مخترع سوري يبتكر ذراعاً صناعياً ناطقاً
يؤكد المخترع السوري محمد فريز عبد الوهاب أن الظروف التي يمر بها الوطن حالياً وما يحمله المستقبل من تحديات إعادة الإعمار ودفع عجلة الإنتاج والاقتصاد السوري عموماً إلى مستوياته المطلوبة، جعل من شعار «الاعتماد على الذات» ضرورة حتمية يفرضها التراجع الكبير في الموارد المالية للدولة وتقلص الاحتياطيات من العملات الأجنبية.
ومن خلال ابتكاره الجديد، يسجل المهندس عبد الوهاب خطوة جديدة نحو الاستعاضة عن طيف أحد المنتجات المستوردة عالية التقنية والأسعار، ناهيك عن الدور الابتكاري الذي يتطلب من سورية تسجيله كدولة فاعلة علميا في محيطها والعالم في هذه المرحلة التي شهدت تراجعا ملحوظا في سلم المؤشرات التنموية، كما يرى في بقاء وتيرة الاختراع الوطني واستمراره، ضرورة ملحة للتأكيد على استمرار الحياة العلمية في سورية رغم كل المشاق التي تعتمل الحياة اليومية للسوريين.
وتتلخص فكرة الابتكار الذي خلص إليه عبد الوهاب بـ«ذراع آلي ناطق» قابل للتوظيف ضمن تطبيقات صناعية متعددة، يساعده في ذلك مجموعة من الميزات التي لا تتوافر في مثيلاته من الأجهزة المعروفة، وهو ما يرى فيه عبد الوهاب جانبا مهما يحقق لنا التخلص من قيود الأجهزة الأجنبية التي تعني في الاقتصاد تبعية للشركات الخارجية إن لجهة قطع الغيار أم للإضافة والتطوير، ناهيك عن العقوبات القاسية وما تنطوي من منع لتدفق التكنولوجيات إلى داخل سورية.
وتتميز الذراع المبتكرة بقدرتها على إخبار العامل وقيادته في العملية المحددة حول ما يجب عليه أن يفعله وكيف يقوم بذلك، كما يخبره في حال ارتكابه لخطأ ما في العملية.
ويقوم الجهاز بفحص نفسه ذاتيا في حال حصول أي عطل فيه، ويخبر الفني بمكان العطل ليتم إصلاحه وهذه الميزة لا تتوافر في الآلات الأجنبية المماثلة حيث تكون عملية الفحص صعبة جداً وغالبا ما تحتاج إلى خبرة من الشركات المصنعة.
ويبين المخترع عبد الوهاب أن الذراع الناطق مصنوع من قطع قياسية متوافرة ورخيصة، على عكس الآلات الأجنبية التي تتطلب قطعا خاصة لا تتوفر إلا في شركاتها بما يخدم احتكارها للصيانة لمضاعفة أرباحها وهو ما يعرفه ويعاني منه أصحاب المصانع.
ويستخدم الذراع الناطق تقنية ليزرية لفرز المنتجات والتعامل معها وفق المهمة الموكلة إليه، وذلك عبر تلقينه الأعمال المطلوبة لاستخدامها عند الطلب، مع قابلية التعديل للقيام بمختلف الأعمال والتطبيقات.
كما يتميز الذراع بقابلية التوالف مع الآلات الأخرى لتنسيق العمل فيما بينها لإتمام مهمة صناعية متكاملة، مع إتاحة تسجيل الأعمال التي يقوم بها ويعطي تقريراً عن الإنتاج عند الطلب.
وتبرز مواصفات الذراع المبتكرة قدراتها على الاصطفاف ضمن خطوط الإنتاج المعقدة التي تتطلب مهاما دقيقة يصعب تحقيقها إلا عبر فريق من العمال، الأمر الذي يبرز البعد الاقتصادي لتوظيف الذراع المبتكر.
ويتكون الذراع الناطق من قاعدة تحمل ذراعا متحركا يتكون من 5 أجزاء منفصلة في خمس محاور، ما يمنحه مرونة هائلة في الحركة بكل الاتجاهات والوضعيات المرغوبة للتعامل مع المنتجات.
وتقوم الذراع -مثلاً- بالتقاط العلب من السلة ثم وضعها على الجانب بفضل رأس مركب عليها مهمته الحمل (وهو يقابل الأصابع عند الإنسان)، وهذا الرأس محاط بعازل ألمنيوم ويتميز عن مقابله الأجنبي المستورد بقدرته على حمل «المنتج/ العلب» حتى لو لم تكن متساوية الارتفاع، ما يعني بأن المستورد يحتاج لعدة نقلات كي يحمل ما يحمله الذراع الوطني في نقلة واحدة.
ويمكن للذراع التي نشر عبد الوهاب مقطع فيديو يبين آلية عملها عبر صفحته الشخصية على فيسبوك «Mhd Fareez Abdulwahab»، أن يتعامل مع رأس مختلف ليقوم بعمل آخر «كالتعبئة والتجميع وعمليات التصنيع المختلفة..»، وبالتالي يمكن استخدامها في أي مرحلة من مراحل التصنيع.
كما يمكن إعادة برمجة الذراع لتقوم بالحركات المطلوبة عن طريق لوحة إدخال للمعلومات تخزنها وتنفذها حسب الطلب، ناهيك عن مرونة تغيير شكل وتصميم الذراع الناطق حسب الحاجة.
والمخترع عبد الوهاب حاز في عام 2011 على براءة اختراع رقم «5764» عن جهاز مساعد للحركة قام بابتكاره لمساعدة المعوقين حركيا، وهو عبارة عن أداة تساعد الجسم أثناء الحركة وسط توزيع علمي لمراكز الثقل ونواحي الإسناد.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد