هجوم نوعي للفلسطينيين وتباينات حادة تهدد الحوار

25-06-2006

هجوم نوعي للفلسطينيين وتباينات حادة تهدد الحوار

الجمل: بدأ الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد اجتياحا واسع النطاق جنوبي قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من الهجوم الذي وقع في المنطقة وأسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين وأسر ثالث وإصابة أربعة آخرين  إضافة إلى استشهاد ثلاثة من المنفذين.
 وقد نفذ العملية عناصرُ من حماس ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام (تنظيم جديد) على موقع  عسكري إسرائيلي داخل الحدود الإسرائيلية صباحاً قرب معبر كيريم شالوم.

وأعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن العملية قد انتهت وأن منفذيها عادوا بسلام إلى مواقعهم، وقال: "نستطيع أن نؤكد أن العملية قد انتهت وأن منفذيها عادوا بسلام والأنباء عن استشهاد منفذيها غير صحيحة".
وسرد بعض تفاصيل العملية "النوعية" التي نفذت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام، وهو فصيل عسكري جديد في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى "أن العملية بدأت حوالي الساعة الخامسة والربع من فجر اليوم الأحد، حيث تم إنزال عدد من المهاجمين خلف معبر كيرم شالوم واستهدفت العملية تحديدا مواقع الإسناد والحماية للجيش الإسرائيلي شرق رفح".
 وأضاف أن المهاجمين نجحوا في تفجير مدرعة ودبابة عسكرية خلال العملية، مؤكدا أن المنفذين نجحوا في الإجهاز على الجنود الإسرائيليين المتواجدين في أحد المواقع العسكرية.
 ووصف أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية العملية بأنها "استشهادية معقدة تم خلالها مهاجمة عدد من الثكنات العسكرية بين معبر صوفا ومعبر كيرم شالوم"، مؤكداً تدمير عدد منها وقتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.
وأطلقت الفصائل العسكرية الثلاثة على العملية اسم "الوهم المتبدد" مشددة على أنها تأتي رداً على التصعيد الإسرائيلي وعمليات الاغتيال المتواصلة وتحديداً اغتيال جمال أبو سمهدانة قائد ومؤسس لجان المقاومة الشعبية.
وكانت إسرائيل أعلنت خلال الأيام القليلة المقبلة عن تلقيها لإنذارات ساخنة عن هجوم وشيك على معبر كيرم شالوم، الأمر الذي دفع المراقبين الأوروبيين في معبر رفح البري إلى مغادرة المعبر ليومين قبل أن يعودوا إليه أمس السبت.
ويعد هذا الهجوم هو الأقوى الذي ينفذه مقاومون فلسطينيون منذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في أيلول الماضي.
 كما أن مداهمة أفرادا من القوات الخاصة الإسرائيلية أمس هي الأولى في قطاع غزة منذ انسحاب إسرائيل قبل نحو عام، حيث اعتقلوا شخصين، قالت إسرائيل إنهما عضوان في حماس كانا يخططان لتنفيذ هجوم على إسرائيل في الأيام القليلة المقبلة. ونفت حماس أي صلة لها بالرجلين.
كما قتل جنديان إسرائيليان وجرح أربعة آخرون في هجوم نوعي على موقع كرم سالم على الحدود مع قطاع غزة.وأظهرت صور الجنود الإسرائيليين وهم يخلون إصاباتهم من المعبر الواقع قرب معبر رفح بين مصر وقطاع غزة, والذي تحدث شهود عن إغلاقه بعد العملية.
 أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال: إن عددا من عناصر ثلاثة أجنحة عسكرية هي بالإضافة إلى القسام، ألوية الناصر صلاح الدين ومجموعة غير معروفة تسمى جيش الإسلام، نفذت عملية تسلل نوعية وفريدة من نوعها في معبر كرم سالم أطلق عليها اسم "الوهم المتبدد" دمرت خلالها أيضا عربات وسيارات عسكرية.
 وتحدث أبو عبيدة عن قتال ضارٍ استمر أكثر من ساعة واستعملت فيه الأسلحة الرشاشة والقنابل, وأسر خلاله جندي إسرائيلي أقرت إسرائيل بأنه مفقود. 
وتضاربت الروايات بشأن الخسائر الفلسطينية فبينما تحدثت كتائب القسام عن انسحاب بدون خسائر, أكدت لجان المقاومة الشعبية سقوط ثلاثة شهداء.
من جانبه  تحدث جيش الاحتلال عن نفق تسلل خلاله الناشطون إلى موقع الهجوم, لكن الفلسطينيين ذكروا أنه جرت عملية إنزال خلف السياج الإلكتروني.وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن ناشطين فلسطينيين أطلقوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم النيران بصواريخ مضادة للدبابات فأصيبت مدرعة إصابة مباشرة, لكن دون مزيد من التفاصيل.
 وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن ما جرى لا يناقض ما ذهب إليه أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اتفاق على استمرار التهدئة, بما أن الحديث يجري عن استمرارها إذا توقف العدوان الإسرائيلي, أي أنها تهدئة مشروطة.

 في تلك الأثناء انتهت في غزة مساء الأحد جولة جديدة من المحادثات بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية, دون الإعلان عن اتفاق على النقاط الجوهرية الواردة في وثيقة الأسرى.
 ولم يصدر أي بيان عن هذه المباحثات التي شارك فيها مسؤولان بالحكومة هما وزيرا الخارجية محمود الزهار والداخلية سعيد صيام، ومندوبان عن مؤسسة الرئاسة وهما رئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح والنائب محمد دحلان. ومن المقرر أن يتواصل اللقاء بينهما في وقت لاحق اليوم.
 وقال نبيل أبو ردينة مستشار رئيس السلطة في ختام اللقاء بين عباس وهنية إن جلسات الحوار الفلسطيني ستستمر, وإن الرجلين سيعقدان اجتماعهما الثاني هذا اليوم.
 كما أشار إلى اتفاق الأطراف على خطورة الوضع الحالي الذي يتطلب كما قال تفويت المبررات على التصعيد الإسرائيلي. واعتبر أبو ردينة أن المهم من الحوار الجاري بين الأطراف الفلسطينية, هو اقناع العالم أن هناك حكومة فلسطينية يمكن التعامل معها.
 وأضاف أبو ردينة أن عباس وهنية أكدا وجود إجماع فلسطيني على ضرورة وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل لإحراجها، وتفويت الفرصة عليها للاعتداء على الشعب الفلسطيني.
 غير أن سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفى وجود هذا الاتفاق, كما رفض خالد البطش المتحدث باسم الجهاد الإسلامي وقف قصف إسرائيل ما لم تتوقف الأخيرة عن قصف قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي اجتماع الفصائل للتوصل لاتفاق وطني على وثيقة الأسرى, برزت مؤشرات على تباينات أساسية بين حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من جهة وحركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة أخرى تعوق التوصل لهذا الاتفاق.
 
فبينما وافقت حماس على معظم بنود الوثيقة, أكد خالد البطش أن حركته التي التقى ممثلوها عباس لم توافق على معظم بنود الوثيقة.وذكرت مصادر أن عباس قرر عقد لقاء خاص مع قادة الجهاد الإسلامي في غزة، لإقناعهم بتبني وثيقة الأسرى المعدلة التي توافقت عليها القوى الرئيسية.وفيما يتعلق بالحوار الدائر بشأن الحكومة الجديدة، فإن حماس تصر على أن من يشكل الحكومة يجب أن يكون منها إضافة إلى تمسكها ببعض الوزارات السيادية مثل المالية والداخلية والحكم المحلي.وقال عدنان عصفور القيادي في حماس بالضفة الغربية إن الحركة لا ترفض مبدأ التفاوض مع إسرائيل لكنها لن تجر أي مفاوضات حتى تتوفر الظروف الملائمة لإعادة الحقوق للشعب الفلسطيني "وتكون المفاوضات إحدى الوسائل, فعندئذ يمكن أن تكون هذه المفاوضات مقبولة لدى حماس".كما دانت الحركة تبني الشيوخ الأميركي مشروع قانون يحول دون وصول معونات أميركية للسلطة الفلسطينية, ووصفته بأنه "محاولة يائسة من الإدارة الأميركية لدفع الشعب الفلسطيني إلى الانقلاب على خياره الديمقراطي".
 وشنت إسرائيل أمس أول عملية من نوعها منذ انسحابها من قطاع غزة الصيف الماضي, فقد توغلت قوة للاحتلال صباح السبت في قرية أم النصر شمال شرق رفح جنوبي القطاع، واعتقلت شقيقين فلسطينيين واعتدت بالضرب المبرح على والدهما وهو أحد نشطاء حماس.
 وفي سياق آخر بدأ نحو ثلاثين من الأسرى الإداريين بالسجون الإسرائيلية إضرابا مفتوحا عن الطعام. ونقلت مراسلة الجزيرة عن أحد أسرى سجن النقب أن نحو 600 أسير إداري يستعدون للانضمام إلى الإضراب احتجاجا على استمرار اعتقالهم دون تهم، وتجاهل المؤسسات الدولية لما يتعرضون له.

 

المصدر: الجمل - الجزيرة - وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...