مصر: مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط مرسي واشتباكات بين مؤيدين ومعارضين
أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المصرية أبرز قوى المعارضة المصرية رسميا اليوم رفضها المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس المصري محمد مرسي أمس واصفة الخطاب بالمخيب للآمال في وقت شهد فيه ميدان التحرير وشوارع القاهرة مظاهرات حاشدة احتجاجا على ممارسات مرسي وجماعة الاخوان من ورائه التسلطية والتفردية بالحكم.
وتجمعت حشود كبيرة من المتظاهرين باتجاه قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة اليوم حاملين لافتة كبيرة مكتوبا عليها ارحل وعليها صور للرئيس محمد مرسي.
وأفاد موقع بوابة الأهرام أن المتظاهرين رددوا هتافات منها /كل حيطة في الميدان شاهدة عليكم يا اخوان وعار عار يا مرسسي العار جلبت لنا العار/ و/ضحكوا علينا بإسلامية مشروع نهضة خيبة قوية/.
فيما شهدت مدينة كفر الشيخ شمال القاهرة اشتباكات بالرصاص وطلقات الخرطوش والأسلحة البيضاء والحجارة افتعلها مؤيدو جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس مرسي.
وأفادت الأنباء أن الاشتباكات دارت أمام مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين ومقر الجماعة القريب.
يأتي ذلك في حين وجه الخطباء في منصة ميدان التحرير وسط القاهرة أمام المعتصمين في الميدان اليوم تحذيرا شديد اللهجة للرئيس المصري وجماعة الاخوان المسلمين من محاولة التعدي على المسيرات السلمية المتوجهه إلى قصر الاتحادية بأي شكل مؤكدين أن الرد سيكون بأعنف الوسائل وسيتم التحرك في جميع المحافظات مطالبين بسلمية المسيرات والمظاهرات أمام قصر الاتحادية.
في غضون ذلك أصدر مئة وثلاثون عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية بيانا صباح اليوم أعلنوا فيه رفضهم الكامل للدعوات التي انطلقت بالاشراف على الاستفتاء المقبل لمشروع الدستور بديلا للإشراف القضائي مؤكدين أن قرارهم بهذا الصدد يأتي من منطلق احترامهم لمهنتهم السامية وللقانون ودولة المؤسسات وانهم يرفضون أن يكونوا العصا التى يستخدمها النظام الحاكم لقمع استقلال السلطة القضائية وترهيبها والتعدى على اختصاصاتها كما أعلنوا رفضهم للاعلان الدستوري.
وأشار أعضاء التدريس الموقعون على البيان إلى أن بيانات التأييد للاعلان الدستوري التي صدرت من بعض مجالس الجامعات وبعض مجالس إدارات نوادي أعضاء هيئة التدريس صدرت دون علم أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية ولا تعبر إلا عن آراء كاتبيها ولا تمثل بأي صورة جموع أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية.
وكان بدأ توافد مئات المتظاهرين أمام مسجد رابعة العدوية للمشاركة في المسيرة المتجهه إلى قصر الاتحادية في مليونية الكارت الأحمر.
وفور خروج المصلين من ساحة المسجد تجمع المئات ورددوا هتافات ضد الإخوان المسلمين والرئيس مرسي ابرزها "يسقط يسقط حكم المرشد" و"الشعب يريد إسقاط النظام ".
وأعربت جبهة الإنقاذ الوطني عن حزنها واسفها الشديدين لأن خطاب الرئيس الذي ألقاه في وقت متأخر من مساء أمس جاء مخيبا لآمال غالبية الشعب المصري ومخالفًا للمطالب المتتالية التي وصلت له بطرح حلول توافقية تسهم في الخروج بمصر من الوضع الكارثي الحالي وتحقن دماء المصريين.
ووصفت الجبهة في بيان اليوم الخطاب بأنه كان مدهشا في إنكاره للحقائق التي رآها الملايين في مصر وحول العالم على شاشات التلفزيون ووثقتها الصحف والتي تبين بوضوح أن الدماء المصرية الطاهرة التي سالت في محيط قصر الرئاسة بمصر الجديدة مساء الأربعاء الماضي كانت بناء على تحريض واضح وصريح من قيادات جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس ومن حزب الحرية والعدالة.
واستنكرت الجبهة إقدام مرسي على تجاهل قيام أنصاره بالبدء بالهجوم على المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية ونزعهم خيامهم عنوة وباستخدام العنف وتعمده كذلك تقسيم المصريين ما بين مؤيد للشرعية هم أتباعه وأنصاره ومعارضوه وخارجين على الشرعية معتبرة ان مرسي بذلك لا يتصرف كرئيس لكل المصريين بل كرئيس لفصيل سياسي واحد فقط..
ولفتت أيضا إلى أن الرئيس تجاهل تماما المطالب الواضحة التي كررتها الجبهة في بياناتها الأخيرة وطرح مقترحات لا صلة لها بالأزمة الحالية التي بدأت مع إصداره للإعلان الدستوري المنفرد في 21 تشرين الثاني الفائت وتصميمه والجماعة التي ينتمي إليها على الدفع نحو استفتاء على دستور يعصف بحقوق وحريات المصريين ويؤسس لنظام استبدادي.. دستور لا يحظى بتوافق المصريين ولم يشاركوا في صياغته .
وقررت الجبهة رفض حضور الحوار الذي اقترحه مرسي غدا السبت نظرا لافتقاره لأبجديات التفاوض الحقيقي والجاد وتجاهله لطرح المطالب الأساسية للجبهة المتمثلة بضرورة إلغاء الإعلان الدستوري بأكمله وإلغاء قرار الرئيس بالدعوة للاستفتاء على مشروع الدستور في 15 الشهر الجاري.
كما شددت الجبهة على ضرورة الإسراع بتنفيذ مطلبها بقيام وزير العدل بندب قاض محايد للتحقيق في أحداث الأربعاء الدامي في محيط قصر الاتحادية وتقديم المسؤولين عن إسالة دماء المصريين إلى العدالة مهما كان موقعهم السياسي أو الأمني لان دماء المصريين غالية ولا يمكن السماح بان تضيع هدرا دون محاسبة كما اعلنت استمرارها باستخدام كل الوسائل المشروعة في الدفاع عن حقوقها وحرياتها وتصحيح المسار من أجل بناء مصر تقوم على الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وفي سياق متصل دعا المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني المصرية محمد البرادعي اليوم المعارضة كافة إلى عدم المشاركة في الحوار.
وكان الرئيس مرسي أطل متأخرا بعد أيام طويلة على الأزمة مساء أمس في خطاب غلب عليه الكلام الفضفاض دون تحقيق أي مطلب من المطالب التي أعلنتها الاحزاب والقوى السياسية المصرية وجماهيرها الشعبية خلال الاعتصامات والمظاهرات الحاشدة التي شهدتها القاهرة والمحافظات المصرية منذ الثاني والعشرين من الشهر الماضي .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد