مصر: تفجير يستهدف الاستخبارات
في عملية جديدة نفّذها مسلحون أمس، استهدف تفجير مبنى تابعاً للاستخبارات الحربية المصرية في مدينة أنشاص في محافظة الشرقية شمال القاهرة، أدى إلى جرح أربعة من رجال الأمن، ليعلنوا من خلالها تفوقهم على أجهزة الأمن، إذ تعد هذه العملية هي الثانية التي تستهدف منشأة عسكرية خلال شهر، بعد عملية الأسبوع الماضي، في مبنى مديرية أمن الدقهلية في دلتا النيل، والتي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً معظم من المجنّدين.
وأكد بيان رسمي صادر عن القوات المسلحة المصرية، أن «سيارة مفخخة انفجرت في جوار السور الخلفي لأحد المباني التابعة لمقر الاستخبارات، أسفر عن انهيار جزئي في السور الخلفي للمبنى، وجرح أربعة جنود».
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد علي، الذي تلا البيان، إن «هجوماً إرهابياً جديداً نفّذته جماعات الظلام والفتنة»، مؤكداً أن عمليات الجيش لملاحقة التنظيمات الإرهابية لن تتوقف أبداً.
وكثّفت أجهزة الأمن المصرية تواجدها في المنطقة لفحص آثار التفجير ومعاينة موقع الحادث وتمشيط المنطقة المحيطة للاطمئنان إلى عدم وجود أي متفجرات أخرى، في وقت خرج فيه أهالي المنطقة في مسيرات عدة للتنديد بالهجوم، مرددين هتافات مضادة لـ«الإخوان المسلمين»، وإعلان تضامنهم مع الجيش في هتاف «الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة».
وتثبت هذه العملية قوة التنظيمات التكفيرية والجهادية في مصر، حيث استطاعت الخروج من نطاق منطقة شمال سيناء والعريش، حيث تمركزت عملياتها هناك بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز الماضي.
وكانت مصادر أمنية في سيناء، أعلنت أمس، أن قوات الجيش أبطلت عبوة ناسفة قبل انفجارها في مدرسة في مدينة العريش في شمال سيناء.
من جهتها، أصدرت الحكومة المصرية بياناً أمس، أكدت فيه أن «هذه المحاولات لن تؤثر على الاستمرار في خريطة الطريق» التي يبدأ تنفيذها بالاستفتاء على تعديلات الدستور المعطل في منتصف كانون الثاني المقبل.
من جهة أخرى، نشرت جماعة «الإخوان المسلمين» أمس، قائمة بأسماء من سمتهم «الضباط قتلة معتصمي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر»، داعية شبابها إلى مداهمة مساكنهم لإصابتهم بالذعر، خلال الفترة المقبلة.
ونشرت القائمة على موقع «حزب الحرية والعدالة» التابع لمحافظة الدقهلية، متضمنة أرقام هواتف الضباط وعناوين منازلهم.
وتراجع «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول، عن قرار وقف التظاهرات خلال احتفالات أعياد رأس السنة الميلادية، وقرر استمرارها حتى موعد الجلسة الثانية لمحاكمة مرسي في الثامن من كانون الثاني المقبل.
وقال التحالف في بيان إن «موقفي الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من مباركة الانقلاب، أجبرانا على التراجع عن قرارنا».
إلى ذلك، قتل طالب وأصيب أربعة آخرون أمس الأول، في جامعة الأزهر في القاهرة، بعد تدخل قوات الأمن للتصدي لطلاب مناصرين لـ«الإخوان المسلمين» أشعلوا النيران في مبنى كلية التجارة والعلوم، لتنفيذ ما أعلنوا عنه قبل أسبوعين، بوقف الامتحانات حتى ولو بالقوة.
وعلى الأثر، دخلت مدرعات للشرطة وقوات الأمن إلى حرم الجامعة للسيطرة على الأوضاع، وأطلقت الغاز المسيل للدموع، ما أشعل مواجهات وعمليات كرّ وفرّ.
وقال مسؤول في مستشفى «التأمين الصحي» الذي نقل إليه القتيل، إن «الطالب القتيل يدعى إسلام وعمره 19 عاماً»، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
وألقت قوات الأمن القبض على 101 طالب لاتهامهم «بحرق مباني الكليات وحيازة أسلحة الخرطوش وتعطيل الامتحانات».
مصطفى صلاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد