حلقات كوكب زحل عمرها بلايين السنين

يقول علماء إن الحلقات المحيطة بكوكب زحل قد تكون أقدم بكثير مما يُعتقد. وأظهرت بيانات جديدة مستقاة من المسبار الفضائي «كاسيني» أن الأحزمة الرفيعة التي تدور في فلك كوكب زحل ربما يبلغ عمرها بلايين السنوات ويُحتمل أن تعمر طويلاً.

وكانت البيانات المتوافرة سابقاً قادت العلماء إلى الاعتقاد بأن عمر الحلقات لا يزيد على 100 مليون عام، وأنها نشأت عندما انفجر قمر عملاق وتحوّل إلى شظايا في الفضاء المحيط بكوكب زحل.  
 وقال البروفسور، لاري إسبوزيتو، خلال اجتماع الخريف لـ «الاتحاد الفيزيائي الأميركي» إن مركبة «كاسيني» غيرت تماماً النظرة القديمة لهذه الحلقات. وأضاف: «على رغم أن الاعتقاد الذي ساد بعد رحلات المركبة «فوياجر» الاستكشافية لكوكب زحل خلال السبعينات من القرن الماضي، والذي أفاد بأن الحلقات المحيطة بزحل لا تزال في المراحل المبكرة من عمرها أي أنها قديمة قدم الديناصورات، فإننا حصلنا على نتائج تفيد بأن الحلقات قد تكون بمثل قدم المجموعة الشمسية، وربما تعمّر لبلايين السنوات».

وترصد المركبة «كاسيني» الحلقات المحيطة بزحل باستخدم نظام التصوير بالأشعة ما فوق البنفسجية. وسجلت هذه المركبة الضوء المنعكس من الحلقات والتي يتفاوت حجمها ما بين حبات رمل وصخور كبيرة. وخلصت المركبة إلى أن الجسيمات تحتوي على كتلة مياه ثلجية أكبر بثلاث مرات من الكمية التي كان يعتقد بأنها موجودة بناء على ملاحظات المركبة «فوياجر».

ويرى البروفسور إسبوزيتو وزملاؤه أن المادة التي تتشكل منها الحلقات لا تنفك تتجمع لتشكيل «أقمار صغيرة» ثم لا تلبث أن تتفكك في إطار ما يبدو أنها عملية متواصلة. يقول كلما زادت نسبة الكتل في الحلقات، ارتفعت نسبة المواد الخام المطلوبة لإجراء عملية التدوير، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار التلوث في الكون». وعلى رغم أن لا أحد يملك جواباً جازماً في شأن عمر الحلقات، فإن النظريات العلمية تسعى الى تحديد زمن تشكّل الحلقات المحيطة بكوكب زحل.

ويتشبّث العلماء بفكرة أن الحلقات نجمت عن حادث تصادم كوني وقع في وقت موغل في القدم. وتحتوي الحلقات على كتل كافية لتشكيل قمر بقطر 300 كيلومتر. ويقترح إسبوزيتو أن زمن تشكّل الحلقات ربما يعود إلى ما يسمى «الانفجار الضخم المتأخر» عندما شهدت المجموعة الشمسية آخر مرحلة من مراحلها المتعلقة بالتأثيرات المركزة التي ربما حدثت قبل أربعة بلايين سنة.

المصدر: الحياة