مصر:التجربة الأولى للعصيان المدني «أيها المصري ما تروحش الشغل»
احتارت أستاذة التاريخ الشابة في الجامعة الاميركية في تحديد موقفها من الدعوة التي أطلقتها قوى سياسية ووطنية وشعبية ـ وأخرى غير معروفة إعلاميا، في مصر، للإضراب يوم السادس من نيسان. فمن ناحية، رأت انه من المهم ان يمارس اكبر عدد من المصريين نوعا من الاحتجاج السلمي على الاوضاع السيئة عموما، لكن من ناحية اخرى استوقفها ان الدعوة الى الاضراب خلت من توجيه مطالب محددة، الامر الذي دفعها للتساؤل عن الهدف منها وما اذا كانت، في الاصل، بلا هدف.
طلاب وطالبات الجامعة هم من حسم حيرتها عندما أعلنوا أنهم قلقون من التوجه الي مقر الجامعة في وســط القاهرة يوم الاضراب تحسبا لاعمال عنف تقوم بها قـــوات الامن. ولم يكن امامها سوى إلغاء محاضرة ذلـــك اليوم. وهكذا استجابت هذه المجموعة الصغيرة لدعـــوة الاضراب احتجاجا على ارتفــاع الاسعار والفساد والتـــي تردد صــداها قويا في بر مصر بشكل غير مسبوق وغير معلوم النتائج.
وخلال الايام القليلة الماضية ظهرت مؤشرات عكست حالة من الاستنفار عبرت عنها صحف ورسائل الكترونية واخرى على الهواتف النقالة، تأهباَ للمجهول الذي سيحدث غدا عندما يحل موعد الاضراب.
فاختارت مثلا صحيفة «الدستور» اليومية المستقلة المانشيت المثير «الدولة مرعوبة من 6 ابريل» لعدد الجمعة تحدثت فيه عن بيانات حكومية وزعت على المدارس والهيئات الرسمية للدولة حذرت العاملين فيها من المشاركة في الاضراب.
كذلك بثت وكالة الانباء الالمانية تقريرا من القاهرة في 30 آذار نقلا عن مصدر امني لم يذكر اسمه، قالت فيه ان الاجهزة الامنية في حالة تأهب قصوى وانها وضعت تصورا لاجهاض الاضراب والقبض على اهم القائمين عليه من جماعة الاخوان المسلمين وحركة «كفاية».
وكانت حركة الاخوان المسلمين اصدرت بيانا في وقت سابق اكدت فيه على «ضرورة أن يكون الشعب بكل فئاته وشرائحه إيجابيا تجاه هموم وشؤون بلده، وأن يترك سلبيته ولا مبالاته، وأن يتحرَّك للمطالبة بحقوقه العامة والخاصة». واضافت «نحن مع الإضراب كوسيلة تعبير واحتجاج سلمي في مواجهة ممارسات السلطة التنفيذية الاستبدادية والقمعية».
وقد يبدو ان هذه الجماعات هي ابرز الداعين للاضراب غدا، الا ان لاعبين جددا ظهروا على الساحة مثل «عمال غزل المحلة» و«حركة اساتذة الجامعات»، و«حركة موظفي الضرائب العقارية» و»حركة اداريي وعمال القطاع التعليمي» وهي مجموعات غير سياسية ومعظمها لم يكن معروفا اعلاميا، لكنها لفتت الانتباه مؤخرا عندما قامت بسلسلة من الاضرابات ابرزها كان في كبرى شركات الانسجة المصرية، شركة غزل المحلة في ايلول الماضي عندما اضرب حوالي 30 الف عامل عن العمل مطالبين بتحسين اجورهم وظروف عملهم.
وحسب شهود في شركة غزل المحلة ـ التي ستبدأ اضرابها غدا هي الاخرى ـ فان قوات الامن بدأت بالفعل في التواجد قرب مقر الشركة التي يتوقع ان تشهد اكبر اشكال الاحتجاج في هذا اليوم.
وشهد موقع «فيس بوك» (Face Book) استنفارا من نوع اخر قادته مجموعة اطلقت على نفسها اسم «6 ابريل ـ اضراب عام لشعب مصر»، وضمت حتى مساء امس اكثر من 62 الف عضو، حددت في 8 نقاط وسائل المشاركة في الاضراب اولها «خليك بالبيت» و«متروحش الشغل»، وضع علم مصر على الشرفات، ارتداء الملابس السوداء، الامتناع عن شراء اي شيء يوم الاضراب لان اهم ما يميزه هو الاحتجاج على ارتفاع الاسعار الحاد الذي بدأ في الصيف الماضي. كما طالبت تلك المجموعة من يريد التظاهر في الميادين ان ينسق مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولا يتحركوا في مجموعات صغيرة تحسبا للاعتقال.
أميرة هويدي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد