29جريحاً في مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين ضد أردوغان باسطنبول
أصيب 29 متظاهرا على الأقل بجروح عندما استخدمت الشرطة التركية القوة مجددا لتفريق الاف المتظاهرين الذين تدفقوا إلى وسط مدينة اسطنبول مساء أمس وصباح اليوم واقتحمت الشرطة ميدان تقسيم الذي يعتصم فيه المحتجون على سياسة حكومة رجب طيب أردوغان.
وذكرت وكالات الأنباء أن الشرطة اغلقت ميدان تقسيم وسط مدينة اسطنبول بالقوة مساء أمس بعد أن اقتحم أفراد من الشرطة منتزه غازى المجاور حيث يعتصم المتظاهرون المحتجون منذ أكثر من أسبوعين.
وقال سكان في المنطقة لوكالة الأنباء الصينية شينخوا إن المئات من الأشخاص في حي كاديكوي تجمعوا لعبور جسر البوسفور سيرا على الأقدام باتجاه الجانب الأوروبي من المدينة إلا أن الشرطة التركية قامت بإغلاق الطرق لمنع المحتجين من الوصول إلى الجسر.
بدورها ذكرت وكالة رويترز أن نحو ألف متظاهر تجمعوا في حي بيشكتاش على مسافة أقل من 100 متر من مكتب أردوغان كما تجمع العديد من المحتجين في أحياء الجانب الأوروبي من المدينة مثل اتيلر وميسيديكوي احتجاجا على سياسة الحكومة التركية.
وأظهرت مشاهد بالتلفزيون المحلي متظاهرين يقطعون طريقا رئيسيا إلى مطار اتاتورك على الطرف الغربي من المدينة كما سار المئات شرقا صوب جسر رئيسي على مضيق البوسفور تجاه تقسيم.
واحتشد الاف آخرون في حي جيزي العمالي الذي شهد اشتباكات عنيفة مع الشرطة في التسعينيات في حين تجمع محتجون أيضا في العاصمة انقرة حول منتزه كوجولو بوسط المدينة ومن بينهم برلمانيون من أحزاب معارضة جلسوا في الشوارع في محاولة منع الشرطة من اطلاق الغاز المسيل للدموع.
وقال اتحاد نقابات عمال القطاع العام في تركيا الذي يضم نحو 240 ألف عضو نقابة انه سيدعو لاضراب عام يوم غد الاثنين ولكن تجمعا نقابيا ثانيا قال إنه سيعقد اجتماعا طارئا لتحديد ما اذا كان سينضم للاضراب.
وقد أخلت الشرطة التركية مساء أمس حديقة جيزي في ساحة تقسيم في اسطنبول من آلاف المتظاهرين الذين كانوا متجمعين فيها وذلك بعد ساعتين من انذار جديد وجهه اردوغان للمحتجين لاخلاء المكان.
يذكر أن تركيا تشهد منذ اكثر من أسبوعين مظاهرات شعبية عارمة شارك فيها عشرات الاف الاتراك في اسطنبول وانقرة وعدد من المدن التركية احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب أردوغان ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة الآلاف.
إلى ذلك نشرت السلطات التركية اليوم قوات أمن اضافية في مدينة اسطنبول مع وصول المزيد من المحتجين الرافضين لسياسات وخطط حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها رجب طيب أردوغان إلى وسط المدينة فى طريقهم إلى ساحة تقسيم التي تحولت الى مركز للاحتجاجات التي اندلعت مطلع الشهر الحالي.
وذكرت رويترز أن طوابير من الشرطة تدعمها عربات مصفحة أغلقت ساحة تقسيم بينما اقتحم أفراد من الشرطة متنزه كيزي المتاخم حيث يعتصم المحتجون منذ أكثر من أسبوعين.
وكان أردوغان حذر أمس من أن قوات الأمن ستخلي الميدان إذا لم ينسحب المتظاهرون قبل تجمع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في اسطنبول اليوم.
وأشار أحد المحتجين إلى أن عملية الاخلاء خلفت الكثير من المصابين مضيفا.. "إذا سرت في الشارع فسترى مئات المصابين لا يوجد أحد يعتني بهم ولا توجد مستلزمات طبية".
ومع تدخل الشرطة لجأ المحتجون المذعورون لفندق فخم في الجزء الخلفي من المتنزه وكان كثيرون منهم يتقيؤون في الوقت الذي خيمت فيه سحب الغاز المسيل للدموع على المتنزه ودوت أصوات تفجيرات قنابل صوتية.
وفي الساعات الأولى من صباح اليوم عبر عدد أكبر من الأشخاص جسرا لينضموا إلى المحتجين في حي الحربية القريب من ساحة تقسيم.
ولفت أحد المحتجين إلى انتشار المتظاهرين الكثيف في جسر البوسفور بنحو 500 أو 600 شخص وتوقف حركة السير على الجسر وقال "نمشي منذ نحو عشر ساعات ووصلنا للتو إلى ميسيد ييكوي" وهو حي قريب من ساحة تقسيم.
وأضاف.. "الشرطة وقوات الأمن هاجمتنا بشدة هنا في ميسيدييكوي أيضا".
وتدفق الآلاف إلى الشارع الرئيسي المؤدي إلى تقسيم بعد مداهمة الشرطة وازالوا لافتات الشوارع وبدؤوا بناء حواجز بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الشوارع الخلفية حول الساحة لمحاولة منع المحتجين من التجمع مرة أخرى.
إلى ذلك ذكرت مواقع تركية أن نائب مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية التركية زينل كوتش استقال احتجاجا على العنف المستخدم من قبل حكومة أردوغان التسلطية القمعية ضد المتظاهرين السلميين.
وأمس جدد أردوغان وصفه للمحتجين الرافضين لسياسة حكومته التسلطية القمعية بـ "الغوغائيين والمخربين" وهدد بمحاسبتهم متجاهلا تأكيدهم على الاستمرار فى التظاهر والاعتصام حتى تحقيق مطالبهم باستقالة حكومته التى فقدوا الثقة بها تماما.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد