موسيقي يقف 3 ساعات عارياً على سطح المدينة الجامعية مهدداً بالانتحار
لم تجدِ كل الوسائل نفعاً لإقناع الطالب «و.م» بالعدول عن قرار انتحاره من فوق سطح الوحدة الأولى في المدينة الجامعية مساء أمس على مرأى ومسمع المئات من زملائه وكل الجهات المعنية بالطلبة ولمدة تجاوزت ثلاث ساعات، إلا سؤال صديقه المقرّب الذي كان على سطح المبنى عما إذا كان قد ودّع زميلهم الثالث قبل الإقدام على عملية الانتحار، ما كان سبباً في اقترابه من زميله لأخذ جهاز الهاتف المحمول لتوديعه الصديق المقرب جداً – على ما يبدو – والقادر على جعله يغير رأيه في موضوع إنهاء حياته.
«و.م» طالب في السنة السادسة في كلية طب دمشق وعازف غيتار فجأة يراه زملاؤه عارياً يمشي على سور الوحدة الأولى المكونة من عشرة طوابق في المدينة الجامعية ويهدد بالانتحار دون توضيح أي أسباب ومؤجلاً فكرة التنفيذ إلى لحظة حدوث شيء ما غير معروف كان ينتظره حسب تصريحه لمن حوله من المسؤولين الذين اضطروا للحديث معه من فتحة باب سطح الوحدة حيث كان طلب منع دخول أي شخص إلى السطح، وامتنع عن الإدلاء بأي سبب لإقدامه على الانتحار سوى أنه ينتظر حدوث شيء ليقفز من سطح الطابق العاشر في المدينة الجامعية.
محاولات الطبيب النفسي الذي استدعي إلى المكان وأجرى معه حواراً طويلاً من شرفة إحدى الغرف في الطابق العاشر باءت بالفشل ليبقى المجهول سيد الموقف ولمدة تصل إلى نحو أربع ساعات منع خلالها والده من الاقتراب منه لوجود خلافات حادة بينهما تعود إلى سنوات سابقة حسب روايات القاطنين بجواره في الوحدة السكنية.
الدكتور جلال نوفل الذي حاول إنهاء محاولة «و» الانتحار رفض الحديث عن تفصيلات الموضوع وقال إن أصدقاء الطالب اتصلوا به مشيرا إلى أنه حصلت أزمة لدى «و» عبر عنها بالشكل الذي ظهر عليه موضحا أن الحالة بحاجة للتعامل الدقيق وكل شيء يجري بشكل جيد مع إدارة المشفى والشرطة والأمور تحت السيطرة. نوفل أكد أن أصدقاء «و» أكدوا له عدم ملاحظة أي ظواهر على الأخير في الأيام أو الساعات التي سبقت محاولته الانتحار وأن الأمر حصل فجأة وعلل الدكتور محاولة الانتحار بأن لـ «و» حساسية مفرطة من كثير من المسائل. وحول تفسير أسباب الانتحار بشكل عام قال نوفل: هناك محوران للتغير منها محور المرض النفسي كالاكتئاب أو الانفصام وفقدان الرغبة بالحياة أو الأصوات والهلوسات أو اندفاعية ضمن شخصية معينة قد تؤدي بالشخص لإيذاء نفسه وحول حالة «و» علق نوفل أن : موضوع أين الشاب من كل هذه القصص هو سر خاص؟ الدكتور تيسير حسون المختص في الطب النفسي أوضح للوطن أسباب ودوافع الانتحار بأن الأمر ذهاني حيث يعيش الفرد حالة انفصال عن الواقع أو أوهاماً واعتقادات راسخة لا يمكن المجادلة بصحتها ومخالفة الناس واعتبر حسون أن التعري هو اضطراب سلوك واضح وعلى الغالب يعود الأمر لتجربة هلاسية وهي سماع أصوات وهذه الأصوات آمرة والتفسير هو قوة خارقة وغالبا يحصل الأمر عند المرور بالحالة الذهانية فتأمر تلك الأصوات بالانتحار ويكون لها وعود أو تهديدات.
حسون أوضح أنه لو كانت جميع السبل مسدودة بوجه من يحاول الانتحار لانتحر فورا أما انتظار حصول أمر ما أو سماع الصوت فيدل على حالة ذهانية أسبابها فصامي أو اكتئاب بأعراض ذهانية أو تعاطي مادة مخدرة. ويذكر أنه وصل إلى المكان فور حدوث المشكلة وزير التعليم العالي د.غياث بركات ومعاونه علي أبو زيد وأمين فرع الحزب جمال عباس وحاولوا التواصل معه. كما هرعت إلى المكان آليات الإطفاء وفرشوا الإسفنج على الأرض. ويشار أن عدة محاولات انتحار حصلت في الوحدة الأولى في المدينة الجامعية.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد