المادية مع أبنائهن ولا يسرفن, فظروف الحياة ليست سهلة بل قاسية, وبالطبع إن إسراف الزوجة وبخل الزوج يؤدي إلى خلافات كثيرة قد تكون سبباً في الطلاق وتصدع الحياة الأسرية.‏

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...