يوميّات مدرّس متقاعد (2)
يقضي المرء عمره محاولاً فهم الحياة من أجل التكيف معها بشكلٍ أفضل، وهو في النهاية لن يفهمها ولكنه سيظل يتكيف معها إلى أن ينحني وينبطح ثم يزحف مثل دودةٍ حقيرة.....
قبل أسبوعين دعتنا نقابتنا للاجتماع من أجل الاستماع لتوجيهات السيد رئيس الحكومة، فتهيأ الأخوة النقابيون و(زحفنا) نحو الاجتماع ، حيث أكد لنا رئيس الحكومة أهمية دور المعلم في تنشئة الأجيال الملتزمة بقضاياها القومية.. فحمدت الله أن طلابنا الذين صاروا في الحكومة مازالوا يحفظون ما علمناه لهم في دروس التربية القومية والديمقراطية الشعبية، خصوصاً عندما استشهد الرئيس العطري على ممارسته الديمقراطية بالحديث عن صحفي شاب (اسمه يتشابه مع اسمي) وقال أن هذا الصحفي ينتقده في منبر يسمى (الجمل) وأنه عندما استدعاه إلى مكتبه صرح له بأنه يكره رؤساء الحكومة، ومع ذلك لم يفعل شيئاً مع هذا الصحفي الجاحد!؟ وعندما نظر نحوي بعض الرفاق المتقاعدين حمدت ربي أني لست شاباً ولا صحفياً وأن لا شيء يربطني بالحكومة سوى راتبي التقاعدي، أشتري به ربطة خبزي التي تسند بطني وما تبقى من كبريائي وكرامتي. و قلت في سري لو أن هذا الصحفي المفتئت على حكومتنا البارّة قد عاصر رئيس الوزراء السابق د. عبد الرؤوف الكسم لكان عرف قيمة من جاؤوا بعده: فقد كان رجلاً لئيماً ضيّق الروح واليد، أذلنا وأوقفنا في طوابير لنحصل على علبة السمن وربطة الخبز وعبوة الزيت وقطعة اللحم والعظم معتقداً أن وقوفنا في الطوابير سوف يجعلنا بمستوى (الاتحاد السوڤيتي الصديق ومنظومة الدول الاشتراكية) ولكنه نجح فقط في أن يدفعنا إلى كراهية السلطة وحياتنا المؤممة لصالح رجال الثورة المظفرة.
بعد لقاءنا الحكومي الميمون دعتنا النقابة إلى الغداء، فحمدت ربي أني جلبت معي طقم أسناني إلى المطعم الفاخر الذي قدموا لنا فيه السلطة والمسبّحة مع المخلل في صحون فاخرة تحيط بها مجموعة كبيرة من الشوك والسكاكين والكؤوس والكراسين المكلفين بخدمة المواطنين والذين لا يلتفتون إليك عندما تحتاجهم إلا إذا كنت قد دفعت لهم البخشيش. وقد لاحظت أنهم يتشابهون مع أولاد الحكومة الذين انتدبتهم الدولة لخدمة الشعب: موجودون دائماً عندما لا نحتاجهم والعكس صحيح. وهكذا فهمت لماذا خسرت الدولة زبائنها وربحت كراسينها مع بدلاتهم الرسمية وابتساماتهم الشمعية وخططهم الخمسية والعشرية لتلبية طلبات الزبائن اليومية.
نبيل صالح
نِكَتْ:
قال المدرس لتلميذه بعد ما عاقبه: أنا أضربك لأني أحبك.. الطالب: من المؤسف أني لا أستطيع أن أبادلك نفس الشعور.
المعلم لتلميذه: شو اسم الحيوان اللي بيصيح وبيفيقك من النوم كل يوم؟ التلميذ: أبوي أستاذ.
المعلمة: ما هو أدفأ شهر بالسنة؟ الطالبات: شهر العسل آنسة.
وضعت هيفا وهبي ابنها في المدرسة وعندما ذهبت راح يبكي ويعيّط: بدي ماما بدي ماما، فقال له المدرس: اسكت يا ولد، كلنا بدنا أمك و ليكنا ساكتين.
إضافة تعليق جديد