مقتل 14 ألف دبور في أريحا
هل سمعت مرّة بالتسابق على التقاط الدبابير؟
يهرب سكان القرى عادة من الدبابير لخطر لسعتها. أما سكان أريحا في منطقة إدلب السورية، فخالفوا العرف، بالتقاطهم 14 ألف دبّور بحسب مديرية مصلحة الزراعة السورية. وليس الهدف من ذلك دخول موسوعة غينيس، إنما الحصول على جائزة مالية. فما أن أعلنت مصلحة الزراعة السورية أنها ستمنح عشر ليرات سورية مقابل الدبور الواحد الذي يتمّ تسليمها إياه، حتى هرع الأريحيون إلى البساتين للتسابق على التقاط أكبر عدد ممكن من الدبابير.
ينصّ القرار الذي اصدرته المصلحة على «ضرورة أن يجمع المواطنون والمزارعون سكان المنطقة، أكبر عدد من الدبابير وبيعها للمصلحة حية أو ميتة بمبلغ عشر ليرات سورية للدبور الواحد».
ويأتي القرار لأن الدبابير تقوم بقتل النحلات العاملات وتخريب موسم العسل.
وعليه قررت المصلحة إتلاف هذه الدبابير بحرقها للحفاظ على موسم العسل.
اختلفت الأساليب وتوحدت النتيجة، فما ان سمع أبو نوري بقرار مصلحة الزراعة حتى اتّخذ من التقاط الدبابير مهنة واستطاع جمع 3500 دبور في قريته «محمبل»، وتلقى مقابل تسليمها لمصلحة الزراعة 35 الف ليرة سورية ما يُعادل 700 دولار أميركي، وهو مبلغ لطالما حلم أبو نوري أن يحصل عليه مرّة واحدة ليشتري جهاز تلفون خلوي ودرّاجة نارية. لكن دهشة أبو نوري وأمثاله جاءت مضاعفة كونهم لم يتوقّعوا يوماً أن تأتي رزقتهم من الدبابير المزعجة.
أما عن طريقة اصطياده لهذا العدد، فيروي ابو نوري أنه يبحث عن أعشاش الدبابير المصنوعة من الطين والتي تكثر على جذوع الأشجار وزوايا البيوت المهجورة، ثم يفتح أسطوانة الغاز ليتسرب قليل منها نحوها، ثم يُعيد إغلاقها. وعندها تصاب الدبابير بالدوار تتساقط على الأرض، فيقوم الرجل بجمعها ويضعها في أكياس من النايلون ويُسلّمها للمصلحة.
وكان أحد موظفي مديرية الزراعة أعلن أنه تمّ الحصول على 14 الف دبور، أتلفت جميعها خلال العام الحالي.
مريم الخطيب
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد