مصر: ميدان التحرير يلوّح لـ«العسكري» بثورة جديدة
وجه ميدان التحرير، يوم أمس، رسالة تحذير للمجلس العسكري مفادها أن الشعب المصري ما زال ملتفاً حول هدف واحد، وهو تسليم السلطة من دون أي تأخير، بعدما استعاد الميدان أجواء ثورة «25 يناير» حيث شارك مئات الآلاف في تظاهرة تحت شعار «جمعة تقرير المصير» للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وعدم السماح للفلول بالترشح.
واحتشد مئات آلاف المتظاهرين، في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به للمطالبة بحماية الثورة. وطالب المتظاهرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد بالالتزام بوعد قطعه بتسليم السلطة للمدنيين منتصف العام. وللمرة الأولى منذ شهور، ضمت تظاهرات «جمعة تقرير المصير» التيارين المدني والإسلامي.
وجاءت التظاهرة بدعوة من القوى المدنية المؤيدة للثورة، لكن التيار الإسلامي عاد وانضم إليها بعدما استبعدت اللجنة العليا للانتخابات مرشح «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر ومرشح التيار السلفي الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل.
وردد المتظاهرون هتافات مماثلة لتلك التي رددوها خلال الاحتجاجات التي أسقطت حسني مبارك ومنها «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«عيش... حرية... عدالة اجتماعية». كما رددوا هتافات مناوئة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومن بينها «يسقط يسقط حكم العسكر» و«قول متخافشي المجلس لازم يمشي».
وكتبت على منصة أقامها «الإخوان المسلمون» في ميدان التحرير عبارة تقول «تسليم السلطة في 30 حزيران» في إشارة إلى إصرارهم على أن يحافظ المجلس العسكري على وعده بتسليم السلطة لرئيس منتخب منتصف العام الحالي.
وعلى منصة أقامها أنصار القيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل كتبت عبارة «إسقاط حكم العسكر وإنشاء محاكم ثورية وتفعيل قانون العزل السياسي».
وقال خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين، في إشارة إلى «فلول» الحزب الوطني المنحل، إنه «لو عاد هؤلاء ليحكمونا مرة أخرى... فسيرملون نساءنا ويقطعون رقابنا... نموت في ميدان البطولة والفداء ولا نموت في بيوتنا كالنساء». وطالب بأن تكون هذه الجمعة «جمعة الوحدة» بين الجماعات والأحزاب السياسية المختلفة وهتف وردد وراءه المصلون «ايد واحدة.. ايد واحدة».
وأوضح الشيخ شاهين مطالب «مليونية تقرير المصير» التي اتفقت عليها القوى الثورية اليوم في عدة نقاط وهي: إلغاء المادة 28 من الإعلان الدستوري الخاصة بحصانة اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، وتفعيل قانون العزل السياسي على رموز النظام السابق ومنعهم من خوض الانتخابات الرئاسية، ووضع دستور يلبي رغبات وطموحات الشعب المصري، والالتزام بشعار «لا دستور تحت حكم العسكر»، ورحيل العسكر في الموعد المحدد والانتقال إلى الدولة المدنية.
وفي مدينة الإسكندرية شارك الآلاف في مسيرة من مسجد القائد ابراهيم إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية في المدينة رافعين لافتات كتبت عليها عبارات تقول «لا للفلول» و«لا للحكم العسكري». كما رددوا هتافات من بينها «الشعب يريد إسقاط المشير» و«يسقط يسقط حكم العسكر» و«يللا يا ثائر اهتف قول عمرو موسى من الفلول».
كما تظاهر الآلاف في مدن عديدة في شمالي البلاد وجنوبها بينها السويس ودمنهور والمنيا والإسماعيلية وكفر الشيخ ودمياط والمنصورة وأسيوط مرددين هتافات مناوئة للمجلس العسكري.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد