مصر: «حرب المساجد» في العاشر من رمضان: تراشق بالخطب.. والأحذية

20-07-2013

مصر: «حرب المساجد» في العاشر من رمضان: تراشق بالخطب.. والأحذية

تراشق، الشيوخ، خطباء جمعة العاشر من رمضان، في ما بينهم من على المنابر، فاشتبك مصلون داخل صحون مساجد في القاهرة وعدد من المحافظات المصرية وباحاتها الخارجية والشوارع المحيطة بها.
وشهدت الباحة الداخلية للجامع الأزهر الشريف تراشقاً بالأحذية بين المصلين، فيما شهدت ساحته الخارجية اشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من المصلين من أهالي منطقة الحسين، حيث قام أنصار مرسي بترديد هتافات مناهضة للقوات المسلحة، عقب أداء صلاة الجمعة، بينما رد عليهم مصلون من أهالي منطقة الحسين بهتافات مناصرة للقوات المسلحة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين، وقد لجأ أنصار «المعزول» إلى الجامع الأزهر مرة أخرى للاحتماء به.
وأكدت مصادر أمنية مسؤولة في مديرية أمن القاهرة وقوع الاشتباكات داخل صحن المسجد، وفي باحته الخارجية، وقالت إن «قوات الأمن أخرجت حوالي 400 من أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، من داخل مسجد الأزهر الشريف بعدما احتجزهم أهالي الجمالية داخله».
وبينما نقلت مواقع صحافية مصرية أن «قوات الأمن ألقت القبض على 13 متهمًا، بينهم فلسطينيون، وتحفظت على ثلاثة مصابين، بينهم سوري الجنسية، نقلت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية عن مصدر أمني في وزارة الداخلية لم تسمه، نفيه القبض على سوري وفلسطينيين، خلال الاشتباكات، مؤكدا أن «المتهمين الثلاثة عشر المضبوطين جميعهم مصريون».
ويكتسب تراشق الشيوخ على المنابر دلالات أكثرعمقا من حالات متعددة لإزدواجية قطاعات واسعة من المصريين المسلمين نتيجة التخلف الاجتماعي الطويل.
أولى ملامح الإزدواجية تأتي من ثنائية التقويمين: الهجري والميلادي، وفي حالتنا تبرز ثنائية رمضان ـ تشرين الثاني. فمنذ نهاية السبعينيات باتت الدولة المصرية تحيي واحدة مرتين، فتحتفل في العاشر من رمضان بذكرى نصر العام 1393 الهجري على العدو الصهيوني، ثم تحتفل في السادس من تشرين الثاني بذكرى النصر ذاته لكنه منسوب إلى العام 1973 الميلادي.
أمس، كان العاشر من رمضان، الذي صادف يوم جمعة، وفيه كانت دعوات للاحتشاد في معسكرين: الأول كان مليونية «النصر والعبور» التي دعت إليها حركة «تمرد» وجبهة «30 يونيو» للاحتفال بذكرى نصر «العاشر من رمضان» والتأكيد على مكتسبات «ثورة» 30 يونيو»،والثاني، كان فعاليات مليونية «كسر الانقلاب» التي دعا إليها «التحالف الوطني للدفاع عن الشرعية ورفض الانقلاب العسكري».
بين المعسكرين تكاثفت الازدواجيات، وبرزت ازدواجية: الخبير والهاوي، فقيه السلطان وفقيه الإيمان، ممثلو المؤسسة الدينية الرسمية وومثلو الكيانات الدينية الشعبية، وتراشق المشايخ على المنابر كدلالة على خطر لا يبدو أنه في سبيله للخفوت.
في معسكر الخبير ممثل المؤسسة الرسمية أو من يصفهم مخالفيهم بـ« فقهاء السلطان» خطب مفتي الديار المصرية السابق الدكتور علي جمعة، في حشد من قادة القوات المسلحة في مسجد الكلية الحربية، كان بينهم القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ورئيس الأركان الفريق صدقي صبحي، داعما لموقف القوات المسلحة، فقال: إن «الجيش المصري جيش متماسك لأن عقيدته لا تقوم على القتل أو الاعتداء على أحد أو الخيانة، وهذه سمات القوات المسلحة المصرية».
وأكد، جمعة، أن الجيش المصري؛ كما قال الرسول، سيكون في رباط إلى يوم الدين، وأن «التاريخ يؤكد أن هذا الجيش هو جيش وطني وحقق كل ما تعهده به لشعبه».
وخاطب المصلين قائلاً «احذروا من التدليس فبلادنا تحتاج إلى العمل، وإلى أن تعود إلى مكانتها فهي علّمت العالم الكثير، وعلينا أن ننطلق بها، ولعنة الله على من يأخذ بأقدامنا إلى أسفل القاع من أجل مصلحة أو شهوة أو خبل عقلي».
أما المفتى الحالي الدكتور شوقي علام فأشار إلى أن «المصريين جميعا في أمسّ الحاجة الآن لاستعادة روح انتصار العاشر من رمضان لدعم معركتي البناء والتنمية كي تتبوأ مصر مكانتها المستحقة بين الأمم».
وأشار علام، في كلمته التي بثتها وكالة «أنباء الشرق الأوسط»، إلى أن» ما يجدر أن نستحضره في ذكرى العاشر من رمضان أن المصريين أظهروا بكل طوائفهم وانتماءاتهم قدرا كبيرا من التكاتف والوحدة والتلاحم والتقارب والتكامل الأمر الذي يجب أن نستحضره في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة.
وحذر خطيب جامع الأزهر الشيخ صلاح نصار المصريين من «مخاطر الفتن والشائعات»، مطالبا الجميع» بالوقاية من تلك الفتن، ليعيش المصريون جميعا في أمن واستقرار بعيدا عن الخلافات».
ومع ذلك، وعقب الانتهاء من أداء الصلاة قام بعض مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بترديد الهتافات داخل الجامع الأزهر ما أثار غضب المصلين الذين طالبوهم بمراعاة حرمة الجامع والتزام الهدوء.
وفي معسكر الهواة الذين يصفون أنفسهم بـ« فقهاء الإيمان» برز مجددا، أمس، الدكتور محمد عبد المقصود، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من كلية الزراعة في جامعة الأزهر، ويعمل مهندساً في معهد البحوث ووقاية النباتات، ويصفه مريدوه بأنه «فقيه ومن مشايخ الدعوة السلفية في مصر»، فأفتى بأنّ الخروج لمناصرة الشرعية بالاحتشاد في الميادين فرض عين على كل مسلم».
وتوجه عبد المقصود إلى جنود الجيش المصري بالقول «أنتم تعلمون أن قائدكم السيسي خان الأمانة، فرغم أنه القائد العام للقوات المسلحة، إلا أنه خان القائد الأعلى للقوات المسلحة (في إشارة إلى مرسي)، وإن كان قد خان قائده فكيف تطيعونه أنتم، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
مقاربة «الشيخ» هذه كانت فلتة، راشق بها كل الشيوخ الأخرين، وزادها، ودعا قائلا: «اللهم عليك بالبلاك بلوك و«جبهة الخراب» (جبهة الإنقاذ) و(حركة) تمرّد، اللهم أهلهكم عدداً، اللهم اهزمهم، وأنصر المسلمين عليهم، وأنصر اهل الحق عليهم».
يذكر أن عبد المقصود سبق كفّر المشاركين في تظاهرات «30 يونيو»، خلال مؤتمر عقده «الإخوان» لدعم المعارضة السورية، وقال بحضور الرئيس المعزول محمد مرسي: «اللهم اجعل يوم 30 يونيو يوم عز للإسلام والمسلمين ويوم كسر على المشركين ونعوذ بك من شرورهم»، مضيفاً «اللهم انصر دينك واجعل تدبيرهم في نحورهم، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم منزل الكتاب اهزمهم وانصرنا عليهم».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...