200 ألف طن انتاجنا من زيت الزيتون
منذ بداية موسم قطاف الزيتون وتحديداً منذ شهر أيلول الماضي يقوم مركز التجارة الخارجية بالعمل على وضع الآليات والخطط لتسويق وترويج وتصدير مادة زيت الزيتون إلى الأسواق المحلية والعالمية رغم ما أشيع من أخبار عن ارتفاع سعر هذه المادة وما رافقها من تساؤلات.
ونظراً لما يمتاز به زيت الزيتون السوري من مزايا وسمات ونكهة خاصة حيث تقول الأساطير إن أول ظهور لشجرة الزيتون كان في مدينة ايبلا السورية منذ 2400 عام قبل الميلاد, بعدها قام الفينيقيون بنشر هذه الشجرة في دول حوض البحر المتوسط وانتشرت في العقود الثلاثة الماضية زراعتها بكثرة , حيث يقدر عدد أشجار الزيتون المزروعة حتى هذا العام 90 مليون شجرة نسبة 60% منها منتجة والباقي في طور الانتاج.
وفي لقاء ( الثورة) مع السيد يوسف اسماعيل مدير مركز التجارة الخارجية أوضح أن سورية أصبحت تحتل المرتبة بين الرابعة والخامسة عالمياً والأولى عربياً في مادة زيت الزيتون حيث يقدر انتاجنا لهذا العام بحدود 220,200 ألف طن منها فائض للتصدير بحدود 125 ألف طن علماً أن الانتاج العالمي من زيت الزيتون يقدر بحدود 2,5 مليون طن ,حاجة السوق للاستهلاك تقدر ب 2,1 مليون طن . أي أن هناك فائضاً عالمياً بحدود 400 ألف طن.
ويوضح السيد اسماعيل أن هذا يساهم في تصدير زيت الزيتون السوري من خلال منتجين ومصدرين متخصصين بتصديره ,ما يحافظ على سمعة هذه المادة في الأسواق الخارجية , إلا أن الملفت على حد قول اسماعيل أن الأسواق المحلية مليئة بمنتجات زيت الزيتون مغشوشة ضمن عبوات مختلفة وتحت أسماء وعناوين وهمية مثل عبوات مدون عليها زيت زيتون ( بكر) ماركة السلام أو المجد أو سلقين, وهذه كلها تباع على أساس أنها زيت زيتون صافٍ و أصلي وبأسعار متدنية وهنا نسأل: أين دور الرقابة التموينية التي تتحفنا بالتصريحات وما إلى ذلك على عكس ما هو الواقع?!!
ورداً على سؤال آخر في هذا المجال, ماذا يفعل المركز نتيجة هذه الحالات, أوضح بأن المركز يقوم بتوجيه دعوة إلى الجهات المعنية ( الرقابة التموينية- المنتجين والمصدرين- حماية المستهلك- وزارة الزراعة ..الخ) لوضع ضوابط وشروط تمنع هذه الظاهرة ومنها ما تم ذكره آنفاً بموجب قرار وزارة الاقتصاد والتجارة.
ويؤكد السيد يوسف اسماعيل أن زيت الزيتون من المنتجات الزراعية الاستراتيجية في سورية تحقق قيمة مضافة, حيث يعمل بها أكثر من 20 % من سكان سورية بدءاً من الزراعة وصولاً للتصدير, حيث تقدر قيمة صادراتنا منها بحدود 300-400 مليون دولار سنوياً.
كما أننا نقوم بانتاج وتسويق وتصدير زيتون المائدة ( الأكل) ضمن عبوات صغيرة نظراً للطلب عليها من أسواق أوروبا وغيرها.
وعن الأسعار أوضح أنه نظراً للوضع البيئي الخاص في موسم 2005-2006 الذي أصاب الدول المنتجة لدول حوض المتوسط والذي أثر على الانتاج فقد ارتفعت الأسعار نظراً لارتفاع الطلب عن العرض وارتفاعها جاء عالمياً.
أما هذا الموسم فبسبب ارتفاع الانتاج عن الطلب أدى إلى خفض الأسعار في الأسواق العالميةو لاسيما الأوروبية منها, حيث السعر الموسم الماضي بحدود 3,5-4 يورو للكغ بينما هذا الموسم لا يتجاوز 2 يورو.
وفي سورية المصدرون كانت لديهم معوقات في ارتفاع السعر فيها أعلى من الدول المنتجة ولاسيما تركيا وتونس وأوروبا ,ما منعهم من التسويق بقصد التصدير ولا يزالون ينتظرون انخفاض السعر ليتمكنوا من تسويقه وتصديره , كما أن سبب ارتفاع السعر لدينا يعود إلى قيام عدد من أصحاب رؤوس الأموال بشراء هذه المادة وتخزينها ( احتكارها) بقصد تصديرها بأسعار مرتفعة, إلا أن ذلك حسب رأي السيد اسماعيل لن يحقق آمالهم وأحلامهم نتيجة ارتفاع الانتاج, كما أن التخزين إن لم يكن بصورة صحيحة سيؤدي إلى انخفاض مواصفات الزيت الفنية وبالتالي عدم القدرة على التصدير إلى الأسواق الخارجية خاصة أن غالبية هؤلاء يخزنونه ضمن صفائح تنك وبلاستيك وبراميل تفتقر إلى وسائل سليمة وصحية. وختم متوجهاً إلى هؤلاء وإلى المنتجين والمصدرين بإعادة النظر لما يقومون به وعدم انتظار ارتفاع الأسعار كي لا يصلوا إلى ( الفاجعة) والخسارة الثقيلة لهم كما وقع وحصل في تونس العام الماضي ,حيث كان المخزون بحدود 50,000 طن لم يتمكنوا من تصديره.
ورداً على سؤالنا عن الآليات والخطط التي يقوم بها المركز للترويج وتصدير زيت الزيتون, وما المعوقات التي تعترض ذلك أكد أن من أولى الصعوبات منافسة الدول الأخرى المنتجة ولاسيما اسبانيا التي يقدر انتاجها بأكثر من مليون طن وايطاليا واليونان اللتان يقدر انتاجهما ب 600 ألف طن مناصفة وهناك تونس وتركيا ما حدا بالمركز من خلال وزارة الاقتصاد والتجارة إلى إصدار القرار 2843 تاريخ 4/12/2006 لوضع ضوابط وشروط للتصدير تتمثل في : تقديم تعهد خطي إلى مركز التجارة الخارجية يتضمن تعهد الشركة بتصدير زيت الزيتون إلى الأسواق الخارجية بما يتوافق مع المواصفات العالمية أو السورية وتحت طائلة المساءلة في حال المخالفة , تدوين اسم العلامة التجارية الخاصة بالشركة واسم وعنوان الشركة التي ستقوم بالتصدير ومواصفات زيت الزيتون على العبوات التي تزن 16 كغ بشكل مفصل وواضح وغير قابل للتبديل , الالتزام بأن تكون العبوات المعدنية مطلية من الخارج ومطبوعا عليها اسم وعنوان الشركة المصدرة ومواصفات زيت الزيتون, وفي حال كانت صادرات زيت الزيتون تنفذ على أساس ( دوكمة) يتطلب من المصدرين طباعة أو إلصاق بطاقة بيان على كل عبوة تحدد اسم الشركة وعنوانها ومواصفات الزيت .
هزاع عساف
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد