واشنطن تمهد للاتفاق مع إيران بأضخم مساعدات عسكرية لإسرائيل

كشفت مجلة «ديفنس نيوز» العسكرية الأميركية، أمس، النقاب عن أن مجلس الشيوخ الأميركي يناقش مشروع قانون يمنح إسرائيل إحدى أكبر رزم المساعدات العسكرية السخية في تاريخها.
وقد بدأت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ببحث «قانون التعاون الأمني المعزز بين إسرائيل والولايات المتحدة للعام 2012». وأشارت المجلة إلى أن مشروع القانون، الذي من المؤكد أنه سيقر كقانون، سيمنح إسرائيل طائرات تزويد بالوقود وذخائر «خاصة»، وسيوفر لها صورا من أقمار تجسس أميركية، كما سيفتح الأجواء الأميركية أمام تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي. وكذلك ستمدد واشنطن الضمانات الأميركية للقروض الإسرائيلية إلى العام 2015. وكل ذلك ضمن تفكير أميركي بالتعويض على إسرائيل جراء أي اتفاق نووي مع إيران.
وكان مشروع قانون مشابه قد أقر في مجلس النواب الأميركي. وأشار مساعد أحد اعضاء مجلس الشيوخ إلى أن حوالى 50 من أعضاء مجلس الشيوخ (حوالى نصف المجلس) وقعوا على قائمة «المبادرين» لسن القانون. وتوقع إقراره بغالبية كبيرة جدا، إن لم يكن بالإجماع.
ووصفت «ديفنس نيوز» حجم مكونات القانون بأنه «لم يسبق له مثيل»، الأمر الذي يشير إلى الدعم الذي تحظى به إسرائيل لدى الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وأن هذا الدعم يزداد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.
ونقلت صحيفة «غلوبس» الاقتصادية الإسرائيلية عن مصدر موال للدولة العبرية قوله ان المبادرة لهذا القانون تأتي على خلفية الاتفاق المتوقع مع إيران حول مشروعها النووي. وحسب هذا المصدر فإن «مشروع القانون يلقى مباركة إدارة (الرئيس باراك) أوباما، التي ترى فيه بادرة مصالحة لإسرائيل قبيل الاتفاق مع إيران، وهو الاتفاق الذي تراه إسرائيل إشكاليا وتتحفظ عليه». وأضاف ان الأجزاء العسكرية من مشروع القانون نوقشت مؤخرا في لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك مع نظيره الأميركي ليون بانيتا الأسبوع الماضي.
وبين المزايا الإضافية التي يمنحها القانون الجديد لإسرائيل:
- توسيع التعاون الاستخباري بين إسرائيل وأميركا، وخصوصا في مجال نقل معلومات مستخلصة من صور أقمار اصطناعية تجسسية.
- تلقّي إسرائيل أسلحة وأعتدة عسكرية، خصوصا طائرات تزويد بالوقود، وقدرات للدفاع في مواجهة الصواريخ و«ذخائر خاصة» عبر ترتيبات «إقراض إيجار» (lend – lease agreements).
- إجراءات محسنة لشراء طائرات «اف 35» توفر لإسرائيل تفوقا جويا أكبر، وتضمن تسليم الدولة العبرية الطائرات في الوقت المحدد.
- توسيع المناورات العسكرية بين الدولتين والاستعداد المشترك لمواجهة المخاطر.
- فتح المجال الجوي الأميركي أمام طلعات التدريب الإسرائيلية.
- تشجيع وتوسيع نشاط إسرائيل داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خصوصا التواجد الإسرائيلي في مقر الحلف والمشاركة في مناوراته.
- كما ستضع الولايات المتحدة تحت تصرف إسرائيل أعتدة فائضة، خصوصا من تلك التي بقيت بعد الانسحاب من العراق.
- تسعى الولايات المتحدة لتعزيز جهودها لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وإحباط مخاطر التسلل إلى سيناء.
- تخصص الولايات المتحدة لإسرائيل ذخائر وأسلحة إضافية لتخزينها في مخازن الجيش الأميركي في إسرائيل، والتي تستطيع إسرائيل استخدامها في حالات الطوارئ.
- توسيع التعاون بين الدولتين في مجال حماية الحدود، مكافحة الإرهاب، الأمن البحري، الطاقة وأمن المعلومات.
- اتخاذ خطوات لضم إسرائيل إلى شبكة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط.

حلمي موسى

المصدر: السفير