هزائم حلب تهزّ «أحرار الشام»

علمنا من مصدر مقرب من «حركة أحرار الشام الإسلامية» أن الخلافات بين الألوية العسكرية التابعة للحركة في حلب بدأت تتفاقم، وتأخذ منحىً تصعيدياً، على وقع التقدم الاستراتيجي الذي أحرزه الجيش السوري في معارك الريف الجنوبي.
وأشار المصدر إلى أن بعض قادة الحركة قدموا استقالتهم من مناصبهم، بعدما عجزوا عن احتواء هذه الخلافات.
وبحسب المعلومات، فإن الخلافات التقليدية بين اثنين من أهم ألوية «أحرار الشام في حلب»، وهما «لواء العزة» و «لواء الإسلام»، أخذت تطفو على السطح من جديد منذ بدء عمليات الجيش السوري في ريف حلب الجنوبي قبل نحو شهرين.
وفيما أثّر تصاعد الخلافات على قدرة الحركة على المساهمة في مواجهة هجوم الجيش السوري، فإن انهيار جبهات القتال وتقدم الجيش السوري السريع أدّيا بدورهما إلى تفاقم الخلافات بين الفصيلين، لدرجة أصبح من المتعذر إصلاحها، كما يرى العديد من المطلعين على واقع الحركة في حلب.
وقد دفع تفاقمُ الخلافات مسؤول «أحرار الشام في حلب» أبو يوسف المهاجر (وهو سوري لكنه اتخذ لقب المهاجر بسبب هجرته من درعا إلى إدلب) إلى تقديم استقالته، متذرعاً بعدم قدرته على تحمل تبعات الخلاف الناشئ بين الفصيلين، خصوصاً أنه بدأ يؤثر على جبهات القتال سلباً. وقد عيّن أبو يوسف المهاجر في منصب «أمير حلب وريفها» لدى «أحرار الشام» في شهر آب الماضي، ويعرف باسم «أبو يوسف الغنيم» وهو من مواليد الغارية الشرقية في درعا.
وعلمنا أن قيادة الحركة قبلت استقالة المهاجر، الذي كان يشغل من قبل منصب المتحدث العسكري باسم الحركة، وعيّنت بدلاً منه مسؤولاً جديداً هو أبو البراء.
ويمثل «أحرار الشام في حلب» عدة ألوية عسكرية، هي «العباس»، و «الإسلام»، و «أشدّاء»، و «مصعب بن عمير». وقد انضم إليها مؤخراً عدد من الكتائب والألوية، أهمها «لواء الفتح» وهو من أوائل الفصائل العسكرية تأسيساً في حلب، و «لواء أسود الشام» و «لواء واعتصموا» العاملون في ريف حلب الشمالي، وكذلك «سرية أبو عمارة» المعروفة بتنفيذ عمليات اغتيال.
ولكن أهم هذه الفصائل هما «لواء الإسلام» و «لواء العباس»، والثاني اتفق مع بعض المجموعات التابعة إلى «أحرار الشام» وأسس معها ما بات يعرف باسم «لواء العزة». وبالرغم من انضمامهما إلى «حركة أحرار الشام» منذ سنوات عدة، إلا أن العلاقة بينهما اتسمت على طول الخط بالتمايز والتصادم، وبات معروفاً أن «أحرار الشام» في حلب منقسمة على نفسها بين هذين الفصيلين.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير