هآرتس: طهـران تدرس توجيه ضربـة وقائية لإسرائيل

23-10-2008

هآرتس: طهـران تدرس توجيه ضربـة وقائية لإسرائيل

ذكرت صحيفة »هآرتس« امس، أن مسؤولين إيرانيين كباراً اقترحوا شن هجوم وقائي على اسرائيل لمنع عملية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية، لافتة الى ان هذه المعلومات وردت على لسان رئيس المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية في طهران ومستشار مرشد الجمهورية الاسلامية، آية الله سيد صفوي، وذلك خلال اجتماع مغلق مع دبلوماسيين أجانب في لندن قبل نحو أسبــــوعين، حيث قال إن التهديدات التي أطلقتها محافل إسرائيلية رسمـــية تعزز هذا الموقف في طهـــران، مضيفا مع ذلــك، ان الاقتراح بالهـــجوم الوقائي »ليس عنصرا في السياسة الايرانية«.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصدرا سياسيا إسرائيليا رأى ان تصريحات صفوي التي تعتبر حساسة للغاية، نقلت الى القيادة السياسية العليا في اسرائيل. وحسب الصحيفة فإن صفوي قال ان داخل النظام الايراني، مجموعة تحاول حث إمكانية توجيه ضربة وقائية لإسرائيل. وأضاف ان »التصريحات الاخيرة في اسرائيل والخطاب الحاد بالنسبة للهجوم ضد ايران تقدم الذخيرة لهذه المحافل«، مثل انه في حزيران من هذا العام، قال وزير المواصلات الاسرائيلي شاؤول موفاز ان اسرائيل ستضطر الى مهاجمة المنشآت النووية الايرانية اذا ما واصلت ايران برنامجها النووي.
وحسب المسؤول الايراني الكبير، بلورت طهران أخيرا سياسة رد جديدة في حال وقوع هجوم إسرائيلي أو أميركي على منشآتها النووية. وبينما كانت السياسة القديمة تقول إن الرد الايراني سيكون هجوما متداخلا ضد اسرائيل وضد أهداف اميركية في الشرق الاوسط والعالم كله، تقول السياسة الجديدة ان الرد سيركز على اسرائيل فقط. أما في ما يتعلق بالرد على هجوم اميركي، فالجدل داخل جهاز الأمن في ايران لا يزال مستمرا ولم يتقرر الموقف منه بعد. وحسب صفوي، فإن العديد في الحرس الثوري يعتقدون أنه رداً على هجوم اميركي، يجب مهاجمة اسرائيل أيضا لأنها ستكون شريكة في كل خطوة اميركية.
من جهته، كتب المراسل العسكري لـ»هآرتس« عاموس هارئيل، ان قدرة إيران على الرد على إسرائيل تبقى محدودة. وأشار إلى أن التصريحات الإيرانية هذه موجهة في الأصل إلى آذان الإسرائيليين رغم قولها في غرفة مغلقة. وأوضح أن هناك حرب تهديدات وتصريحات بين إيران وإسرائيل، وأن تصريحات صفوي تقع في خانة محاولة إيرانية لخلق توازن رعب وردع مع إسرائيل. وخلص هارئيل إلى أن الإيرانيين وبينهم صفوي، لا يعلمون ما الذي تخطط له إسرائيل فعلا، ولذلك فإنهم معنيون بالتوضيح أن جميع الخيارات مفتوحة أمامهم.
والأمر لا يتعلق فقط بالتصريحات بل بالأفعال أيضا. وهذا ما ينطبق على الإعلان الإيراني حول المناورات الجوية التي قيل إن مئة طائرة حربية حلقت لمسافة ١٢٠٠ كلم. ولا ريب في أن هذه المناورة بمثابة رد على مناورة إسرائيلية سبق أن أُعلن عنها. وأوضح المراسل أنه بينما القدرة الجوية الإسرائيلية ثابتة ولا تحتاج لبرهان، فإن القوة الجوية الإيرانية مشكوك فيها. فقسم قليل من الطائرات الإيرانية قادر على التحليق، لذلك فإن احتمالات الضربة الإيرانية هي في الغالب صاروخية. وينقل عن الخبير الاستراتيجي الأميركي أنطوني كوردسمان قوله ان إيران لا تمتلك أكثر من مئة صاروخ قادر على إصابة إسرائيل، وليس من المعلوم مدى دقتها. وباختصار، فإن الإسرائيليين لا يعتبرون خيار الضـربة الإيرانية المسبقة واقعيا.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...