ملجأ للأزواج المضطهدين بتونس
عزا التونسي السيد العربي بن علي الفيتوري سبب إنشائه لملجأ للأزواج المضطهدين في بلاده إلى قصة حدثت معه عام 1977 عندما اضطر أن يترك منزله عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل عقب مشادة مع زوجته، حيث اضطر أن يهيم على وجه في ليل شتائي قارس، موضحا أن تلك الحادثة لم تبارح خياله ولذلك قرر إنشاء ملجأ لمساعدة الأزواج الذين يعانون من عنف شريكات حياتهم.
وكان الفيتوري بدأ العمل الفعلي في الملجأ الخاص بالأزواج منذ شهر يوليو/ حزيران 2002 وكان أول القادمين إلى هذا الملجأ الواقع في منطقة الكرم الواقعة بالضاحية الشمالية للعاصمة شخص يبلغ من العمر 53 سنة. وكان هذا الزوج المضطهد قد اتجه إلى أحد الأصدقاء لإيوائه ولكن زوجته رفضت ذلك بشكل حاسم. مما جعله يلجأ إلى إحدى محطات القطار حيث وجده الفيتوري ممددا على بعض بقايا ورق مقوى في ساعة متأخرة من الليل، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
وقال الفيتوري إن ذلك الرجل بقي في الملجأ لمدة أسبوع، اتصل خلالها بزوجته وعائلته وتدخل بالحسنى حتى وفق بين الطرفين، ومنذ ذلك الوقت أخذ الملجأ دعاية وصيتا ". ويضيف محدثنا: "لا تظن أن الزوج المضطهد يبقى في أمان داخل الملجأ، فإن بعض الزوجات يلحقن بأزواجهن هناك، ويحاولن التأثير علي لطردهم من الملجأ قائلات " نريده ان يتربى"... ولكنّي ـ والحمد لله ـ أستطيع ببعض الحكمة أن أتجاوز هذه المشاكل، وقد تمكنت بالفعل من فض الكثير من تلك الخلافات.
ويفخر الفيتوري أنه آوى لحد الآن قرابة 120 زوجا مضطهدا، أغلبهم أصبحوا من أصدقائه المقربين، وقد تم تجهيز هذا الملجأ، المطل على البحر، بمجموعة من الأفرشة الفرديّة وبقاعة جلوس وتلفاز وبمجموعة المرافق الصحية الضروريّة، ويوضح الفيتوري أنه يتعامل مع الزائرين بأخوة مبنية على كتم أسرارهم، مبررا ذلك بقوله أن المرأة تلجأ إلى العائلة والأقارب وإلى قسم البوليس عندما تشعر بالاضطهاد، والأرضية مهيأة لاستقبالها، بينما لا يمكن للرجل في المجتمع الشرقي التعبير عن ضعفه أمام الآخرين، لذلك يكون هذا الملجأ مخزنا لأسراره ومساعدا على تجاوز التوترات الظرفيّة التي تحكم العلاقات الزوجية.
أما عن الشرائح العمريّة الوافدة على الملجأ، فإن السيد العربي بن علي الفيتوري، يؤكد أن أغلبهم قد تجاوز الخمسين من العمر، والسبب أنهم يحاولون الهروب من الفضيحة وكلام الناس والشائعات، خاصة وهم عادة ما تخونهم القوة الجسدية على تحمل المصاعب ولا يقدرون على المناورة، لذلك يكون هذا المكان ملجأ حقيقيا لهم.
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد