مصر: توتر طائفي في أسيوط ومداهمة المراكز الحقوقية: تنديد دولي وترحيب إسلامي
شهدت محافظة أسيوط في صعيد مصر، يوم أمس، توتراً طائفياً بين المسلمين والأقباط، حيث أصيب سبعة أشخاص، بينهم أربعة من قوات الأمن، في مواجهات بين أهالي قريتي العدر وبهيج، عندما حاول عدد من المسلمين الغاضبين إحراق منزل شاب قبطي بسبب نشره رسوماً على صفحته في موقع «فيسبوك» اعتبرها المسلمون إهانة للإسلام.
وذكرت مصادر أمنية مصرية أن أربعة مجندين وثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح، خلال محاولة قوات الأمن منع الأهالي المتجمهرين في قرية العدر من إحراق منزل الشاب جمال مسعود عبد الله، الذي نشر رسوماً على صفحته في موقع «فيسبوك» رأى فيها المسلمون إهانة للدين الإسلامي.
وتجمهر أهالي قريتي العدر وبهيج أمام السياج الأمني الذي أقامته قوات الأمن لحماية منزل الشاب القبطي، مطالبين برحيل أهالي الشاب من القرية، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة، وأضرموا النيران في مخلفات الزراعات في المكان، ما دفع بقوات الأمن إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتجمهرين.
وبحسب المصادر فإن تصاعد حدة التوتر دفعت بمدير الأمن في أسيوط اللواء محمد ابراهيم، ومدير فرع الأمن العام في المحافظة اللواء ابراهيم صابر، والنائب السلفي الشيخ بيومي إسماعيل إلى التوجه إلى موقع المواجهات، فيما سعت قوات الأمن المركزي لتهدئة الأهالي بأن نقلت أثاث منزل الشاب القبطي داخل سيارة للشرطة الشرطة، وإخراجه من القرية.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن محاولات نواب مجلس الشعب المنتمين للتيارات الدينية فشلت في احتواء الموقف، فيما أعلنت أجهزة الجيش والشرطة حالة الاستنفار، وكثفت من وجودها لإغلاق مداخل القريتين ومخارجهما.
يأتي ذلك، في وقت أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بياناً أشار فيه إلى أن القوات المسلحة بالاشتراك مع وزارة الداخلية وشباب الثورة والقوى السياسية ستتولى عملية تأمين الاحتفالات في كنائس مصر لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة.
من جهة ثانية، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق بعدما داهمت أجهزة الأمن المصرية مقارّ منظمات حقوقية، أول أمس، مشيرة إلى أنه ينبغي وقف المضايقات فورا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن «الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ لقيام مسؤولين قضائيين ومسؤولين من الشرطة بمداهمة مكاتب عدد من المنظمات غير الحكومية»، مشيرة إلى أن «هذا العمل يتناقض مع التعاون الثنائي بيننا على مدى سنوات طويلة».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول أميركي قوله إن السلطات المصرية أبلغت واشنطن بأنها ستوقف المداهمات ضد المنظمات الاميركية وغيرها من المجموعات المطالبة بالديموقراطية وستعيد المعدات التي صادرتها.
وفي باريس أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو عن القلق بشأن عمليات التفتيش تلك، مطالباً السلطات المصرية باحترام عمل المنظمات غير الحكومية.
في المقابل، رحبت التيارات الإسلامية بهذه الخطوة. وقال المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إن «تفتيش هذه المنظمات إجراء قانوني وقضائي، وكان بحضور أعضاء من النيابة العامة... وهو إجراء كامل المشروعية».
بدوره، قال عضو اللجنة العليا لحزب النور السلفي أشرف ثابت إنه «إذا كان تصرف تفتيش المنظمات قانونياً وغير مخالف لنصوص الدستور، فإن الحزب يرحب به حتى يعود الأمن والاستقرار إلى البلاد، أما إذا كان مخالفاً فإننا نرفضه».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد