يا حيوان
هل أنا كما أزعم حقيقة؟
هذا سؤال درامي، على كل منا أن يوجهه إلى نفسه، قبل أن يضع علامة لمستوى صدقه في صورته التي يقدمها للناس.
طبعاً قد يصدم واحدنا بعدد الأقنعة التي يضعها: قناع للشرف الرفيع، قناع للإيمان، قناع للتسامح الطائفي والقومي والعرقي، قناع للترفع والكبرياء، قناع للفحولة، للأنوثة...
وإذا تجرأ على إسقاط أقنعته جميعاً فسوف يتأكد من مقولة الفيلسوف هيجل: «لا أحد برئ سوى الحيوانات العجماء» وسيعرف أكثر ما معنى مقولة «الإنسان حيوان ناطق» وإذا بحث عن الحيوان من دون صفة ناطق، فسوف يرى نفسه على حقيقته الفطرية:
فهذا نمر وذاك كلب وهذه أرنبة أو قطة، ذئبَ، سلحفاة، ضفادع أو صقور أو أفاعٍ: حيث كل فرد بيننا قريب الشبه بإحدى فصائل الحيوانات غير الناطقة، وما تبقى ليس أكثر من قشور ندعيها ونتجمل ونفاخر بها.. وإذا أردتم أن تتعرفوا إلى حقيقة شخص ما تأملوا وجهه لكي تجدوا الشبه بينه وبين وجه حيوان أو طير ما، وإذا تابعتم اللعبة فسوف تصدمون بقلة عدد الخيول وكثرة القرود في بلادنا..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد