وللخسارة قواعدها
مقابل كل رابح خاسر، فلولا توفر الأول لما وجد الثاني والعكس صحيح. الرابح هو رابح، يستطيع أن يتصرف كما يشاء لأنه لو لم يتقن ما يفعل لما أصبح الرابح، لكن في المقابل يجدر بالخاسر أن يحسب خطواته كونه الخاسر، لذا عليه أن يكون خاسرا ذكيا إذا أراد أن يحفظ ماء وجهه.
وخطوة الخاسر الأولى هي تهنئة الخصم، والتصرف بطريقة لطيفة إلى أقصى الحدود، فيقول لهم «كنتم بارعين». وبهذا يكون قد جمع بين اللطافة والتنازل بإيجابية. والخطوة الثانية التي يمكن القيام بها هي الغناء، مثلا «الكأس ليس ملكنا، لسنا الأبطال» والمفتاح هنا أن يغني الخاسر كما لو كان الرابح.
أما الخطوة الثالثة فهي تهنئة أهالي الرابحين، فكلما قام بخطوة كهذه عن عمر أصغر، تم تقدير الخطوة بشكل أكبر. فكم سيقدر أهالي الرابح رؤية الطفل الخاسر يقول لهم «إبنكم بارع بحق». والخطوة الرابعة التي يترتب على الخاسر القيام بها هي شكر الحكام بلطف قائلا «كانت مباراة قوية لكنكم أبليتم بلاء حسنا».
والخطوة الأخيرة أن يتصرف الخاسر وكأنه تعرض للأذى فيعرج خلال المشي، كي يأتي وقع الخسارة أقل عليه. وإذا سئل بشأن «الضرر» الذي تعرض له، يجيب إن كل شيء على ما يرام وأن الخصم كان ليربح على كل حال.
( عن الـ«غارديان»)
إضافة تعليق جديد