مسلحو الوعر يسخرون من سماسرة المصالحة ويخرقون «التسوية» مجددا
خرقت الميليشيات المسلحة في حي الوعر بمدينة حمص اتفاق «التسوية» المبرم مع السلطات المحلية يوم أمس بشن هجمات على نقاط للجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني بمحيط الحي.
وذكر مصدر ميداني في قوات الدفاع الوطني، أن المجموعات الإرهابية والمسلحة المتحصنة داخل حي الوعر خرقت اتفاق التهدئة بعد أن أقدم مسلحون من داخل الحي على إطلاق النيران من أسلحة رشاشة وقناصة على نقاط الجيش والدفاع الوطني الأمر الذي تسبب باستشهاد عسكري وإصابة آخر، ما استدعى من القوات العسكرية العاملة الرد على مصادر إطلاق النار داخل الحي بعدة رمايات مدفعية.
وأوضح المصدر، أنه وبعد عمليات القنص التي قام بها المسلحون شنوا سلسلة هجمات من محاور الجزيرة الثامنة والسابعة والوعر القديم باتجاه النقاط العسكرية التابعة للجيش والدفاع الوطني بمحيط الحي في محاولة لتغطية تسلل عدد من مقاتلي الميليشيات باتجاه تلك النقاط وضربها، إلا أن قوات الجيش والدفاع الوطني وبعد مواجهات طالت لساعات أحبطت محاولة التسلل وتمكنت من إيقاع أعداد من مقاتلي الميليشيات قتلى ومصابين وإرغام الباقين منهم على التراجع وسط قصف مدفعي ثقيل نفذه الجيش على نقاط ومواقع المسلحين وتحصيناتهم ومحاور تسللهم على امتداد خطوط الاشتباك موقعاً في صفوفهم خسائر أخرى بالأرواح والعتاد والتحصينات.
وفي 27 أيلول الماضي نقلت الباصات الخضراء دفعة من المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم من حي الوعر آخر معاقل الميليشيات المسلحة بمدينة حمص إلى ريف المحافظة الشمالي وهي: 131 من المسلحين و145 من المدنيين (أهاليهم) وذلك في إطار تنفيذ المرحلة الثالثة من اتفاق التسوية في الحي، لتبقى دفعة أخيرة منهم سيتم نقلها على عدة أيام في نهاية المرحلة الثالثة من الاتفاق.
وأتت تلك العملية بعد أيام من إخراج دفعة منهم من الحي باتجاه بلدة «الدار الكبيرة» بعدما تعذر نقلهم إلى إدلب بسبب تراجع الأمم المتحدة عن دورها الاعتيادي في تأمين نقل عملية الإجلاء بأمان وسلامة نحو وجهة التفاوض المتفق عليها. ونقلت الحافلات في تلك الدفعة ما يقارب 130 مسلحاً ووصل عددهم لـ400 مع أسرهم.
وبدأت المرحلة الأولى من اتفاق التسوية في حي الوعر منذ تسعة أشهر، لكنها تعطلت بسبب اختلاف الميليشيات فيما بينها، إذ سبق للمرحلة الأولى أن شهدت في نهاية العام الماضي خروج 742 شخصاً بينهم ما يقارب 447 مدنياً.
وتضمنت كل مرحلة من الاتفاق فترة تنفيذ تستمر 25 يوماً تقريباً، يتم بعدها الانتقال بالاتفاق إلى المرحلة التالية، انطلاقاً من «وقف كامل لإطلاق النار والعمليات العسكرية، وخروج المعطّلين للهدنة، وتقديم لائحة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة الموجودة بالحي، والسماح بعمل اللجان الإغاثية، وفتح معبر «دوّار المهندسين»، لمرور المشاة، وتحضير لوائح بالمفقودين، والمعتقلين وتحديد أماكن اعتقالهم».
وفي المرحلة الثانية، «يتم جمع السلاح المصرّح عنه بمشفى البر والخدمات الاجتماعية بالوعر، وبإشراف لجنتين من الحكومة والحي، ويتم إعادة تفعيل القصر العدلي، وإطلاق سراح المعتقلين، عدا المحكومين والمحالين إلى القضاء». وبخصوص المرحلة الثالثة، وهي التي تم الخرق خلالها، يتم فيها جمع جزء من السلاح المتبقي في مشفى البرّ بالوعر، وإطلاق سراح الموقوفين والمحالين إلى القضاء والمحكومين، وخروج دفعة أخرى من الراغبين بالخروج، أو المعطّلين للاتفاق أو الهدنة.
على خط مواز، نفذ الطيران الحربي غارات على مقرات وأوكار «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» في منطقة عز الدين ومحيط بلدة تلبيسة بريف حمص الشمالي ما أسفر عن تدمير تلك المقرات والأوكار وإيقاع عدد من مقاتليهم بين قتيل وجريح.
حمص– نبال إبراهيم – دمشق– الوطن
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد