هجوم «وقائي» أميركي ضد تقرير البرادعي

15-11-2007

هجوم «وقائي» أميركي ضد تقرير البرادعي

كثفت واشنطن وباريس ولندن امس، من تحركاتها داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، استعدادا للانقضاض على تقرير مديرها العام محمد البرادعي حول تطورات البرنامج النووي الايراني. وأعلنت عن عشرات الاسئلة التي ستطرحها على الوكالة الدولية، وذلك فيما شددت واشنطن على ان «التعاون الجزئي» الايراني مع الوكالة الذرية، لن يكون كافيا لمنع اتخاذ خطوات لفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على إيران.
ومن المرجح أن يتحدث البرادعي في تقريره عن بعض التحسن في شفافية ايران بخصوص برنامجها النووي، انسجاما مع تعهد طهران في آب بتبديد الشبهات في أنها تمتلك برنامجا سريا لصنع اسلحة نووية، وذلك قبيل صدور تقرير آخر يعده منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، علما ان هذين التقريرين سيشكلان، حجر الزاوية في أي عقوبات جديدة ضد ايران.
وتستعد الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لتوجيه مجموعة من الاسئلة الصعبة الى الوكالة الذرية، التي لا يجيب عنها تقرير البرادعي. وترى الدول الثلاث في الاجابة عن هذه الاسئلة التي جاءت في 10 صفحات ووزعت على اعضاء الوكالة الذرية، مقدمة لبناء الثقة في برنامج ايران النووي.
وبين هذه الاسئلة مثلا، رغبة فرنسية في معرفة «التسلسل الزمني الكامل لاتصال ايران بالسوق النووية السوداء»، اضافة الى الاطلاع على تفاصيل الاسئلة التي طرحتها الوكالة الذرية على طهران. من جهتها، تريد بريطانيا معرفة «ما الذي قدمته إيران الى الوكالة الذرية حتى أعربت هذه الاخيرة عن ثقتها في ان الاعلان الايراني حول سلمية برنامجها صحيح». اما الولايات المتحدة، فإنها تدعو الى «السماح بالوصول الى كل الأفراد والمنشآت والتجهيزات والمواد النووية» التي تملكها إيران.
وأعلن دبلوماسيون في وقت سابق أن طهران سلمت مخططا يظهر كيفية تطويع معدن اليورانيوم إلى أشكال كروية تلائم الرؤوس الحربية النووية، ملبية مطلبا رئيسيا في تحقيق الوكالة الدولية الذي بدأ قبل نحو أربع سنوات. غير أن هذه الوثيقة وحدها لا تجيب عن التساؤلات المعلقة بخصوص طبيعة البرنامج النووي.
لكن مبعوث الولايات المتحدة إلى الوكالة الدولية غريغوري شولت، رأى أن مجلس محافظي الوكالة لن يقنعهم «مشاهدة قدر إضافي ضئيل من المعلومات هنا.. (أو) قدر إضافي ضئيل هناك» من ايران في التقرير. وأضاف «التعاون الانتقائي ليس جيدا بدرجة كبيرة عندما نقرأ هذا التقرير ونقيم تعاون إيران، فالمعيار الذي سنتطلع إليه هو الكشف الكامل، وأيضا التعليق الكامل لأنشطتهم الحساسة».
في مقابل ذلك، اعتبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، خلال زيارة لسلوفينيا، ان «المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت تحقق بعض النتائج». وفي إشارة إلى تقريري الوكالة الدولية وسولانا، قال لافروف «يجب أن نركز جميعا على نهج ايجابي.. وليس على إعلانات أو تكهنات شتى».
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس اتهمت إيران امس الأول بنشر «التطرف والعنف» في أنحاء الشرق الأوسط، معتبرة ان قيام دولة فلسطينية قوية سيساعد في التصدي لهذا الخطر. وقالت امام زعماء اليهود الاميركيين في ولاية تنيسي، ان «ايران تضع على نحو متزايد نفسها في رئاسة التطرف العنيف المتصاعد».
في طهران، شدد نجاد على ان برامج بلاده للتخصيب الصناعي يتم تطويرها وفقا لبرنامج محدد وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا الى ان طهران بدأت منذ بداية العام بالتخصيب الصناعي في منشأة نتانز وتعمل حاليا على تطوير هذا البرنامج. ومن المتوقع ان يعقد الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني مسؤول الملف النووي سعيد جليلي في طهران اليوم، أول مؤتمر صحافي له منذ تسلمه منصبه.
وعلى الصعيد العسكري، أكد الرئيس الايراني ان طهران تراقب التحركات العسكرية الاميركية في مياه الخليج. وفي حين اعتبر ان «دخول الأساطيل الأميركية وخروجها من الخليج لا يمت بأي صلة للتهديدات الاميركية ضد طهران»، فإنه قال «مع ذلك نحن نراقب التحركات (الأميركية) بحرص»، مشددا على أن «مسؤولينا جاهزون لأي نوع كان من الظروف».
وفي لندن، قال رئيس أركان الدفاع البريطاني جوك ستيراب إن إمكانية مشاركة بلاده بعمل عسكري ضد إيران غير مستبعدة. وقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن المدمرة «مانشستر» غادرت قاعدتها في ميناء بورتسموث الى مياه الشرق الاوسط في مهمة تستغرق سبعة أشهر مع سفن حربية أميركية.
من جهة أخرى، اعلن وزير الاستخبارات الإيراني غلام حسين محسني إزهيهي، ان هناك أدلة على قيام العضو السابق في فريق المفاوضات النووي الإيراني حسين موسويان، بالتجسس ونقل معلومات سرية إلى السفارة البريطانية في طهران، مشيراً إلى وجود ضغوط لتبرئته.
ونقلت وكالة «فارس» عن إزهيهي قوله «نعتقد أنه (موسويان) مجرم»، مشيراً إلى ان «العديد من الأشخاص أصحاب النفوذ تدخلوا لدى القاضي وحاولوا جهدهم لتبرئة هذا الجاسوس النووي مرات عديدة»، مؤكدا بذلك ما أعلنه نجاد قبل ايام.
يشار إلى أن موسويان المقرب من رئيس مجلس الخبراء هاشمي رفسنجاني، اعتقل في 30 نيسان الماضي، قبل ان يفرج عنه بكفالة. وقد ظهر موسويان الاثنين الماضي الى جانب رفسنجاني خلال اجتماع عمد خلاله الرئيس الأسبق الى توجيه انتقاد غير مباشر الى سياسة نجاد في الملف النووي.
من جهة اخرى، أكد رئيس المجموعة النفطية الايطالية «ايني» باولو سكاروني لصحيفة «فايننشال تايمز»، ان مجموعته ستواصل نشاطاتها في ايران رغم ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا لوقفها. وقال «ليس من المناسب إرغام ايني على عدم احترام عقودها».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...