فحص الصدر بالأشعة سنوياً لا يُقلّص وفيات سرطان الرئة

في دراسة هي الأكبر من نوعها، إذ شملت أكثر من 77 ألف شخص، تأكّد أن إجراء فحص سنوي بالأشعة السينية للصدر في محاولة لتشخيص سرطان الرئتين في مرحلة مبكرة، لا يقلّل من خطر الوفاة الناجمة عن هذا المرض.

ووجد الباحثون تماثلاً في نسبة الإصابة بسرطان الرئة بين مجموعة الأفراد الذين خضعوا لإجراء أشعات صدرية روتينية على مدى أربع سنوات متتالية، ومجموعة الأفراد الذين جرت متابعتهم بشكل لا يتضمّن بالضرورة إجراء صور أشعة للصدر سنوياً. وأصيب 20 فرداً من بين 10.000 سنوياً بهذا المرض في المجموعتين. وخلال متابعة المرضى على مدار 13 سنة، توفي عدد متقارب جداً من كلا المجموعتين بسرطان الرئة (1200 شخص تقريباً في كل مجموعة)، ما يؤشر إلى افتقار إجراء أشعة الصدر سنوياً إلى القدرة على التقليل من احتمال الوفاة بسرطان الرئة. ونُشرت هذه الدراسة التي أجراها فريق طبي أميركي ترأسه الدكتور مارتن أوكين، في «مجلة الرابطة الطبية الأميركية» في عدد 26 تشرين الاول (أكتوبر) 2011. وجرى تقديمها في «المؤتمر السنوي العلمي للكُليّة الأميركية لأطباء الصدر»، الذي انتهت فعالياته أخيراً في مدينة هونولولو الأميركية.

وكاختصاصي في أمراض الصدر، أرى أن معدل الإصابة بسرطان الرئة في تزايد مستمر عالمياً. وتسبَّب هذا المرض القاتل في وفاة 1.4 مليون شخص عام 2008، وبوفاة 157 ألفاً في الولايات المتحدة عام 2010. وثمة ضرورة قصوى لإجراءات الوقاية من سرطان الرئة بصورة أساسية، من طريق نشر ثقافة تجنب التدخين، والالتزام بأنظمة تشجّع على التخلي عن هذه العادة، إضافة إلى اعتماد آلية طبية لتشخيص المرض في مراحله الأولية. ويُكتشف كثير من حالات سرطان الرئة في مرحلة متقدمة من هذا المرض، فلا تستجيب للعلاج. ومن المتوقع في الشهور القليلة المقبلة، أن يُصدر تحالف الجمعيات والرابطات الطبية العالمية المهتمة بأمراض الصدر، إرشادات علمية جديدة لتشخيص سرطان الرئتين في مراحل مبكرة، خصوصاً لدى الأشخاص الذين تتوافر لديهم عوامل خطر الإصابة به، مثل: التدخين المزمن، والتقدم في العمر. وربما احتوت هذه الإرشادات للمرة الأولى، توصيةً بإجراء أشعة مقطعية بجرعات إشعاعية منخفضة عوضاً عن الأشعة السينية العادية، لتسهيل التشخيص المبكر، ومحاولة تفادي مضاعفات انتشار المرض، عبر علاجه في أقرب فرصة بعد اكتشافه.

أيمن بدر كريم

المصدر: الحياة