الحرب على الارهاب بعد مقتل بوش
ثمة تساؤلات عديدة تجول في خاطر من يقرأ عنوان فيلم " موت رئيس" للكاتب والمنتج والمخرج البريطاني غابرييل راينج، الذي أحدث إشكالية كبيرة، وأثار جدلا واسعا أينما عرض، كونه يتضمن مشهدا متخيلا صوّر محاولة لاغتيال الرئيس الأميركي جورج بوش.
غابرييل راينج، المعروف بإنتاجه لعديد من البرامج الوثائقية للتلفزيون البريطاني، أكد في حديث خاص، أنه يريد من هذا الفيلم أن ينظر العالم إلى الإرهاب بطريقة مختلفة، وقال: أنا عشت في الولايات المتحدة الأميركية لفترة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد صعقت بأحداث كثيرة حصلت لتفعيل الحرب على الإرهاب في أميركا."
وأضاف: "وفكرة اغتيال الرئيس بوش في الفيلم راودتني عندما تساءلت عن الطريقة التي سينظر إليها الناس من بعد اغتياله إلى الإرهاب."
يأتي هذا الشريط المصور كفيلم وثائقي للتاريخ المعاصر، إذ كان تحدي غابرييل راينج الأكبر بإمكانية إحداث نسيج متداخل بين ما صوره من مشاهد درامية من جهة، وكل ما حصل عليه من الأرشيف للقطات ومواقف حقيقية للرئيس بوش، ومقتطفات من خطاباته.
ويقول راينج: "مع العلم أن الفيلم خيالي، إلا أنه مستوحى من أحداث واقعية. والعديد من الفقرات والمحطات استوحيتها من حالات حقيقية، تبعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر."
وعن الهدف من وراء خوضه تجربة الفيلم بالتحديد، قال: "ما أردته من الفيلم هو حث الناس على التحدث عن طريقة إعلان الحرب على الإرهاب في أميركا. فالطريقة التي قررت فيها الإدارة الأميركية زج صدام حسين بأحداث الحادي عشر من سبتمبر ساذجة، واستخدمت فقط كوسيلة لتبرير دخول الحرب. وكما أرى، في الأشهر الأخيرة، ومن خلال الانتخابات التي جرت مؤخرا، ثمة تغيير جذري، وبالتالي فالمعايير تتغير مع إدراك الناس للنتائج السلبية والمدمرة للحرب."
ومما لاشك فيه أن الفيلم تعرض للعديد من النقد، وعن ذلك قال: "النقد الأقسى كان ممن لم يروا الفيلم. فهيلاري كلينتون مثلا وصفته بالمقرف، دون أن تشاهده. ردة الفعل هذه تصدر عمن يعتقد أن هذا الفيلم يحفز فكرة اغتيال بوش، ويشجع البعض على القيام بذلك. إلا أن في الفيلم رسالة واضحة وقوية تنادي باللاعنف، ومع أنه ينتقد بوش، إلا أنه ليس استهدافا له."
والملاحظ أن الفيلم تطرق بشكل جلي لتدخل الإدارة الأميركية بسياسات الشرق الأوسط.
ويقول راينج: " لقد كانت مشاهد اغتيال الرئيس الحريري، مؤثرة للغاية، الأمر الذي حفزني على استخدامها للدلالة على توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى سوريا، خاصة وأن تشيني لا يخفي اهتمامه بالملف السوري، وبضرورة تغيير النظام السياسي. حتى أنه لم يتردد بالإعلان عن رغبته برؤية بشار الأسد خارج مكتبه."
هذه الجرأة في الطرح، لا تخلو من المخاطر، فقد أكد غابرييل راينج أنه تعرض للتهديد بالقتل أكثر من مرة، إلا أن هذه التهديدات لن تمنعه أبدا من التعبير عن آرائه بصراحة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد