82 مليون شجرة زيتون في سورية
تعتبر سورية منذ القدم بلد الزيتون وموطنه الأصلي، ومنها نقل الرومان زراعة هذه الشجرة إلى إسبانيا وبقية دول حوض البحر الأبيض المتوسط ولان الماضي والحاضر يتعانقان دائماً في سورية فقد احتفظت شجرة الزيتون بموقعها الرائد بين الأشجار المثمرة التي تزرع في سورية.
تشكل زراعة الزيتون في سورية أحد أهم قطاعات الإنتاج الزراعي وأهم أنواع الأشجار المثمرة بمساحة قدرها 581 ألف هكتار تقريبا وبذلك تشكل 10 بالمئة من إجمالي المساحة القابلة للزراعة و 65 بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة.
وبلغ عدد الأشجار الكلي أكثر من 82 مليون شجرة المثمر منها بحدود 62 مليون شجرة ووصل إنتاج الزيتون في العام 2006 إلى أكثر من مليون طن من الزيتون نتج عن الجزء المخصص للعصر حوالي 175 ألف طن من الزيت.
وتعتمد زراعة الزيتون في سورية على مياه الأمطار بنسبة 92 بالمئة ويتركز 80 بالمئة من المساحات في منطقة الاستقرار الأولى وهي ذات معدلات أمطار سنوية أعلى من 350ملم.
وأشار الدكتور أنور الإبراهيم مدير إدارة بحوث الزيتون بإدلب إلى تنوع المصادر الوراثية للزيتون في سورية فمنها ما هو مخصص لإنتاج الزيت "زيتي صوراني ـ خضيري ـ دعيبلي" وأخرى لإنتاج زيتون المائدة " قبسي ـ جلط مصعبي" ومن هذه الأصناف ما تكون ثنائية الغرض.
وأضاف إن الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ـ قسم بحوث الزيتون قامت بحصر المصادر الوراثية للزيتون من خلال مشروع التعاون بين الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ـ قسم بحوث الزيتون والمجلس الدولي للزيتون وبلغ عدد الأصناف والسلالات التي تم حصرها وتوصيفها 75 صنفاً وسلالة.
وقال الإبراهيم: إن استهلاك سورية من زيت الزيتون بحدود 110 ـ 120 ألف طن سنوياً ولذلك هناك فائض للتصدير بحدود 40 ـ 60 ألف طن سنوياً.
وفي السنوات السابقة تحولت سورية من دولة مستوردة لزيت الزيتون في بداية التسعينيات إلى دولة مصدرة لهذه المادة وبلغ التصدير ذروته عام 2005 حيث بلغت الكميات المصدرة أكثر من 35 ألف طن.
وبين الإبراهيم أن الخبراء الزراعيين يتوقعون تزايد الإنتاج بشكل مستمر خلال السنوات القليلة القادمة نظرا لاستمرار التوسع في هذه الزراعة ودخول أشجار جديدة في الانتاج بمعدل 2 3 مليون شجرة سنويا اضافة لانخفاض معدل الاستهلاك الفردي وان انتاج سورية من زيت الزيتون سيصل في العام 2010 حوالي 200 الف طن وبالتالي حصول مشاكل في التخزين ذلك أن الطاقة التخزينية الحالية ليست كافية ولا تتم ضمن شروط نظامية الامر الذي يؤدي إلى انخفاض بعض مزايا الزيت.
وأضاف مدير ادارة بحوث الزيتون أن التطورات التي حصلت في مجال قطاع الزيتون في سورية منذ عقدين من الزمن كثيرة لكن التحديات المستقبلية لهذا القطاع تبدو كبيرة أمام التطور المنتظر للانتاج العالمي وبروز أقطاب جديدة منتجة قد تؤدي الى مزاحمة كبيرة في السوق والسياسة الاوروبية في ميدان زيت الزيتون التي تعتمد الدعم المباشر للفلاح ووجود عوائق هيكلية تحد في بعض الاحيان من القدرة التنافسية للقطاع.
