20 شهيداً في الضفة وغزة بينهم أطفال رضع

عاش قطاع غزة، أمس، حلقة جديدة أكثر دموية من المجازر الإسرائيلية، استشهد خلالها 18 فلسطينياً، بينهم أطفال ومقاومون، أحدهم نجل النائب عن حركة «حماس» خليل الحيّة، فيما استشهد مقاومان من «كتائب شهداء الأقصى» في الضفة الغربية، لترتفع حصيلة التصعيد العسكري الإسرائيلي إلى 32 شهيداً خلال الـ24 ساعة الماضية.
وسلبت الطائرات الحربيّة الاسرائيلية النوم من عيون الفلسطينيّين في غزة طوال ساعات ليل الأربعاء ــــ الخميس، إثر الغارات المتلاحقة على مقار حكومية ومواقع فصائل المقاومة في شمال القطاع وجنوبه.
واستهدفت طائرة حربيّة إسرائيلية عدداً من الأطفال والفتية الفلسطينيّين، بينما كانوا يلعبون كرة القدم في ملعب شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع، ما أدّى إلى استشهاد أربعة أطفال، ثلاثة منهم من عائلة واحدة.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزراة الصحة، معاوية حسنين، إنّ الأطفال الشهداء هم عمر حسن دردونة (14 عاماً) وعلي معين دردونة (8 أعوام)، ودردونة ديب دردونة (12 عاماً)، ومحمد نعيم حمودة (9 أعوام)، بينما أصيب آخرون بجروح متفاوتة.
وفي غارة جويّة متزامنة، استشهد المقاومان في «حماس» رامز ناصر (19 عاماً) وعوض البنا (20 عاماً)، في قصف استهدف السياّرة التي كانا يستقلّانها في بلدة بيت حانون شمال القطاع. كما استشهد المقاوم في كتائب «القسّام» عبد الله الزويدي (23 عاماً) وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، في غارتين نفذتهما طائرة حربية إسرائيلية في البلدة نفسها.
وفي وقت لاحق، استشهد أحد أفراد شرطة الحكومة المُقالة وأصيب 5 آخرون في قصف إسرائيلي لمركز تابع للشرطة في مخيم الشاطئ غرب غزة. ويبعد المركز المستهدف بضع مئات من الأمتار عن منزل رئيس الحكومة المُقالة إسماعيل هنيّة.
وفي بيت لاهيا، أفاد مصدر طبي بأن طلعت الرميلات (20 عاماً) وهو راعي غنم، استشهد نتيجة قصف إسرائيلي على البلدة (شمال القطاع).
وكان لحيّ الشجاعيّة، شرق مدينة غزة، نصيبه من القصف، حيث أدّت غارة جويّة إلى استشهاد مسؤول الوحدة الصاروخية فيه، نجل النائب الحيّة، حمزة (22 عاماً)، وعضو المكتب الإعلامي لـ«حماس»، جواد طافش (23 عاماً)، حسبما أوضح بيان نعي أصدرته الكتائب.
وقال خليل الحيّة إن استشهاد ابنه كان «دفاعاً عن أرضه وقضيته». وشدد على أن مواصلة «طريق المقاومة هي سبيل الشعب الفلسطيني للنصر والاستقلال».
وفي غارتين سابقتين، استشهد المقاومون لؤي قنيطة، وأمجد العمريطي وأحمد السمري ورامي خليفة في غارة إسرائيلية على حي الزيتون شرق غزة.
كذلك أعلنت مصادر طبيّة فلسطينية عن استشهاد الطفل محمد ماهر حمادة (11 عاماً) متأثّراً بجروح خطرة أصيب بها في غارة جويّة استهدفته ومجموعة من رفاقه في منطقة السوادنيّة شمال غرب مدينة غزة.
وردّت «حماس» على تهديدات رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت بأنّ «لا أحد من حماس في مأمن من الاغتيال»، فشدد المتحدث باسمها، سامي أبو زهري، على أنّ تلك التهديدات «لا تخيف حماس والشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «دماء الأطفال والأبرياء الذين سقطوا من أبناء شعبنا تفرض علينا أن نواجه هذا الاحتلال والعدوان بكلّ ما نملك».
وفي مقابل التصعيد الإسرائيلي، أطلقت فصائل المقاومة عدداً كبيراً من الصواريخ المحليّة الصنع وقذائف الهاون باتجاه بلدة سديروت، والبلدات والمواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وفي الضفة الغربية، استشهد المقاومان في «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، ماهر أبو الريش (28 عاماً) وأحمد النادي (35 عاماً)، في اشتباكات مسلّحة عنيفة مع قوّات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة، شرقي مدينة نابلس. وذكرت مصادر محليّة لـ«الأخبار» أن الشهيدين من الذين حصلوا على عفو إسرائيلي، وأنهما خرجا أوّل من أمس من مقر الاستخبارات الفلسطينية في نابلس بعد استهدافه واستشهاد إبراهيم المسيمي.
وأدان هنية التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر، مشيراً إلى أن «استهداف وقتل الأطفال دليل على الهستيريا التي أصابت القيادة الإسرائيلية». وطالب الدول العربية بالخروج عن «الصمت المؤسف»، والتحرك العاجل من أجل وقف العدوان وإنهاء الحصار.
أمّا على الصعيد الداخلي، فقد دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة «حماس» للعودة إلى الحوار، قائلاً إنّه مستعدّ للتنازل عن الرئاسة إذا ما أعاد الشعب الفلسطيني اختياره. وقال لصحيفة «الدستور» الأردنيّة، «أنا لا أرفض الحوار مع حماس ولا أقبل ضغطاً من أيّ جهة، وكل ما أقوله أن تعود حماس عن انقلابها ونذهب للحوار فوراً».
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أنّ الكفاح المسلّح ليس خياراً الآن بسبب عدم قدرة الفلسطينيين عليه، وقال: «في الوقت الحالي، أنا ضدّ الكفاح المسلّح لأنّنا لا نقدر عليه، وفي مراحل مقبلة ربما تكون الأمور مختلفة»، مشدّداً على أهمية التوصّل خلال العام الجاري، إلى حلّ يضمن السلام مع إسرائيل قبل رحيل إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش وقدوم إدارة جديدة.

رائد لافي- أحمد شاكر

المصدر: الأخبار