ماتت «باربي» عاشت «باربي»
لن تكون «باربي» كما نعرفها بعد اليوم. في خطوة تعدّ من أضخم الانقلابات ليس فقط في تاريخ صناعة الدمى، بل في الثقافة الشعبيّة السائدة أيضاً، حطّمت شركة «ماتيل» صورة دميتها المعروفة منذ 57 عاماً. بالأمس، أعلنت الشركة الأميركيّة عن إطلاق ثلاث نسخ جديدة من «باربي»، بمقاييس، تشبه «الفتيات الحقيقيّات». وانضمّت إلى العائلة «باربي» ممتلئة الجسم، وأخرى طويلة، وثالثة قصيرة. لم يقتصر التحوّل على الطول والحجم، بل على العرق ولون الشعر أيضاً، إذ ضمّت المجموعة الجديدة دمى بلون بشرة سوداء، وأخرى بشعر أحمر وأزرق وأسود وبنيّ، عوضاً عن اللون الأشقر حصراً... وأشارت وكالة «رويترز» إلى أنّ المجموعة تضمّ 22 لون عيون مختلف، عوضاً عن الأزرق التقليدي، و24 تسريحة جديدة، بجانب الأزياء القريبة من الموضة العصريّة.
مجلّة «تايم» الأميركيّة أعلنت عن المشروع على غلاف عددها لهذا الأسبوع. ومنحت صفحتها الأولى لدمية «باربي» ممتلئة، بجانب عنوان: «هل صار بإمكاننا الآن التوقّف عن مناقشة جسدي؟»، وأتبعته بعنوان فرعي: «ما تقوله أشكال باربي الجديدة عن الجمال الأميركيّ». وأشارت المجلّة في تحقيق مطوّل إلى أنّ مبيعات شركة «ماتيل» تراجعت في السنوات الأخيرة، لأنّ الثقافة التي تروّج لها «باربي» لم تعد تتناسب مع أولويّات الأهل في تربية بناتهنّ. وأشار مسؤولون في الشركة إلى أنّهم دعوا نساءً من مختلف الأعمار لمناقشة شكل الدمى الجديد، بسريّة تامّة، ضمن مشروع أطلق عليه اسم «مشروع الفجر». ويحكي منفّذو المشروع أنّ انتقادات كثيرة وجّهت لـ «باربي» بسبب تأثيرها في المفاهيم السائدة، ومساهمتها في ترسيخ معايير غير واقعيّة عن الجمال، تطمح الصغيرات للتمثّل بها، ما يخلق لهنّ مشاكل في تقبّل صورتهنّ الذاتيّة، واضطرابات غذائيّة أحياناً.
وقالت المسؤولة في «ماتيل» إيفلين مازوكو في حديث الى «رويترز»: «نحن متحمّسون لتغيير وجه العلامة. تمثّل الدمى الجديدة شريحة أكبر من الفتيات، ونؤمن أنّه من مسؤوليتنا تجاه الفتيات وتجاه الأهل، أن تعكس الدمية مروحة أوسع من الجمال». تغيّرت «باربي» إذًا لم يبقَ إلا أن يسود الأرض السلام العالمي.
وكالات
إضافة تعليق جديد