مكتب الإحصاء ينفذ مسوحاً ديموغرافية واجتماعية لعامي 205 و2006
وفر تعداد السكان لعام 2004 إطاراً حديثاً للأسر في جميع المحافظات، وقد استخدم هذا الإطار لتنفيذ العديد من المسوح الاجتماعية والديموغرافية خلال عامي 2005 - 2006 وبداية عام 2007، ونظراً لحركة السكان المستمرة والتغيرات التي تطرأ على التجمعات السكانية بسبب التطور العمراني، يُنصح بتحديث أطر التعداد بعد انقضاء سنتين على تنفيذه، ووفقاً لتوصيات الأمم المتحدة وبهدف تقليل التكلفة الخاصة بتحديث الأطر، فإن تحديث الإطار يتم على عينة كبيرة نسبياً من اطار التعداد، يتم تحديثها باستمرار لتكون بديلاً عن اطار التعداد لتصميم عينات المسوح الاجتماعية والديموغرافية ريثما ينفذ التعداد الشامل.
تأسيساً على ما تقدم قرر المكتب المركزي للاحصاء تصميم عينة أساسية مناسبة وتحديثها في ايلول المنصرم من العام الجاري، وذلك بعد انقضاء ثلاث سنوات على تنفيذ تعداد 2004، وبالفعل نفذ المكتب تحديث اطار العينة الأساسية من واقع اطار تعداد السكان لعام 2004، وكانت العينة بمقدار 10٪ من المناطق والبالغة بالتحديد /2618/ منطقة عدّ، شملت مناطق الحضر وباقي الحضر والريف، ولمعرفة أهداف وأسس هذا العمل الاحصائي وكيفية تنفيذه، التقينا السيد حسين علي، مدير الاحصاءات السكانية والاجتماعية في المكتب المركزي للاحصاء..
بالسؤال عن أهداف العينة الأساسية، ذكر علي انها ترمي إلى تحديث اطار عينة مناسبة من اطار تعداد عام 2004 لتنفيذ المسوح الاجتماعية والديموغرافية في الفترة اللاحقة، كما يهدف تصميم العينة الأساسية بشكل ملائم لتمثيل جميع المحافظات حضراً وريفاً لتوفير البيانات علىالمستوى المحلي لتحقيق أهداف الخطة الخمسية العاشرة، وكذلك بهدف الاستفادة من اطار العينة الأساسية لتحديثها باستمرار ريثما يتم اجراء تعداد جديد.
أُعد اطار تعداد السكان لعام 2004 وفق التقسيمات الإدارية المعمول بها في سورية، وتتألف من /14/ محافظة، وتقسم كل محافظة إلى مناطق، وتقسم المناطق إلى أحياء في المدن او قرى في الريف، وفي الريف توجد بعض المزارع التي تتبع لإحدى القرى، ويشمل الحضر مراكز المحافظات ومراكز المناطق، وكل تجمع سكاني /20/ ألف نسمة فأكثر.. أما الريف فيشمل باقي التجمعات السكانية، وقد استخدمت الخرائط الجوية وأجهزة قياس الاحداثيات وتحديد المواقع (GPS) ونظام المعلومات الجغرافي (GIS) لإعداد خرائط رقمية ومخططات لجميع التقسيمات الإدارية، وروعي في اعداد هذه الخرائط والمخططات شمولها لحدود واضحة إضافة لدليل لتحديد حدود هذه التقسيمات التي تفصلها عن التقسيمات الأخرى، وحددت حدود مناطق العد بما يمكن من التعرف عليها بسهولة ووضوح دون ازدواجية او تداخل .
وقد اعتبر مدير الاحصاءات السكانية والاجتماعية هذا الإطار ملائماً إلى درجة كبيرة لتصميم عينة أساسية تحقق الأهداف المشار إليها أعلاه، بحيث يمكن تحديث اطار العينة الأساسية باستمرار وادخال التعديلات الطارئة عليه لتصميم عينات المسوح المختلفة في السنوات القادمة، وهذا ما يوفر كثيراً من الجهد والوقت والمال، ومن جهة أخرى فإن بيانات العينة الأساسية يمكن ان تحقق أهدافاً أخرى متعلقة ببعض المؤشرات الخاصة بالتعداد وأهمها توفير البيانات الخاصة ببعض المؤشرات الهامة كمعدل النمو السكاني في السنوات البعيدة عن تاريخ اجراء التعداد.
وبالسؤال عن كيفية تحديد وتوصيف الوحدات الأولية، بيّن علي انه من خلال التعرف على اطار الأسر الذي وفره تعداد 2004، فإن منطقة العد تعتبر ملائمة لتكون الوحدة الأولية في العينة الأساسية، ويفضل استخدام منطقة العد كوحدة أولية نظراً لوجود حدود واضحة تفصلها عن مناطق العد الأخرى، مما يسهل عملية تحديثها في المستقبل، أما بالنسبة لحجم العينة الأساسية فقد حددت أهداف العينة بتصميم عينة صالحة لتصميم عينات العديد من المسوح الاجتماعية والديموغرافية في السنوات القادمة على ان تشمل المحافظات والحضر والريف، وتسمح بتقديرات مقبولة على مستوى المديريات، ونظراً لتعدد أنواع المسوح الاجتماعية والديموغرافية التي يقوم بها المكتب المركزي للاحصاء واختلاف أهداف وطبيعة المسوح وتباين الظواهر المرغوبة بالدراسة، فإن حجم العينة سيختلف من مسح لآخر، فحجم عينة مسح دخل ونفقات الأسرة سيختلف عن حجم عينة مسح القوى العاملة على سبيل المثال، وهكذا بالنسبة للمسوح الصحية ومسوح التعليم وغيرها، لذا فإن حجم العينة الأساسية ينبغي ان يحدد بحيث يلبي حاجة كل مسح من هذه المسوح، وفي هذه الحالة ووفقاً لأدبيات تقنيات المعاينة يتم اللجوء إلى تقدير حجم العينة لعدد من الظواهر المتوقع دراستها عن طريق المسوح كظاهرة (البطالة، والدخل، والانفاق، والحالة التغذوية للأطفال وغيرها)، واعتماد حجم العينة الأكبر ليكون حجم العينة الأساسية، وأضاف علي: انه في ضوء الاعتبارات السابقة فقد حدد حجم العينة بـ 10٪ من اجمالي الأسر في تعداد 2004، وفي ضوء أهداف العينة الأساسية فقد قسمت كل محافظة إلى ثلاث طبقات هي الحضر (مركز المحافظة)، وباقي الحضر (باقي التجمعات الحضرية في المحافظة)، والريف، وقد بلغ عدد مناطق العد /2618/ موزعة ما بين /875/ منطقة عد في الحضر، و/524/ منطقة في باقي الحضر، و/1219/ منطقة في الريف.
أما عن كيفية سحب الوحدات الأولية، فقد أشار مدير الاحصاءات ان أسلوب العينة العنقودية ذات المرحلتين من الأساليب المناسبة لسحب الوحدات الأولية (مناطق العد)، في المرحلة الأولى من كل طبقة من الطبقات باعتبارها طبقات مستقلة، وسحب عدد الأسر المقرر في كل منطقة عدّ وفقاً لحجم العينة الخاص بكل مسح من المسوح، في المرحلة الثانية في كل منطقة عدّ اختيرت في المرحلة الأولى، ونظراً للاختلافات المتوقعة في حجم مناطق العد، فإن أسلوب سحبها باحتمالات متناسبة مع الحجم يعتبر مناسباً على ان يتم اختيار أسرالعينة في المرحلة الثانية بالطريقة العشوائية.
بعد انتهاء الأعمال الميدانية لتحديث اطار العينة الأساسية عن واقع اطار تعداد السكان لعام 2004، تجري حالياً أعمال ادخال البيانات على الحاسب من أجل تحليلها للحصول على النتائج التي تظهر المتغيرات التي حصلت منذ عام 2004 وحتى الآن، بمعنى الحصول على الإطار الجديد المحدث واستخدامه في تنفيذ المسوح التي سيجريها المكتب المركزي للاحصاء في المستقبل، بحيث لا يبقى الاعتماد على بيانات قديمة قد تكون تغيرت كثيراً بسبب الحركة السكانية المستمرة والتغيرات التي تطرأ على التجمعات السكانية بسبب التطور العمراني .
وليد الزعبي
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد