مشيخة العقل في لبنان تعلق مهماتها
أعلنت مشيخة عقل الطائفة الدرزية "تعليق كل مهمات المشيخة، وعدم تلقي المراجعات وتوقيع المعاملات حتى اشعار آخر، لأننا لم نتعود الركوع الا لعزته تعالى".
اصدرت مشيخة العقل أمس بيانا جاء فيه: "في ظل الظروف الصعبة التي تعصف بالبلاد والازمات المتصاعدة نتيجة الصراع السياسي المحتدم على كل الصعد وفي ظل تحكم الاقطاع السياسي بمرافق الدولة وتعطيل مؤسساتها القضائية العليا بالغائها او تسخيرها لمصالح اصحاب النفوذ، وهذا ينسحب على مجمل حال الشعب اللبناني الرازح تحت كابوس المحنة والفتنة والاخطار المحدقة والبركان الذي يتهيأ للانفجار، وقد وصلت الزعامات السياسية في صراعها على النفوذ الى نقطة الاحتكاك ضمن الطائفة وبين اهل البيت الواحد، وكلتا الجهتين تخوضان معركة اثبات الذات باسم تنظيم شؤون الطائفة وانتخاب مشيخة عقل أو تعيينها. وقد نبهنا مرارا وتكرارا الى خطر انحياز بعض كبار المسؤولين وتدخل المؤسسات التشريعية في مقدسات الطوائف وطرحها في البازار السياسي خلافا للدستور لإمرار قوانين مفصلة على قياس بعض الزعامات لارضائها، وقد حذرنا من هذا القانون -الفتنة وما سينجم عنه من مضاعفات واضعاف للطائفة والوطن، ووجهنا نداءات عدة الى ابناء الطائفة كافة مقيمين ومغتربين وخصوصا المسؤولين ليجتمعوا ولو لمرة واحدة على قانون عصري بالتوافق مع جميع المعنيين يحفظ مصالحهم وكرامتهم. الا ان الامور سارت في منحى تصعيدي والى مزيد من الفوضى بدل التهدئة والى المعاندة والخصام بدل الاتفاق على ما فيه مصلحة الجميع وكرامتهم.
لذلك، وبعد مراجعة المواقف والنظر الدقيق في الموقف السليم اللائق بصدقية هذا المقام رمز كرامة الطائفة وهويتها التوحيدية الحقيقية، حيث لا تزال تحاك المكائد وتدبر القوانين وتنصب الافخاخ ويتهيأ الحاقدون للانقضاض على مشيخة العقل في غفلة من الجم الغفير من ابناء الطائفة الغيارى على مصالحها وكرامتها، وبعد الجهود المضنية التي بذلناها على مدى خمسة عشر عاما من الصمود والتضحية المادية والمعنوية للمحافظة على قدسية مشيخة العقل وخطها الوطني الصادق وعلى اوقاف الطائفة ومزاراتها من افواه المتطفلين، وبعد كل المعاناة والمرارة من المتسلطين المتربصين شرا بهذا الموقع الذين يشنون باستمرار حروب الالغاء والتهميش ومحاولة الاذلال لهذا المقام من دون رد فعل مناسب ورادع من الاكثرية الصامتة التي شجعت المعتدين على التمادي في عدوانهم لانه لا يصنع الطغاة الا العبيد، وبعد اصرار المتخاصمين ومعاندتهم على أستنساخ مشيخة عقل لكل منهما فارغة من اي معنى او كرامة لائقة بهذا المقام الرفيع سواء بالانتخاب الصوري بموجب القانون المزعوم او بالتعيين القبائلي المزري، ورغبة صادقة منا في المحافظة على وحدة الطائفة وانقاذها من شر الفتنة والمؤامرات، وبراءة لذمتنا من نتائج مغامرات الرؤوس الحامية، ووفاء للامانة ولجوهر عقيدتنا بصدق اللسان وحفظ الاخوان، قررنا عدم المشاركة في هذا الفصل المؤسف من المأساة المستمرة والصراع المدمر لكرامة الطائفة وسمعتها، ولاننا لم نتعود الرضوخ والركوع الا لعزته تعالى، ولا نرضى للموحدين الشرفاء والمشايخ الاجلاء الاوفياء الا مواقف العز والكرامة اللائقة بهم وبمبادئهم الشريفة، قررنا ايضا تعليق كل مهمات المشيخة، وعدم تلقي المراجعات وتوقيع المعاملات حتى اشعار آخر.
والسلام على من اتبع الحق وتكلم وعمل بلغة الصدق".
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد