1.2 مليار دولار خسائر اسرائيل في اسبوع

23-07-2006

1.2 مليار دولار خسائر اسرائيل في اسبوع

ويقول الخبراء الاقتصاديون ان العدوان الاسرائيلي على لبنان خلال الاسبوع الاول كبد الاقتصاد الاسرائيلي خسائر تجاوزت 1.3 مليار دولار فيما قدرت الاضرار المادية في 70 بلدة ومستوطنة ومدينة اسرائيلية طالتها صواريخ المقاومة باكثر من 225 مليون دولار. ‏

ويؤكد الخبراء ان الخسائر المادية اللاحقة بالاقتصاد الاسرائيلي جراد اغلاق المصانع وتعطيل المرافق التجارية تتجاوز الـ 90 مليون دولار يوميا بينما ينفق الجيش الاسرائيلي يوميا اكثر من 113 مليون دولار هذا علاوة على الاضرار المترتبة على الموسم السياحي وعلى عمليات التصدير خصوصا بعد اغلاق ميناء حيفا الذي جاء ليكمل تأزم الحركة الاقتصادية للعدو بتعطيل منفذ شحن رئيسي يعد أكبر المرافئ. ‏

ووفقا للتقديرات يتوقع ان تتباطأ النشاطات الاقتصادية في كيان العدو الى الحد الذي يؤدي الى تراجع النمو الاقتصادي فيها ليصل الى اقل من 3% بعد توقعات بنموه بنسبة 5.2% وبعد ان وصل الى 5.3% عام 2005. ‏

مع أول هجوم صاروخي شنته المقاومة اللبنانية على المستوطنات والمدن في شمال فلسطين المحتلة تراجعت مؤشرات الاسهم في بورصة تل ابيب لتخسر اكثر من 13% من قيمتها منذ بدء العدوان على لبنان كما فقد الشيكل الاسرائيلي اكثر من 3% من قيمته بعد قيام المستثمرين الاجانب ببيع الاسهم والسندات واتجاههم سريعا الى الدولار والعملات الاجنبية الاخرى الامر الذي دفع بالمسؤولين الاسرائيليين الى اصدار ما يسمى بيانات تهدئة للاسواق الا ان العديد من المحللين اعربوا عن خشيتهم من ان استمرار الوضع الامني على ما هو عليه سيدخل الاقتصاد الاسرائيلي في حالة ركود يترجم الى خسائر بملايين الدولارات نتيجة هروب الاستثمارات الاجنبية من السوق الاسرائيلية. ‏

وفي هذا السياق ايضا اعلنت كبرى البنوك الاسرائيلية اغلاق فروعها في شمال فلسطين المحتلة اذ اعلن بنك «ليئومي» ثاني اكبر بنك في «اسرائيل» انه اغلق فروعه في مدن نهاريا وكريات شمونة، كذلك فعل بنك «هابوعاليم» الذي اعلن عن اغلاق اربعة فروع له كما اعلن بنك «مرزاحي طفاحوت» ايضا ان فروعه في نهاريا وشلومي ومعلوت وكريات شمونة مغلقة. ‏

ويخشى الخبراء الاسرائيليون من ان يؤثر انخفاض اسعار البورصة ليس فقط على هروب المستثمرين بل ايضا على اصحاب حسابات التوفير وصناديق الائتمان خاصة بعد ان تجاوزت خسائر الجمهور الاسرائيلي في البورصة منذ بدء العدوان الـ 5.5 مليارات دولار اي بمعدل 1002 دولار كمعدل عام للفرد الواحد كما سيؤدي ارتفاع اسعار الدولار امام الشيكل الى رفع اجور المنازل والمنتجات المستوردة وقد تلحق اضراراً جراء رفع الفائدة إذا ما قرر بنك «اسرائيل» رفعها بهدف لجم التراجع في قيمة العملة الاسرائيلية كما يؤدي رفعها ايضا الى رفع قروض الاسكان. ‏

كذلك خيم العدوان الاسرائيلي على لبنان بظلاله القاتمة على السياحة في «اسرائيل» خاصة في المناطق الشمالية حيث ادى قصف المقاومة لهذه المناطق الى رحيل جميع السياح منها والغاء حجوزات لفنادق كانت محجوزة بنسبة 100% مع العلم ان الموسم السياحي الاسرائيلي يبلغ ذروته في مثل هذا الوقت من السنة ويعتبر قطاع السياحة احد اهم فروع الاقتصاد الاسرائيلي ويأتي في اهميته بعد الصناعات الحربية بل ويقارب الصناعات الالكترونية ذات التكنولوجيا العالية نظرا لما يوفره من دخل بالعملات الاجنبية قدرت بحوالي 5 مليارات دولار كذلك لما يوفره من فرص عمل تقارب الـ 100 الف فرصة عمل. ‏

كما قدرت وزارة السياحة الاسرائيلية خسارة المرافق السياحية بنحو 27 مليون دولار بسبب الغاء الحجوزات في الفنادق والمناطق السياحية في الشمال والغاء رحلات السياح الاجانب. ‏

وكانت شركات الطيران والفنادق اعلنت كذلك عن الغاء حجوزات بالجملة كما اعلنت العديد من شركات السياحة الالمانية عن الغاء رحلاتها السياحية الى «إسرائيل» بل وطلبت من مواطنيها عدم التوجه الى هناك. ‏

ولم تقتصر الآثار على السياحة الاسرائيلية على مناطق الشمال بل تعدتها الى كل المرافق السياحية لدرجة ان مدينة ايلات الواقعة في الجنوب تحولت الى ملجأ لآلاف الاسرائيليين النازحين اليها من الشمال بحثا عن النجاة. ‏

‏ما اوردناه من تأثير العدوان الاسرائيلي على لبنان ينطبق على الصناعة الاسرائيلية حيث ادى قصف صواريخ المقاومة لمدن الشمال الى اغلاق 70% من المصانع الموجودة هناك وتشير التقارير الى ان الحديث عن الخسائر يطول اكثر من 40 مصنعا كبيرا تقدر دورتها المالية بـ 1.2 مليار دولار سنويا هذا اضافة الى اغلاق 35% من بين 100 مصنع ومنشأة صناعية صغيرة منتشرة في حيفا والشمال وتخفيض اعمال اكثر من 35% من المصانع الاخرى ويخشى الخبراء من ان يلحق اغلاق المصانع باضرار اكبر لا يمكن اصلاحها اذا ما استمر الوضع الامني السائد فترة اطول. ‏

وتقدر الخسائر الناجمة والمتراكمة للمصانع في الشمال باكثر من 90 مليون دولار يوميا نتيجة شل حركة المصانع وتوقف العمال عن العمل. وتمثل المنشآت البتروكيميائية المنتشرة في مدينة حيفا احد اهم دعائم الاقتصاد الاسرائيلي حيث توجد فيها صناعة المواد الثقيلة مثل منتجات البترول وفيها مصفاة للنفط من اصل مصفاتين بطاقة تكريرية تصل الى نحو 6.6 ملايين برميل سنويا اضافة الى مرافق الصناعات العسكرية الموجودة في محيط خليج حيفا وهناك داخل حيفا ايضا الكثير من المرافق الحيوية كالمطار ومحطة القطارات التي طالتها صواريخ المقاومة اللبنانية. ‏

كما ويسود الاوساط الاقتصادية الاسرائيلية قلق ايضا على قطاع التقنية الذي يتمتع بازدهار كبير فمع استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان زادت المخاوف في ان يلحق هذا القطاع ضرر كبير ونشير هنا الى ان شركتي (مايكروسوفت) و(إنتل) واللتين تمتلكان مراكز صناعية في حيفا تلقتا ضربات موجعة نتيجة هجمات المقاومة حيث ابلغت مايكروسوفت موظفيها البالغ عددهم 180 بعدم القدوم الى العمل كذلك فعلت (إنتل) بموظفيها البالغ عددهم 2000 موظف. ‏

كما ويوجد في مستعمرة كريات شمونة والتي تعرضت لقصف المقاومة اللبنانية فرع لمصنع «ميجدا» لانتاج المعدات الطبية الدقيقة والذي يغطي السوق الداخلية ويصدر قسماً كبيراً من انتاجه الى الخارج وقد وصلت مبيعات هذا المصنع الى اكثر من ملياري دولار سنويا وهو متخصص بانتاج محاليل الكلية الصناعية وامراض السرطان واجهزة نقل متطورة عالميا. ‏

‏ وتشير التقارير ايضا الى ان فروع الزراعة الرئيسية في الشمال تضررت بشكل كبير بسبب وقف قطف ثمار الفاكهة الناجمة عن عزوف العمال عن قطافه خوفا من صواريخ المقاومة ما ينذر بوقوع نقص لهذه الانواع من الفاكهة في السوق الاسرائيلية لاحقا. ‏

وقد حاولت السلطات الاسرائيلية خلال الايام الاولى للعدوان على لبنان تشغيل تايلنديين لقطف الثمار ولكن السفارة التايلندية في تل ابيب قامت بثنيهم عن ذلك ونقلتهم بحافلات من مناطق الشمال حرصا على حياتهم. ‏

كما ويخشى المصدرون الاسرائيليون للمنتجات الزراعية من ان يؤدي استمرار اغلاق ميناء حيفا لمدة اطول الى اضطرارهم للتصدير عبر الطائرات الامر الذي يكبدهم خسائر فادحة نتيجة ارتفاع اجور الشحن الجوي. ‏

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...