يتعطر السوريون سنوياً بألف طن من العطور المستوردة
يتعطر السوريون بقرابة ألف طن من العطور المستوردة سنوياً إضافة إلى ما ينتجه العطارون السوريون من عطور تستهلك محلياً كما يصدر السوريون كميات لا بأس بها من العطور الزاكية والزيوت العطرية وتقع هذه المستوردات تحت البند الجمركي 3303.00.00 وبلغت قيمة المستوردات السورية من العطور 577 مليون ليرة سورية عام 2008م.
وتتجه أغلب صادرات سورية من العطور إلى الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية ولم نجد في سجلات الإحصاء ما يشير إلى بند خاص تصنف تحته هذه الصادرات لكن مختصين بينوا لـ«الوطن» أن عدداً لا بأس به من المهندسين الزراعيين ومختصي الكيمياء التطبيقية يديرون استثمارات صغيرة تدر عليهم دخولاً جيدة بعيداً عن التعقيدات الحكومية الموضوعة.
وقالت إحدى الكيميائيات لـ«الوطن»: إن عطر الشوح على سبيل المثال يباع في الأسواق العالمية بالعملة الأميركية بأرقام إلى جانبها ستة أصفار علماً بأن إنتاجه ممكن ببساطة في سورية لكن الكيلو غرام الواحد يحتاج إلى طن من أعشاب الشوك البري الشهير.
وتصنف سوق العطور في سورية ضمن الأسواق النشطة والمرنة نظراً لاستيعابها عدداً كبيراً من العاملين ولأهمية تلك السلعة في أنماط الاستهلاك المحلي.
وتنتشر محال تركيب وبيع العطور في جميع الأسواق والأحياء الشعبية والراقية على حد سواء إذ لا تحتاج تلك المهنة إلا لترخيص المحل فقط لكونها تعامل على أساس محال مقدمة للخدمات كما لا تحتاج إلى ترخيص صناعي.
وقال أحد مركبي العطور: إن أدوات تحضير العبوات بسيطة جداً ما يسهل عملية تعلم تلك المهنة ويكفي أن تكون المقادير متعادلة بين الكمية المعبأة والكحول المضاف كما أن لكل تركيب ولكل نوع سعره الخاص.
وبين أحد خبراء العطور أن الزيوت العطرية تصنف حسب مصادرها إلى ثلاث مجموعات نباتية وهي من أجود الأنواع وأطيبها رائحة، وزيوت ذات مصدر حيواني كالمسك والعنبر، والزيوت العطرية التركيبية أو الصناعية وهي الرائجة في السوق ما يفسر رخص أنواعها نسبياً لكونها مزيجاً معقداً لعدد كبير من المركبات الكيميائية.
وأشار إلى أن استهلاك منطقة الشرق الأوسط من العطور يزيد على 5 أضعاف الاستهلاك العالمي وتنمو معدلات الاستهلاك بنحو 5 إلى 6 بالمئة سنوياً لارتباطها بالتراث والعادات والتقاليد مشيراً إلى أن صناعة العطور وتركيبها لا ترتبط بتلك المادة حصراً إنما لها علاقة بالمنتجات الأخرى كصناعة مستحضرات العناية الشخصية والمواد المطهرة وغيرها.
وبالنسبة للمنشآت المرخصة لخلط وتعبئة الروائح العطرية يبلغ عددها في دمشق نحو 12 منشأة في حين يبلغ عددها في ريف دمشق نحو 56 منشأة.
وأوضح أحد أصحاب محال تركيب العطور أنه مع تحرير استيراد المواد الداخلة في تركيب العطور من الخارج في السنوات الأخيرة تم السماح للقطاع الخاص باستيراد أنواع العطور العالمية والماركات كافة، وانتشرت محال البيع والتركيب بشكل واسع مشيراً إلى فرص العمل الواسعة التي وفرتها تلك المهنة.
وأضاف: إن زجاجة العطر من سعة 100 مم ولماركات شهيرة لا يتجاوز سعرها 300 ليرة سورية في حين أن سعر المستورد منها يزيد على 4000 ليرة ما جعل الشريحة الأكبر من المواطنين تقبل على تلك المحال.
وأشار إلى وجود نحو مئتي نوع من العطور تباع في محال تركيب العطور منها أنواع شرقية وأخرى غربية ولكل منها خصائص وزبائن مختلفون ومن أكثر العطور الشرقية رواجاً الياسمين الشامي والفل والنرجس إضافة إلى العود الخليجي.
ونبه إلى أن المناخ يشكل عاملاً مهماً في تحديد نوعية العطور المستخدمة إذ لا تحتاج المناطق الباردة إلى الأنواع القوية نفسها التي تحتاجها المناطق الحارة لكون سرعة التبخر فيها أقل منها في المناطق الحارة.
ويرى مختصون أن سورية يمكن أن تصبح بلداً مصدراً للزيوت العطرية وخاصة مع وجود أنواع معينة من الأزهار المتوافرة كالورد الشامي الذي يمتاز بمواصفات عالمية وجودة عالية من ناحية استخلاص الزيوت العطرية حيث تحتاج تلك الصناعة لتخصيص مساحات زراعية معينة ودراسة المناخ وتحديد الوقت المناسبة للقطف إضافة إلى استقدام تقنيات حديثة مناسبة لها.
المصدر: سانا
التعليقات
موقع مدونة وطن esyria
إضافة تعليق جديد