١,٥ مليـون مصـري يعيشـون فـي مقابـر القاهـرة

23-09-2008

١,٥ مليـون مصـري يعيشـون فـي مقابـر القاهـرة

طفل من سكان المقابر في القاهرة، امام مدفن وُضع عليه جهاز تلفزيونكشفت دراسة حكومية في مصر، عن أن أوضاع مئات الألوف من المصريين تعتبر »مأساوية«، بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الوحدات السكنية الشعبية، وعدم مقدرة هؤلاء على توفير سكن مناسب لهم.
فقد أكدت دراسة لوزارة الإسكان أن عدد سكان المقابر وصل إلى حوالى نصف مليون في القاهرة وحدها، منهم ١١٥٠ أسرة تستأجر أحواش المدافن التي تقيم فيها و٣٠٨٨ أسرة ليست لديهم مطابخ و١٢٣٣ أسرة لديهم دورات مياه مشتركة.
فيما أكد تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أن ١,٥ مليون مصري يعيشون في مقابر البساتين والتونسي والإمام الشافعي وباب الوزير والغفير والمجاورين والإمام الليثي، وجبانات عين شمس ومدينة نصر ومصر الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن سكان العشوائيات ـ ومنها مناطق المقابر ـ بلغ حوالى ٨ ملايين مواطن، موزعين على ٧٩٤ منطقة سكنية بكافة انحاء مصر، إلا أن النسبة الكبيرة منها حول القاهرة الكبرى بسبب الهجرة للعاصمة بحثا عن عمل.
وكان أخر تقرير أصدره الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، بعدما أجري تعداد حديث لسكان مصر (٦٤ مليون نسمة) العام ٢٠٠٠ قد أشار إلى أن سكان المقابر تضاعفوا عشرات المرات بسبب تفاقم أزمة الإسكان ووصل عددهم في أخر إحصاء إلى ٢ مليون نسمة. كما كشف عن أن سكن المقابر في مصر، هي عادة موجودة منذ القرن قبل الماضي، وأن أول إحصاء لعدد سكان المقابر بلغ قرابة ٣٥ ألف نسمة العام ١٨٩٨ ومنذ ذلك الوقت وتعدادات السكان المختلفة تشير لزيادة العدد، وأن أعداد سكان المقابر قد شهدت قفزة كبيرة في فترات السبعينيات والثمانينيات مع تزايد أزمة السكن.
فقد بلغ سكان المقابر في تعداد ١٩٤٧ نحو ٦٩ آلفا وبلغ عددهم ٩٧ الفا في العام ١٩٦٦ و١٨٠ الفا في العام ١٩٨٦ ، وأورد التقرير عدد سكان كل منطقة في المقابر بالتفصيل حيث تراوح العدد بين خمسة آلاف و٥٤ ألفا في المقبرة الواحدة حسب أتساعها وتعداد الأحواش التي يتم دفن الموتى بها والتي يسكن فيها الأحياء أيضا.
ولم تعد المقابر مجرد أماكن مغلقة على الموتى في مصر والعديد من الدول النامية الفقيرة، بعدما زاحمهم الأحياء خصوصا الدول التي تعاني من أزمة في الإسكان تعود لزيادة السكان أو ارتفاع أسعار السكن عموما. وأصبح من الطبيعي لمن يزور المقابر الشهيرة بالقاهرة أن يشاهد أسر بأكملها تعيش وسط المقابر وتتخذ من شواهد القبور مناضد لوضع جهاز التلفزيون، أو تعليق حبال لنشر الغسيل بين شواهد القبور، بل وقد يفرغ أهل أحد الأموات من دفن عزيز لديهم في الصباح، ليقام في ذات المكان مساء حفل زواج لأحد سكان مناطق المقابر.
وسعت مؤخرا شركات استثمارية مصرية خاصة لاستغلال الحاجة المتزايدة للمدافن خصوصا للأسر الثرية ، حيث ظهرت منذ العام ٢٠٠٣ إعلانات لبعض هذه الشركات عن اعتزامها إنشاء مشروع مدافن خاصة للمسلمين بالاشتراك مع إحدى الجمعيات الخيرية، وذلك في أحدث صيحة للاستثمار في مصر. وتضمن اعلان نشر في صحيفة »الأهرام« عرضا لمزايا المشروع، ومنها حراسة خاصة، وإنارة ٢٤ ساعة، ومساحات خضراء، وأماكن لانتظار السيارات وغيرها من الخدمات.

المصدر: قدس برس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...