مصارعة الثيران في اسبانيا تسير نحو الزوال
يرى عشاق مصارعة الثيران فيها واحدة من أقوى التعبيرات على الاطلاق عن الثقافة الاسبانية ، فهي الفن الوحيد الذي يخاطر فيه الفنان بحياته كما وصفها الكاتب الامريكي الراحل ارنست همينجواي.
بيد أن أعدادا متزايدة من الاسبان يرون " المشهد القومي" للبلاد من منظور مختلف، فهي رياضة دموية وحشية لا تمنح فيها الفرصة لحيوان معذب لهزيمة خصمه.
وقال اريك جاليجو الذي يشارك في الحملة ضد مصارعة الثيران إن المعارضة لتلك الرياضة تتزايد بين أفراد الشعب الاسباني، ولاسيما في اقليم قطالونيا شمال شرق البلاد، والذي قد يصبح أول منطقة في أسبانيا تحظر مصارعة الثيران.
وجاليجو هو المتحدث باسم "برو"، وهو برنامج تمكن من جمع 180 ألف توقيع في مسعى لحظر مصارعة الثيران وعدد كبير من المشاهد المتصلة بها في المنطقة الثرية التي يقطنها حوالي 7 ملايين نسمة.
ويعادل هذا تقريبا نحو أربع مرات عدد التوقيعات المطلوبة لاطلاق النقاش بشأن فرض حظر على مصارعة الثيران بنهاية المطاف في البرلمان المحلي فور التحقق من مصداقية تلك التوقيعات وتأكيدها رسميا.
وتحظى هذه الحملة بمساندة شخصيات من قبيل الفيلسوف سلفادور بانيكر والصحفي بيلار راهولا والممثلة الامريكية باميلا أندرسون.
ولم يحسم قسم كبير من الأحزاب السياسية القطالونية أمره بعد بشأن الحظر المقترح، لكن جاليجو يعتقد انه ستكون ثمة فرصة سانحة في أن يتمكن الاقليم من حظر مصارعة الثيران بحلول كانون الثاني / يناير المقبل.
وقال جاليجو " ثمة اهتمام بسيط لديهم بان جميع حلقات المصارعة في قطالونيا قد أغلقت عدا تلك الموجودة في برشلونة والتي تم الاحتفاظ بها أساسا بسبب الدخل الذي تحققه من السياحة".
بيد أن اللوبي المؤيد لاستمرار مصارعة الثيران في قطالونيا يشير إلى أن كبار مصارعي الثيران في أسبانيا يجتذبون أعدادا كبيرة من المشاهدين إلى المنطقة.
وتخسر مصارعة الثيران شعبيتها في أنحاء البلاد، لاسيما بين الشباب. وتظهر استطلاعات الرأي أن اقل من 30 في المئة من الاسبان يهتمون بمشاهدتها.
لكن مع ذلك، تظل مصارعة الثيران صناعة تدر ملايين الدولارات في أسبانيا حيث يقتل المصارعون الذين يرتدون البدل المتألقة الاف الثيران سنويا.
ويقول جاليجو إن هذا التقليد استمر كل هذه السنوات جزئيا بسبب الدعم الذي يتلقاه المربين وحلقات المصارعة وجمعيات هواة المصارعة.
ويقول الخصوم إن الثور لايملك فرصة أمام المصارع لان قرونه صارت أقصر كما أن الرماح التي تسدد إلى ظهره تضعفه.
ويخاطر المصارعون بإمكانية الاصابة أمام الثيران، لكن من النادر أن يقتل الثور واحدا منهم.
وينظر إلى تضاؤل الاهتمام بمصارعة الثيران كونه انعكاسا لتطور المجتمع ووجود أشكال جديدة للتسلية والترفيه مع تزايد الاهتمام بحقوق الحيوان.
ويمنع القانون القطالوني الخاص بحماية الحيوان - على سبيل المثال- المشاهد العامة التي تسبب معاناة للحيوانات، باستثناء وحيد هو مصارعة الثيران ومسابقات جري الثيران.
ويقول جاليبو إن الاخيرة أكثر شعبية من مصارعة الثيران في قطالونيا، وهذه ربما تتضمن وضع أشياء حارقة على قرن الثور أو جر الحيوان على الأرض من حبل يوضع حول عنقه.
وقال ممثل "برو" جينيفر بيرنجوراس " لا نخوض مناقشات حول ما إذا كان في قطالونيا تقليد قوي خاص بمصارعة الثيران.. ما نطلبه هو التوافق مع القانون".
ووافق مجلس مدينة برشلونة في عام 2004 على إعلان يعرب عن معارضته لمصارعة الثيران، بيد أن نحو 125 ألف شخص حضروا تلك المصارعات في ساحة المصارعة في "مونيومينتال" عام 2008.
ويقول ممثل محترفي مصارعة الثيران في قطالونيا، خوسيه سيجورا، إن تذاكر نجم هذه المصارعة، المصارع خوسيه توماس، تباع قبل أسابيع من الحدث ، مضيفا أن المتحمسين لمصارعة الثيران " سيدافعون عنها حتى الموت".
واقترح بعض المشاركين في حملات للدفاع عن حقوق الحيوان مصارعة " خفيفة" على الطريقة البرتغالية، وفيها لا يقتل الحيوان أمام الجماهير لكن جاليجو لا يعتقد أن مثل هذا الحل الوسط يمكن أن ينجح في قطالونيا أو أي مكان آخر في أسبانيا.
ويوضح أن " الاسبان لن يذهبوا إلى مصارعات من هذا القبيل.. هنا الجماهير تريد أن يقتل الحيوان أمام أعينها".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد