سكان البناء يقبضون على السارق قبل الشرطة

09-11-2009

سكان البناء يقبضون على السارق قبل الشرطة

يقول المواطن (ع) من سكان جديدة عرطوز: «الخير فيما اختاره الله، فقد صحوت صباح ذلك اليوم متأخِّراً عن عملي، وبينما كنتُ أستعدُّ لمغادرة المنزل، سمعت صوتاً يشبه احتكاك المعدن ببعضه، سارعت إلى مصدر الصوت، فوجدت شاباً يحاول خلع باب الشرفة واقتحام المنزل، والغريب في هذه اللحظة، ونتيجة المفاجأة، أنَّ الإنسان يقف لبرهة مكتوف الأيدي، لا يعرف ماذا يفعل؛ حيث وقفت أنظر إليه وأفكِّر في ما سأفعله،

وخلال ذلك، تنبَّه السارق إلى وجودي، ومن ثم لاذ بالفرار، وقفز باتجاه دار رجل مسنٍّ، سارعت فوراً إلى إعلام سكان البناء نيّة البحث والإمساك بهذا السارق.. من جانبه، نفى الرجل العجوز سماع أيِّ صوت غريب أو مشاهدة أحد في منزله، وبذلك يكون السارق قد اختفى فجأة».
وبعد مغادرة الجيران لجارهم المسنّ بحثاً عن السارق، حرَّك الفضول همّة الرجل العجوز، فما كان منه إلا أن قام بجولة تفقُّدية على أرجاء منزله، ليجد نفسه وجهاً لوجه مع السارق، الذي أشهر مسدساً في وجهه.. يقول العجوز: «هذه المرة الأولى التي أكون فيها وحيداً في المنزل، ومع ذلك لم أشعر بالخوف عند إشهاره المسدس في وجهي، وطلب مني السماح له بالفرار من دون تدخُّل، فكان له ذلك بعد أن أخبرته بأنَّ الحارة محاصرة والأفضل له أن يسلِّم نفسه، لكن ردَّة فعله كانت بدفعي إلى الأرض والهرب».  وخلال هذه الأحداث، وريثما وصل عناصر الشرطة، تمكَّن سكان البناء من إلقاء القبض على شريكه المنتظر في السيارة، وتمَّ تسليمه إلى الشرطة التي توصَّلت إلى أنَّ السارقين لهما أسبقيات سطو وخلع في الجديدة، وداريا، والسبينة، وقد أنفقا جميع قيمة المسروقات على السهر في المطاعم والنوادي الليلية. يقول صاحب المنزل، الذي حاول السارق خلعه: «السارق الفار بدأ يطلق النار بشكل عشوائي في الشارع، وريثما وصلت دوريات الشرطة كان قد اختفى تماماً، إلا أنَّ قسم شرطة جديدة عرطوز تمكَّن من تحديد هوية الجاني ومكان إقامته، وتمَّ تعميم هذه المعلومات.
-تعرَّضت السيدة (ن) من سكان جديدة عرطوز، للسرقة مرتين، والغريب أنَّ توقيت السرقات وافق أيام سفر زوجها وغيابه عن المنزل؛ ما دفع الزوج إلى تحويل البيت إلى قفص حديدي وقلعة لا يمكن اقتحامها، ولكن حساب الزوج لم يطابق حساب اللصوص الذين دخلوا البيت للمرة الثانية من فتحة المنور، التي لا يتجاوز قياسها 23 بـ21 سم، وبالكاد تتَّسع للرأس.. وفي كلتا الحالتين، استطاعت السيدة (ن) النجاة بحياتها، وها هي اليوم تخاف أن تكون هناك مرة ثالثة، فما كان منها إلا أن جعلت وصيتها (وهي تضحك) أن يبحث زوجها منذ تاريخه عن زوجة ثانية.
- عادت السيدة (ن) إلى منزلها قرابة الساعة الثالثة بعد الظهر، وخلف الباب الخشبي للمنزل يوجد باب حديدي لا يمكن فتحه إلا بالمفتاح حصراً، وبعد أن فتحت الأبواب ودخلت المنزل، سمعت «خربشة» خفيفة، فظنَّت أنها عصافير الكنار، ولم تعطِ للأمر أهمية، وبعد أن تقدَّمت أربع خطوات أخرى في «الموزِّع»، تنبَّهت إلى صوت مرتفع صادر عن غرفة نومها، فلم تجرؤ- بحسب قولها- على التقدُّم، إنما بدأت بمدِّ رأسها فوجدت غرفة النوم مقلوبة رأساً على عقب، ومدَّت رأسها أكثر، فوجدت اثنين في الغرفة، وكانت ردَّة فعلها أن صرخت بأعلى صوتها (حرامي)، ثم صمتت شاردة فجأة، تقول: «لا أدري كم من الوقت شرد ذهني، ولا أدري لماذا شردت أو بماذا كنت أفكِّر في هذه اللحظة».. فكلُّ ما تتذكَّره، هو أنها ركضت باتجاه أبواب المنزل التي تركتها مفتوحة، لجهة أنها أرادت أخذ أغراض معيَّنة من المنزل والمغادرة فوراً، لذا لم تغلق الأبواب خلفها، ورغم أنَّ أحد السارقين أمسك بها، إلا أنها تمكَّنت من النجاة بنفسها، وإعلام قسم شرطة جديدة عرطوز، الذي استطاع تطويق المنطقة خلال عشر دقائق.. تقول السيدة (ن): «كنت أسمع أنَّ الشرطة في خدمة الشعب، ولكن لم أكن حقيقة أصدِّق هذا، أو أنَّ الشرطة خلال عشر دقائق ستكون حاضرة في موقع الحدث، حيث استمرَّت في البحث لمدة ساعة ونصف الساعة، إلى أن تمكَّنت من القبض على السارقين؛ فرئيس قسم جديدة عرطوز، الرائد ثائر عبدو (مشكوراً)، تمكَّن مع عناصره من ضبط الحارة، ولم يغادر إلا عندما أصبح السارقان في قبضة العدالة، بعد أن قبض عليهما متلبِّسين في منور البناية المجاورة لنا، وقد أعاد إليَّ الرائد المسروقات من ذهب ومال».. وتضيف السيدة (ن): «ولكن أكثر ما أثارني وزوجي دهشة، هذه الطاقة الصغيرة، وكيف دخلا منها».
نجم عن اقتحام منزل السيدة (ن) سرقة مبلغ 40 ألفاً من منزلها، وتكسير وتحطيم الأثاث بحثاً عن مصاغات الذهب، وتبيَّن فيما بعد- بحسب قول السيدة (ن)- أنَّ السارقين كانا يسرقان المنازل التي يشير إليها المستخدم الذي يغسل سيارات البناية، فهو العقل المدبِّر؛ يستغلُّ الشبان ذوي الأعمار الصغيرة المراهقة، فاللذان سرقا منزلي أعمارهما دون سنِّ الـ20 سنة».. أثناء التحقيق اعترف اللصان بسرقة منزل المهندس (ع) قبل يومين من سطوهما على منزل السيدة (ن)، وعلى نفس المبدأ؛ حيث تمَّ اقتحام المنزل من فتحة المنور الصغيرة.

أسعد جحجاح

المصدر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...