حلب: أطفال يتدربون على الملاكمة لنسيان الحرب
داخل قبو في مدينة حلب السورية، ينهمك فتيان وشبان بإجراء تمارين رياضية وتسديد اللكمات الى أكياس ملونة تتدلى من السقف، بإشراف بطلين سوريين سابقين، في محاولة لنسيان يوميات الحرب المستمرة منذ أعوام.
وتكاد اصوات المتدربين تطغى في احيان كثيرة على دوي الانفجارات الناجمة عن القصف والغارات الجوية التي تستهدف الاحياء الشرقية في المدينة، حيث مقر «نادي الشهباء» للملاكمة.
ويقول الطفل عمر، وهو احد المتدربين في النادي، إنه يرتاده لأن «حلمه» هو أن يصبح «بطلاً في رياضة الملاكمة».
ويوضح عمر أنه «منذ افتتاح النادي، وانا اتدرب بشكل جيد كي احقق حلمي»، لافتاً إلى أنه «منذ اربع سنوات لم نعرف الرياضة، وكل ما كان لدينا هو القصف والدمار».
ومنذ افتتاحه في الصيف الماضي، بات النادي مقصداً لعشرات الاطفال والشبان الذين يجدون فيه فسحة لنسيان يوميات الحرب المدمرة.
ويقول البطل السابق في الملاكمة والمدرب في النادي، شعبان قطان، إنه «بسبب الحرب في سوريا عموماً، وحلب خصوصاً، توقفت النشاطات الرياضية بشكل عام، ومن ضمنها رياضة الملاكمة».
واحترف قطان الذي شارك صديقه احمد مشلح في افتتاح النادي خلال الصيف، رياضة الملاكمة في العام 1994، وفاز بالمركز الاول في بطولة سوريا في العام اللاحق، قبل ان يحصد ميداليات ذهبية في منافسات عدة في المنطقة.
ويقصد قطان يومياً النادي سيراً على الاقدام في الشوارع التي لم تسلم ابنيتها من القصف والمعارك، قبل ان يعود ادراجه الى منزله المتواضع الذي تملأ جدرانه ورفوفه صور البطولات والميداليات والكؤوس.
ويشرح: «افتتحنا النادي لكي نستعيد مستوانا الرياضي ونشارك من جديد في البطولات العربية والآسيوية، ونحصد نتائج كما في السابق وافضل منها».
وفي السياق ذاته، يؤكد مشلح، وهو صاحب فكرة افتتاح النادي، ولاعب فاز ببطولات عدة، إن «هناك اقبالا على النادي من كافة الاعمار».
واستأجر قطان ومشلح الطابق السفلي من احد الابنية بعدما كان يتم استخدامه كمستودع، وعملا على تجهيزه بمعدات رياضية اشتروها من ناد رياضي آخر في المدينة اقفل ابوابه.
وخلال حصة تدريب، يجري نحو عشرة مراهقين يرتدون لباساً رياضياً تمارين في حلبة الملاكمة قبل ان يسلم قطان كلاً منهم زوجاً من قفازات الملاكمة. ويتقدم كل منهم بدوره الى الحلبة موجهاً اللكمات الى قطان الذي يقيم اداء كل منهم تباعاً.
ويشارك هؤلاء الفتيان في بطولات محلية تستضيفها قاعة النادي.
ويقول مشلح «اصبحت لدينا مستويات جيدة بالنسبة للأطفال، وكذلك الامر بالنسبة الى الشبان»، مؤكداً «أننا بتنا جاهزين الآن للمشاركة في بطولات خارج سوريا، والمنافسة على المراكز المتقدمة سواء على المستوى العربي أو الاجنبي».
ويختم قائلاً: «أعتقد أنه بات لدى المتدربين ما يخولهم لكي يصبحوا ابطالاً في المستقبل».
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد