مصر: «جمعة الزحف» إلى العباسية تصطدم بالجيش 3 قتلى ومئات الجرحى و«الإخوان» لم تشارك
ازداد المشهد السياسي في مصر تعقيداً، يوم أمس، بعدما اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الجيش في محيط مقر وزارة الدفاع في حي العباسية في القاهرة، أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات بجروح، وانتهت بفض الاعتصام، الذي نظم تحت شعار «جمعة الزحف»، وفرض حظر التجوال في محيط الوزارة بعد تفريق المتظاهرين بالقوة.
وتبادل متظاهرون وعناصر من الجيش الرشق بالحجارة قرب وزارة الدفاع في حي العباسية في القاهرة، وذلك بعد ساعات من بدء تظاهرات مناوئة للمجلس العسكري ومطالبة بإلغاء حصانة لجنة الانتخابات الرئاسية.
وبدأت المواجهات حين حاول عدد من المتظاهرين اقتحام السياج الذي أقامته القوات المسلحة للفصل بين المتظاهرين ومقر وزارة الدفاع في ميدان العباسية. واستخدمت قوات الجيش خرطوم مياه في محاولة لإجبار المتظاهرين على التراجع، فيما حلقت مروحيات تابعة للجيش في أجواء المنطقة، في ما بدا محاولة لتخويف المتظاهرين، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، حيث استمرت المواجهات لأكثر من ساعتين.
وشهدت المنطقة المحيطة بالوزارة عمليات كر وفر ومطاردة للمتظاهرين في الشوارع القريبة، حيث سمع دوي إطلاق نار كثيف. وأكدت مصادر أمنية ان الجيش أطلق أعيرة تحذيرية لمحـاولة تفـريق المتظـاهريـن. وحـوالي السـاعة الـسادسـة
بالتوقيت المحلي أعلنت الشرطة العسكرية أنها تمكنت من فض الاعتصام، فيما سجل انتشار كثيف للمدرعات في محيط مقر وزارة الدفاع.
وتضاربت المعلومات بشأن عدد الضحايا. وفيما تحدثت وزارة الصحة عن جرح نحو مئة شخص، بينهم عسكريون، تحدثت مصادر طبية عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 370، فيما ذكرت مصادر إعلامية أن مجنداً من قوات الصاعقة قتل في المواجهات.
ومساءً، قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة فرض حظر للتجوال في ميدان العباسية بين الساعة الحادية عشرة مساءً والسادسة صباحاً. وأوضح المجلس العسكري في بيان تلاه اللواء مختار الملا أن حظر التجوال سيكون في الشوارع المؤدية إلى محيط وزارة الدفاع. وأكد الملا أن القوات المسلحة ستتخذ كل ما يلزم من إجراءات إزاء من يخالف ذلك، مع اتخاذ التدابير القانونية ضد المتورطين والمحرضين على الاشتباكات.
وتزامناً مع مواجهات العباسية، التي شاركت فيها قوى ليبرالية وإسلامية (أبرزهم مناصرو المرشح السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، ومناصرو المرشح «الإخواني» السابق عبد المنعم أبو الفتوح، وحركة شباب 6 إبريل)، كان بضع آلاف من مناصري جماعة «الإخوان المسلمين»، التي رفضت المشاركة في اعتصام العباسية، يتظاهرون في ميدان التحرير، لمطالبة المجلس العسكري بعدم المماطلة في تسليم السلطة، واعتراضا على رفضه إقالة حكومة كمال الجنزوري، وتدخله في تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور.
وعقب صلاة المغرب، غادر «الإخوان» ميدان التحرير، الذي توافد إليه آلاف الناشطين المنتمين إلى القوى الثورية، ومنهم من شارك في تظاهرة العباسية.
وأثار موقف «الإخوان» استياء الناشطين الشباب، الذين اتهموا الجماعة بـ«مهادنة المجلس العسكري» و«محاولة استغلال ما يجري من أعمال قمع في الشارع لتنفيذ أجندات سياسية خاصة».
كذلك، أكدت «الجماعة الإسلامية» أنها لم تشارك في تظاهرة العباسية، ودعت المتــظاهرين إلى الانسحاب من محيط مقر وزارة الدفاع والعـودة إلى ميدان التحرير.
بدورها، أعربت «الدعوة السلفية» عن استنكارها للاشتباكات في محيط وزارة الدفاع، داعية «الشباب المتظاهر إلى تغليب لغة الشرع والعقل وتجنيب البلاد ويلات فتنة لا يعلم مداها إلا الله»، كما حثت القوات المسلحة على «الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية والصبر على أي استفزاز».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد