موعظة الدم
خلال سنوات الحرب كل مواطن سوري شريف كان مشروع شهيد، لهذا فإن تجربتنا في الشهادة شكلت قيمة عليا ومرتبة مقدسة جالسنا فيها الله تعالى وسبّحنا مع أنبيائه وملائكته أجمعين .. فالدم واعظ والشهداء هم الصراط المستقيم الذي نمشي عليه للوصول إلى كمالنا الإنساني .. ولكن كيف تعاملت الحكومات مع الشهداء الأحياء الذين يسعون إلى بناء سورية الفاضلة ؟ لاتسألوا، فهم يتلقون أسوأ معاملة وأفضل مديح، إذ أن الكلمات والشعارات لاتكلف أولاد الحكومة شيئا.. معونات من الكلمات والخطب تملأ أسماعهم وجيوبهم الخاوية.. هل وافقت الحكومة على وزارة للشهداء بميزانية محترمة من ضرائب الشعب التي يتنعمون بها ؟ هل يوجد لدينا سجل عام بأسماء كل الشهداء وأسرهم وأوضاعهم ؟ مالذي قدمناه للعائدين من فم الشهادة أحياء بلا أطراف أو عيون ؟ هل أعدنا إدغامهم في سوق العمل أم تركنا لهم مرارتهم يجترونها بصمت الأبطال ..أخشى أن أقول إن بلدي كله بات شهيدا جراء السياسات العدوانية الخارجية والإهمال والفساد الداخلي، حتى بت أظن أن الله سوف يفرد للسوريين جميعا جنة خاصة في مملكة السماء.. فطوبى للشهداء، طوبى لنا، طوبى لكل حاملي الشيفرة السورية الدامية عبر تاريخنا الحزين..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد