"ميكي ماوس" يزيد التوتر بمعارك ساويرس مع السلفيين
أدي قيام رجل الأعمال الملياردير المصري نجيب ساويرس، بنشر صورة كارتونية لميكي ماوس وزوجته ميني، بلحية ونقاب في تشبيه للسلفي الملتحي، وزوجته المنتقبة، بصفحته على موقع تويتر الاجتماعي، إلى زيادة حدة التوتر مع السلفيين، وعدد من المواطنين الغاضبين، الذين اعتبروا ما فعله ساويرس إساءة للإسلام ومساسا بشعائرهم ومقدساتهم.
وتعد أزمة "ميكي ماوس" هي الثانية بين ساويرس والسلفيين وبعض التيارات الإسلامية، وذلك بعد مطالبة الأخير للأقباط على المادة الثانية من الدستور، و التي تنص أن الإسلام هو مصدر التشريع، ما استغلتها بعض التيارات الإسلامية للتأثير على المواطنين بالموافقة على التعديلات الدستورية الأخيرة بمصر.
ورغم أن صورة "ميكي ماوس" ليست بجديدة، ويتم تداولها بين الشباب علي سبيل المزاح، في موقعي فيس بوك وتويتر، إلا أن السلفيين يعتبرون ساويرس ليس مواطنا عاديا، فهو شخصية عامة دخلت الحياة السياسية ويجب محاسبته على هذا الأساس.
وكان عدد من أعضاء حزب المصريين الأحرار الشهير بحزب ساويرس، هددوا بوقت سابق، بعمل استقالات جماعية في حال عدم اتخاذ الحزب موقفا ضد تصريحات ساويرس، فضلا عن تدشين حملات بمقاطعة شركة موبينيل، التي يمتلك نجيب حصة مسيطرة بها من خلال شركة اوراسكوم تيليكوم التي يمتلكها.
وصرح محمد البلتاجي القيادي بجماعة الأخوان المسلمين، أن ساويرس أقحم نفسه في دائرة ضيقة عندما نشر صور تمس الشعائر و المقدسات الدينية الإسلامية، وهو الأمر الذي قابله الكثيرون باستياء شديد، بأن أدخل نفسه في دائرة الشخص الطائفي، لافتا إلى أنه لا يقبل المساس بالمقدسات أو الشعائر الدينية الإسلامية.
وقال البلتاجي، إن قيام ساويرس بنشر هذه الصورة على صفحته يختلف عن تداولها بين الشباب، إذ إنه دخل الحياة السياسية وأسس حزبا لذا فإن تصرفاته تحسب عليه ويجب أن يحاسب عما يفعله سياسيا، حتى وإن لم تخرج عن مجرد المزاح، وشدد على انه يتمنى أن يكون خلاف ساويرس مع التيارات الإسلامية سياسيا وليس طائفيا.
من جانبه اكتفى نجيب ساويرس بالاعتذار عن الصورة من خلال صفحته الخاصة بموقع فيسبوك، و قال إنه لم يكن يقصد إهانة الإسلام أو المسلمين وأنه لا يمكن أن يكون الشخص الذي خصص جائزة سنوية باسم شيخ الأزهر السابق - الشيخ محمد طنطاوي - وفوض شيخ الأزهر الحالي في الوحدة الوطنية، والذي يعمل في شركاته أكثر من 95 في المائة من المسلمين، أن يكون ضد الإسلام أو يقصد أي إهانة لهذا الدين السمح."
وأضاف ساويرس انه اعتذر اقتناعا منه أن "إعادة نشر هذه الصورة لم يكن اختيارا موفقاً، في ظل المناخ المشحون حاليا"، لافتا إلى أنه لن يتراجع عن خدمة بلده سواء من خلال مشروعات للنهوض باقتصاد مصر أو العمل السياسي، وذلك ردا على من يعتقد أن ما حدث فرصة لمحاربته سياسياً."
وطالب ساويرس، الجميع سواء أصدقاءه أو منتقديه بإغلاق هذا الجدل غير المجدي والتفرغ لمستقبل البلاد والثورة.
واتجه ساويرس إلى الحياة السياسية، عندما كان ضمن لجنة الحكماء التي قامت بإجراء الحوار مع نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان في أعقاب "ثورة 25 من يناير"، و التي انتهت بتفويض الرئيس السابق حسني مبارك، لسليمان بإدارة شئون البلاد قبل تنحيه عن الحكم بيوم واحد.
وعبر ساويرس في وقت سابق عن مخاوفه من تنامي دور التيارات الدينية المتشددة، وحذر من قدرتها على السيطرة على الانتخابات البرلمانية المقبلة.
إضافة تعليق جديد