وطالب الابراهيم الجهات المعنية باتخاذ التدابير وتنسيق الجهود على كافة المستويات لما له من تأثير بالغ الاهمية علي تطور هذا القطاع الحيوي وتحقيق توازنه على المدى البعيد وذلك عن طريق الاستفادة من الابحاث والتجارب العلمية والتي تقود الى تطبيقات عملية تودي الى تحسين المردود وخفض الكلفة وتقديم منتج عالي الجودة وزيادة الاستهلاك عن طريق التحكم في تكلفة وتحسين انتاجية الزراعات الحالية والنهوض بجودة المنتج في مختلف المراحل اضافة لتنمية الصادرات بايجاد هوية مميزة للزيت السوري.
واكد الابراهيم ان تنمية زراعة الزيتون تحتاج لوضع استراتيجية ترتكز على منهج متكامل لتحسين الانتاج والمعالجة وضمان الاستدامة بعيدة المدى لقطاع الزيتون في سورية والتأكيد على تحسين الجودة كما تتطلب أيضا تعزيز نظام الزيتون السوري بواسطة تكامل كافة مراحل سلسلة الانتاج الانتاج النقل التعبئة التصدير التسويق والتوزيع .
وتحدث الابراهيم عن الاجراءات المتخذة من قبل الهيئة العلمية للبحوث الزراعية في وزارة الزراعة للارتقاء بهذه الزراعة عن طريق تحديث وتطوير أجهزة المخابر وتطبيقاتها وتنفيذ التحاليل الفيزيائية والكيميائية والحسية لتصنيف زيت الزيتون وفق المعايير الدولية ودعم خطة تحسين جودة زيت الزيتون الوطني وتقوية المهارات الفنية لعناصر قسم بحوث الزيتون في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية عن طريق اجراء دورات تدريبية لرفع مستوى الكادر الفني في مختلف مراحل الانتاج ورسم خطة وطنية لتحسين أداء قطاع الزيتون السوري بشكل عام وبالتالي تحسين انتاج وجودة زيت الزيتون من خلال دراسة الواقع الراهن وتحديد نقاط الضعف والقوة خلال مختلف مراحل الانتاج ودراسة المواصفات المورفولوجية والجزئية لاصناف الزيتون السورية والبيئات المناخية المختلفة لتقييم امكانية الحصول على زيوت نموذجية تتطابق معاييرها مع المقاييس الدولية.
اضافة لتقييم الواقع كما تقيم الوزارة من خلال الوحدات الارشادية التابعة لها ورشات عمل للمزارعين وأصحاب المعاصر والفنيين والتجار في مختلف المحافظات وتعمل على ايصال التقنيات والابتكارات الحديثة في هذا المجال للعاملين في زراعة وتسويق الزيتون بالتعاون مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالقطاع.
ويتضح مما سبق أن زراعة الزيتون تشكل ركنا أساسيا من الواقع الزراعي في سورية وتلعب دورا اقتصاديا واجتماعيا مهما ولذلك فإن الدولة تقوم بوضع استراتيجية وطنية لتحسين جودة زيت الزيتون تشمل جميع مراحل الانتاج وتوصيف المصادر الوراثية للاصناف المزروعة مع الاخذ بعين الاعتبار مناطق انتشارها البيئية المختلفة التي تلعب دورا مهما في تحديد جودة المنتج وذلك من خلال المشاريع التي تنفذها الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بالتعاون مع المجلس الدولي للزيتون ومعهد سيام باري ومن الناحية التسويقية يتوفر لدى سورية امكانية كبيرة للانتاج العضوي وتقديم منتجات مختلفة تمنحها اياها مواقع زراعته من تربة ومناخ ومادة وراثية وربطها مع المنشأ الجغرافي للمنتج الامر الذي يمنحه ميزة اضافية في التسويق حيث يبين للمستهلك الخصائص الشكلية والزراعية للمنتج .
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد