200 قتيل ببغداد وواشنطن تمنح الحكومة فرصة أخيرة
ارتفعت حصيلة قتلى الانفجارات العنيفة التي هزت بغداد أمس إلى أكثر من مائتي شخص, فيما أكد الجيش الأميركي أن الخطة الأمنية المطبقة قد تكون "الفرصة الأخيرة" للحكومة العراقية.
وأوضحت مصادر أمنية أن الحصيلة النهائية ناجمة عن ست هجمات -نفذت أربع منها بواسطة سيارات مفخخة- في تجمعات مكتظة بالمدنيين في مناطق سوق الصدرية الشعبي وسط بغداد ومدينة الصدر شرقي العاصمة وحي الكرادة جنوبها.
وقالت الشرطة إن انفجار سيارة ملغومة واحدة في حي الصدرية الشيعي أسفر وحده عن مقتل 140 شخصا, وإصابة نحو 150 آخرين, فيما أوضح شهود عيان أن كثيرا من القتلى من النساء والأطفال.
كما قتل 45 شخصا وأصيب 70 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين الأولى قرب نقطة تفتيش للجيش العراقي قرب ساحة المظفر بمدينة الصدر, والأخرى قرب مستشفى عبد المجيد حسين في حي الكرادة التجاري وسط العاصمة.
وقال شهود عيان إن العديد من القتلى احترقوا داخل السيارات والحافلات. وشوهدت جثث متفحمة تحت الحافلات والسيارات التي انقلبت بفعل قوة التفجير الذي سمع في أرجاء بغداد لشدته.
وفي هجمات أخرى قتل أربعة من عناصر الشرطة وأصيب ستة بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف دورية للشرطة في منطقة عويريج غربي بغداد.
كما لقي أربعة أشخاص حتفهم بينهم اثنان من عناصر الشرطة وأصيب ثمانية عندما فجر انتحاري يقود سيارة مفخخة نفسه في حاجز أمني بمنطقة السيدية جنوب العاصمة.
وقتل ثلاثة أشخاص وأصيب خمسة بانفجار عبوة ناسفة في شارع الجمهورية وسط بغداد. ولقي شخصان مصرعهما وأصيب خمسة في انفجار عبوة داخل حافلة صغيرة قرب حي الشورجة وسط بغداد.
وقرب العاصمة أيضا لقي شرطيان مصرعهما وأصيب أربعة بينهم مدنيان بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية للشرطة. وقالت الشرطة إن مسلحين قتلوا الرائد إسماعيل كاظم, وهو أحد حراس رئيس البرلمان محمود المشهداني جنوبي بغداد.
من جهتها قالت الشرطة إنها عثرت على 25 جثة مصابة بالرصاص في أجزاء متفرقة من بغداد أمس. وقالت وزارة الدفاع إن قواتها قتلت ستة مسلحين واعتقلت 126 في عمليات متفرقة في البلاد. كما عثر في محافظة ديالى على 18 جثة بينها 15 مجهولة الهوية. ووجدت في كركوك أربع جثث جنوب وغرب المدينة.
وجاءت تلك التفجيرات عقب إعلان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده ستتولى زمام السيطرة الأمنية على جميع محافظاتها من القوات الأجنبية بحلول نهاية العام الحالي.
وقال المالكي في كلمة له إنه "لا يوجد حل سحري لإخماد نار الفتنة الطائفية التي يحاول البعض وخاصة تنظيم القاعدة إشعالها".
من جانبه قال الجيش الأميركي إن الخطة الأمنية ببغداد التي تشمل زيادة عدد القوات الأميركية، قد تكون الفرصة الأخيرة للقادة العراقيين لإقامة دولة فعالة.
وقال قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط وليام فالون إنه من "الواضح بالنسبة لي أن علينا الآن تطبيق نهج مختلف تماما" من زيادة عدد القوات الأميركية, مضيفا أنه نظرا للعديد من العوامل فإن "هذه آخر وأكبر فرصة للقيادة العراقية لإحراز التقدم".
كما أشار فالون أمام المشرعين الأميركيين إلى أنه لم يحدث تقدم باتجاه إقامة حكومة تمثيلية فعالة خلال السنوات الأربع منذ الغزو الأميركي للعراق.
أما وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فوصف التفجيرات بأنها "مروعة" واتهم تنظيم القاعدة بالمسؤولية عنها.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد