“كارثة بيئية” في مجرى نهر السن.. التلوّث يقتل ما تبقى من حياة
نفق عدد كبير من الأسماك والكائنات الحية الأخرى في مجرى نهر السن بقرية القلوع الواقعة على الحد الإداري الفاصل بين مدينتي بانياس وجبلة، على خلفية تسرّب كميات من مياه معاصر الزيتون إلى مجرى النهر، الأمر الذي اعتبره مختصون كارثة بحق الثروة السمكية والكائنات المائية النهرية.
وقال جابر إدريس، رئيس بلدية القلوع : “هذا التلوّث ليس الأول من نوعه، وشهدنا ذات المشكلة عام ٢٠١٩، بسبب تحويل مياه معاصر الزيتون الموجودة بقرى البرجان، العقيبة، وقرفيص إلى مياه الصرف الصحي، والتي تصل بدورها إلى نهر أبو بعرة والذي يعتبر أحد أهم روافد نهر السن”.
وأضاف إدريس: “لقد تأثرنا بشكل كبير بالبقع الزيتيّة والتي نتج عنها نفوق كم هائل من الأسماك، السلاحف، الضفادع، والأفاعي النهرية، إضافة إلى تلوّث مياه النهر والذي يعتبر المصدر الأساسي لري البيوت البلاستيكية والمزروعات”.
وناشد إدريس الجهات المعنية بضرورة إيجاد طرق وبدائل لمعالجة مخلفات هذه المعاصر، والتخلّي عن التخلّص منها بالطرق الحالية.
ووثّق عدد من الناشطين الكارثة بالفيديوهات، حيث يقدّر طول المجرى الذي طاله التلوّث ما يقارب ٣ كم، إذ تلوّن المجرى باللون الأسود بالكامل، على اعتبار أننا في “ذروة الموسم”.
وبحسب مصادر أهلية فإن “هذا التلوّث ليس الأول من نوعه، ومصدره منطقة البرجان والتي من المفترض أنها تحتوي على محطة معالجة لمجارير سبع بلدات”.
وذكرت المصادر أن “محطة المعالجة هذه لم تدخل الخدمة حتّى الآن، ما يدفعهم إلى التخلّص من مخلفات المعاصر عن طريق نهر أبو بعرة والذي يعتبر أحد أهم روافد نهر السن”.
بدوره، نفى رئيس مجلس بلدة البرجان المهندس معين أبو غبرة خلال اتصال هاتفي الأمر، قبل أن يؤكد وقوع التلوث عبر اتصال آخر.
وقال رئيس مجلس بلدة البرجان في الاتصال الأول إنّه قام بالتواصل مع الأهالي والذين أكّدوا له أن نفوق الأسماك الذي يتم الحديث عنه هو على شاطئ البحر، نتيجة للتأثّر بحادثة التسرّب
وفي اتصال آخر، تراجع أبو غبرة عن تصريحه السابق، وقال إنّه عند تواصله مع الأهالي أكّدوا صحة الأخبار حول اسوداد النهر، إلّا أن البرجان لا تحتوي على أي معصرة لزيت الزيتون، وبأنّه قام بالتواصل مع مصادر رسمية في قريتي قرفيص والعقيبة والذين أكّدوا بدورهم أن عمل المعاصر لديهم لم يبدأ بعد.
من جهته، ذكر الدكتور تميم العليا، الأستاذ في المعهد العالي لبحوث البئية بجامعة تشرين للخبر أن “مياه معاصر الزيتون بشكلٍ عام تعتبر غير سامة، إلّا أن نفوق الأسماك والأحياء الآخرى ينتج عن احتواء مياه الجفت على مواد عضوية تؤدي لعملية الأكسدة، بالتالي انتهاء الأكسجة الموجودة في المياه ونفوق الأحياء”.
يُذكر أن مشكلة تلوّث مجرى نهر السن بالبقع الزيتية الناتجة عن المعاصر مشكلة قديمة جديدة ، بسبب تحويل مجارير الصرف الصحي إلى نهر “أبو بعرة” أحد أهم روافد النهر، والتي من المفترض أن تصب في محطة المعالجة بقرية البرجان والتي لم تتم عملية تشغيلها حتّى نشر هذا التقرير.
الخبر
إضافة تعليق جديد