16 قتيلا من قوى الأمن والشرطة والجيش والقاهرة تستدعي سفيرها من أنقرة
أكدت الحكومة المصرية في بيان لها أمس تصميمها على مواجهة الأعمال الارهابية والعمليات التخريبية التى تقوم بها عناصر من تنظيم الاخوان المسلمين في وقت قتل اثنان من عناصر قوات الأمن المصرية في هجومين لعناصر من جماعة الإخوان على مركزين أمنيين في مدينتي اسيوط والعريش.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني مصري قوله إن أنصار جماعة الإخوان قتلوا شرطيا بعدما هاجموا نادي الشرطة في العريش شمال شبه جزيرة سيناء وقتل رجل أمن ثان في هجوم استهدف مركزا امنيا في اسيوط بصعيد مصر.
إلى ذلك أكد مصدر أمني رفيع المستوى بوزارة الداخلية مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في الساعات الأولى من صباح أمس بطلقات نارية أثناء دفاعهم عن قسم شرطة حلوان.
وكان المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين قاموا في الساعات الأولى من صباح أمس بالتجمع أمام قسم شرطة حلوان في محاولة لاقتحامه وهو ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن.
في هذه الأثناء اعلن مصدر أمني مصري ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم المسلح على كمينين للجيش في الصفا وأبو سكر على الطريق الدائري بمدينة العريش إلى ثمانية جنود قتلى وثلاثة مصابين وتم نقل المصابين للمستشفى للعلاج.
ونقل موقع بوابة الاهرام عن المصدر قوله " ان مسلحين مجهولين قاموا بإطلاق نيران مكثفة على كميني أبو سكر والصفا وفروا هاربين وعلى الفور بدأت قوات من الجيش بتحركات في المنطقة وتم إغلاق جميع الحواجز الأمنية المتواجدة على طريق العريش الدائري".
وكانت حصيلة سابقة اشارت الى وقوع اربعة جنود مصريين قتلى جراء الهجوم المسلح.
وفي سياق متصل أثار مئات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذعر بمنطقة سان ستيفانو وذلك بعد مهاجمتهم العديد من المحال التجارية والمقاهي وفندق الفورسيزون وغيره.
واشار موقع البوابة الى ان عناصر من جماعة الاخوان كانت قد توجهت إلى منطقة سان ستيفانو عقب اشتباكات دارت بينهم وبين أهالي سيدي بشر وفيكتوريا سقط على أثرها ثلاثة قتلى و50 جريحا.
وكان انفجار وقع في الساعات الأولى من صباح أمس أمام مبنى عسكري بالعريش دون ان يسفر عن أي أضرار أو خسائر.
كما أحبطت الأجهزة الأمنية بالجيزة تفجير قسم امبابة ومبنى محكمة شمال الجيزة عقب القبض على عنصرين من الإخوان وبحوزتهما كمبيوتر محمول يحتوي على صور للقسم والمحكمة وموعد تفجيرهما الخميس بالإضافة إلى ملف يحتوي على كيفية تزوير أموال البنك المركزي وملفات مشفرة فتمت احالتهما إلى النيابة التي باشرت التحقيق.
وفي ذات السياق اقتحم المئات من عناصر جماعة الإخوان المسلمين مبنى محافظة الجيزة وأشعلوا النيران فيه بعد القاء الزجاجات الحارقة على المبنى.
وتوجهت سبع سيارات إطفاء إلى مقر المحافظة وحتى الآن لم يتم السيطرة على الحريق الأمر الذي أدى إلى ذعر وخوف أهالي الهرم بسبب انفجار أكثر من 5 سيارات داخل كراج المحافظة.
وأفاد شهود عيان أن 1500 من أنصار الإخوان قاموا بإشعال النيران في مبنى المحافظة ثم اتجهوا إلى ميدان الرماية ولم تتمكن قوات قسم شرطة الطالبية بجوار المحافظة علي شارع الهرم الرئيسي من التصدي لهم وقاموا بحماية قسم الطالبية وحضرت سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
وأضرم المئات من أنصار الإخوان النيران في سيارة إطفاء أثناء توجهها للسيطرة على الحريق وقام المئات من جماعة الإخوان بمنع سيارتين إطفاء تابعة لقوات الحماية المدنية بالجيزة من الوصول إلى مقر مبني محافظة الجيزة وتمكنت إحدى السيارتين من الهروب فيما اندلعت النيران في الأخرى.
وذكرت وسائل إعلام مصرية إن مجموعات اخرى قامت بقطع الطريق الدائري في الاتجاهين من ناحية شارع البحر الأعظم لتعطيل حركة المرور بشكل كامل.
وقام المئات من الإخوان المتجمعين أمام مسجد الإيمان بمدينة نصر بقطع حركة المرور أمام السيارات بشارع مكرم عبيد.
ورصدت وسائل الإعلام قيام المتجمعين بخلع الأرصفة الموجودة بمحيط حديقة الطفل واستخدامها فى بناء أسوار لتحصين مقر اعتصامهم أمام المسجد وهو ما أدى إلى وقوع مشادات كلامية بينهم وبين سائقي السيارات.
يشار إلى أن المئات من جماعة الإخوان تجمعوا أمس الأول أمام مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بمدينة نصر في أعقاب فض اعتصام رابعة العدوية حيث أعلنوا الاعتصام بمحيط المسجد.
وفي سياق آخر ذكر التلفزيون المصري إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وجه الهيئة الهندسية بإجراء كل الإصلاحات بمسجد رابعة العدوية والمصالح الحكومية والمنشآت المتضررة وإعادة الميدان إلى طبيعته بمشاركة القوات المسلحة.
وطالت عمليات التخريب قطاع السياحة حيث قال وزير الدولة لشؤون الآثار المصرية محمد ابراهيم في بيان أمس إن "مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي قاموا بالاعتداء على أفراد الحراسة المكلفة بتأمين متحف ملوي" في محافظة المنيا بجنوب مصر وكسروا بوابته الداخلية وأتلفوا كاميرات المراقبة وأحدثوا تخريبا لمحتوياته وسرقة بعض القطع الاثرية.
وأضاف ابراهيم أن العمل يجري حاليا لحصر ما أصاب المتحف من تلفيات وتخريب واعداد قائمة بما تم سرقته من اثار وتوصيفها بالصور لابلاغ النيابة وارسالها الى المنافذ الجوية والبحرية والبرية لضمان عدم تهريبها إلى خارج البلاد.
وأوضح ابراهيم أن القطع المسروقة ستوضع على القوائم الحمراء لضمان عدم الاتجار الدولي فيها ومن يفعل ذلك ستتم ملاحقته قانونيا مشيرا إلى أن جميع المواقع والمتاحف الاثرية المصرية لم تتعرض لانتهاكات وانها تستقبل زوارها من المصريين والأجانب بالشكل المعتاد.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أن إجمالي عدد القتلى والمصابين جراء الأحداث التي وقعت أمس الأول في القاهرة وبعض المحافظات بين قوات الامن ومسلحي جماعة الاخوان المسلمين بلغ 578 قتيلا و4201 مصاب.
وأشارت الوزارة في بيان لها أمس إلى ان عدد القتلى في ميدان رابعة العدوية بلغ 228 قتيلا وعدد الاصابات 1056 مصابا.
كما بلغ عدد القتلى أثناء فض اعتصام ميدان النهضة 90 قتيلا بينما وقع 613 مصابا فيما بلغت حصيلة الاشتباكات والاعتداءات في باقي محافظات مصر حتى الان 260 قتيلا و2532 مصابا.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قررت فجر الأربعاء فض اعتصامي أنصار الاخوان في رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة إلا أن الجهات المختصة والمراقبين فوجئوا بكميات هائلة من الاسلحة لدى المعتصمين وباعتداءات انتقامية قام بها عناصر هذه الجماعة على المراكز الرسمية المصرية والكنائس.
في سياق آخر أعلنت مصر استدعاء سفيرها في تركيا عبد الرحمن صلاح لإجراء مشاورات.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قوله إنه قرر استدعاء سفير مصر في أنقرة لاجراء المشاورات بعد قيام الحكومة التركية بالتدخل في شؤون مصر وتوجيه انتقادات للحملة التي قامت بها الحكومة المصرية لفض اعتصامي جماعة الاخوان المسلمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة.
من حانبه بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري نبيل فهمي خلال اتصال هاتفي أمس تطورات الاوضاع الداخلية في مصر وسبل التوصل الى حل سياسي فيها.
وقال السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريح صحفي إن الاتصال تناول المشهد الداخلي في البلاد وعددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك حيث أعرب الوزير الروسي عن اهتمام بلاده بالتوصل إلى حل يجنب سقوط المزيد من الضحايا في مصر بما يؤدي لإقامة نظام ديمقراطي يشمل الجميع كما أكد اهتمام بلاده بالعلاقات الروسية المصرية.
وأضاف عبد العاطي إن الاتصال الهاتفي تناول أيضا تطورات الأزمة في سورية وسبل التوصل إلى حل سياسي فيها.
في سياق آخر أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم إلغاء المناورات العسكرية التي كان من المقرر ان تجريها الولايات المتحدة مع مصر في وقت قريب الا انه لم يوقف المساعدات العسكرية السنوية البالغة 3ر1 مليار دولار للمصريين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اوباما قوله للصحفيين ان الولايات المتحدة ابلغت مصر انها علقت مناورات برايت ستار "النجم الساطع" والتي تجري بين جيشي البلدين كل عامين منذ العام 1981.
وأعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل أمس أنه اتصل برئيس اركان الجيش المصري وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليعرب له عن قلق واشنطن بسبب احداث فض الاعتصامات. وقال مسؤولون في الادارة الاميركية انهم يقومون بمراجعة المساعدات الاميركية الى مصر الا انه لم يصدر عنهم اي اعلان.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري أشاد سابقا بالجيش المصري وقال انه يعيد الديمقراطية للبلاد إلا انه تراجع عن تصريحاته لاحقا.
إلى ذلك حذرت الولايات المتحدة رعاياها أمس من التوجه الى مصر داعية الاميركيين المتواجدين في الاراضي المصرية الى مغادرتها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الخارجية الامريكية قولها في بيان إن "على أي اميركي يبقى في مصر رغم التحذير أن يلتزم بحظر التجول المفروض وتجنب تظاهرات الشوارع " مشيرا إلى أن الاجانب قد يصبحون هدفا "للمضايقات أو ما هو أسوأ من ذلك".
ولفت بيان الخارجية الامريكية الى مقتل مواطن اميركي خلال تظاهرة في الاسكندرية في حزيران الماضي.
من جهتها استنكرت وزارة الخارجية النمساوية بشدة اعتداءات جماعة الاخوان المسلمين على الكنائس في مصر داعية رعاياها إلى مغادرة الأراضي المصرية ووقف الرحلات السياحية إلى مصر.
ونقلت التلفزة النمساوية عن وزير الخارجية النمساوي ميكايل شبينديليغر قوله إنه "على جميع الأطراف المتنازعة في مصر وقف كل أشكال المواجهات المسلحة والإستخدام المفرط للعنف" مستنكرا بشدة الإعتداءات التي قام بها الإخوان المسلمين ضد الكنائس والمقرات الحكومية في جميع أنحاء مصر.
وأشار الوزير النمساوي إلى ضرورة العودة إلى الحوار بين المعارضة والحكومة لوقف المزيد من سفك الدماء والتوصل إلى توافق وطني.
وأوضح التلفزيون النمساوي أن وزارة الخارجية استدعت السفير المصري للتعبير عن قلق النمسا البالغ من توتر الأوضاع الأمنية وتزايد استخدام العنف وإرتفاع عدد الضحايا في البلاد.
ونصحت الخارجية النمساوية رعاياها بمغادرة الأراضي المصرية ما لم تكن الأسباب ضرورية وقاهرة لوجودهم فيها ووقف جميع الرحلات السياحية إلى مصر وخاصة القاهرة والمدن الكبرى بما فيها منطقة شرم الشيخ السياحية مشيرة إلى وجود الآلاف من النمساويين في مصر وأن السفارة النمساوية في القاهرة أغلقت حتى يوم الأحد القادم تحاشياً لوقوع أعمال شغب مسلحة.
في حين دعا وزير خارجية السويد كارل بيلت أمس الاتحاد الاوروبي إلى مراجعة برامج المساعدات لمصر وصندوق النقد إلى الامتناع عن دعم الحكومة المصرية.
ونقلت (رويترز) عن وزير الخارجية السويدية قوله إن "نفوذ أوروبا محدود للغاية على الجيش الذي يتمتع بنفوذ واسع في مصر رغم ان علاقات الولايات المتحدة به اقوى وان العقوبات الاقتصادية ليست الرد الصحيح على اراقة الدماء" حسب تعبيره.
ورأى بيلت في الوقت ذاته انه ينبغي على الاتحاد مواصلة الحديث مع كل الاطراف حتى يكون مستعدا حالما تسنح فرصة للعب دور في التوصل إلى حل مضيفا "سيتعين علينا مراجعة برامج الاتحاد الاوروبي المختلفة لمعرفة ايها ملائم وأيها غير ملائم في الوضع الحالي وسيكون من الصعب على صندوق النقد الدولي أيضا المضي قدما في هذا الوضع".
واعتبر وزير الخارجية السويدي أن على مجلس صندوق النقد تقييم ما اذا كانت هناك حكومة يمكن اعتبارها جديرة بالثقة فيما يخص السياسة الاقتصادية وهو ما لا يبدو عليه الحال حتى الآن.
وأشار بيلت وهو ممثل أعلى سابق للامم المتحدة في البوسنة إلى أن الاتحاد الاوروبي بذل أقصى جهده من خلال مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين اشتون والمبعوث الخاص للاتحاد برناردينو ليون لتسهيل الحوار في مصر حيث تواصلا مع السياسيين والعسكريين مستبعدا احتمال قيام وساطة حاليا ورأى أن الفرص التي ربما كانت متاحة هناك قبل نحو أسبوع أو أسبوعين نسفها ما حدث مضيفا.. انه من المهم ابقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع أوسع نطاق ممكن من المجتمع المصري.
وكالات
إضافة تعليق جديد